quot;نوبل
نوبل أوباما في quot;إيلافquot;

تتوالى ردود الفعل العالمية على منح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام. ففي الوقت الذي وجد بعضهم أنها حافز يشجّع أوباما على تكثيف جهوده السلمية quot;نحو عالم أفضلquot;، يرى آخرون أن لجنة جوائز نوبل تسرعت في قرارها quot;المفاجئquot; ومنحت الجائزة للرئيس الأميركي قبل قدرته على إثبات جهوده وسياسة إدارته، وما لبث ان أثار النبأ إشادات وانتقادات حادة في الأوساط العالمية. ودعت أكبر أحزاب المعارضة النرويجية، أمس، إلى استقالة رئيس لجنة جائزة نوبل للسلام معتبرة أن منصبه الجديد كرئيس لمجلس أوروبا يهدد استقلاله.

اوسلو: دفع فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما المُفاجئ بجائزة نوبل للسلام الكثيرين للتساؤل بشأن ما اذا كانت الجائزة قد مُنحت للرئيس الذي يحظى بقبول كبير بشكل متعجل، ورد رئيس لجنة نوبل النروجية التي منحت الرئيس باراك اوباما جائزة نوبل للسلام على انتقادات الذين اعتبروا القرار سابقًا لأوانه، معتبرًا ان منحه الجائزة حاليًا يبقى افضل من منحه اياها quot;بعد فوات الأوانquot;.


ثورنبيورن ياغلاند رئيس لجنة جائزة نوبل للسلام

وفي حين توالت التهاني بعد منح الرئيس الاميركي جائزة نوبل للسلام ابدى البعض تحفظاتهم على هذا القرار وانتقده ثلاثة حائزين سابقين على الجائزة نفسها بمن فيهم ليخ فاونسا الذي اعتبر ان الجائزة منحت مقابل انجاز قليل وفي وقت سابق لأوانه اي بعد اقل من تسعة اشهر من تسلم اوباما مهامه.

ورد ثورنبيورن ياغلاند في مؤتمر صحافي عقده في مركز نوبل للسلام السبت بالقول quot;اريد ان اقول ايضا انه كان يمكن ان يحصل عليها بعد فوات الاوانquot;، وتساءل quot;هل يستطيع احد ان يدلني على من انجز اكثر منه هذه السنة؟quot; مضيفا امام احد الصحافيين quot;من الصعب اختيار فائز بجائزة نوبل للسلام يكون اقرب من اوباما الى وصية الفريد نوبلquot;.

وكان ياغلاند مع الاعضاء الاربعة الاخرين في لجنة نوبل صنعوا المفاجأة عندما منحوا جائزة نوبل للسلام لاول رئيس اميركي اسود quot;لجهوده الاستثنائية الهادفة الى تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوبquot;.

واذا كانت الصحافة الدولية قد انقسمت في قراءتها لمنح الجائزة للرئيس الاميركي فان رئيس جائزة نوبل الذي تسلم منصبه هذا في شباط/فبراير الماضي وجد نفسه ايضًا في مواجهة في النروج مع انتقادات المعارضة اليمينية بشكل خاص وليس فقط بسبب الجائزة.

وكان ياغلاند انتخب الشهر الماضي على راس مجلس اوروبا في ستراسبورغ واخذت عليه المعارضة ان تسلمه هاتين المسؤوليتين قد يدفعه مثلاً الى تجنب تكريم معارضين روس لعدم اغضاب اعضاء فاعلين في مجلس اوروبا مثل روسيا.

وطالبت زعيمة حزب التقدم النروجي المعارض سيف جنسن باستقالة ياغلاند، وقالت في تصريح الى صحيفة برغنز تيدندي quot;سيكون من المفيد سياسيا ان يقدم ياغلاند استقالته بعد ان يكون درس الوضع لتجنب تحمل مسؤوليتينquot;.

وانتقد حزب المحافظين تسلم ياغلاند مسؤوليتين في الوقت نفسه وهي التهمة التي سبق ان رفضها ياغلاند في ايلول/سبتمبر الماضي لدى انتخابه في ستراسبورغ.

وادى منح اوباما جائزة نوبل للسلام الى اطلاق الجدل حول هذه النقطة بعد ان اعتبر كثيرون انه كان من الافضل منح الجائزة الى معارض مضطهد بدلاً من اعطائها لاقوى رجل في العالم والى من يقود حربا في العراق وافغانستان.

وتعليقًا على منح اوباما الجائزة اعتبر رئيس الحكومة النروجية ينس ستولتنبرغ ان القرار quot;مشجعquot; الا انه في الوقت نفسه quot;مفاجئquot; وهو تعبير من النادر ان تستخدمه الدبلوماسية النروجية في ظروف من هذا النوع.

وكتبت صحيفة افتنبوستن النروجية السبت quot;ان اوباما نال الجائزة من دون ان يقوم بما يستحق لنيلهاquot;، اما صحيفة داغنز نيهتر فعنونت quot;قرار مبكر جدا جداquot;. وذهبت صحيفة التابلويد النروجية افتونبلاديت الى حد كتابة عنوان quot;يا للعارquot; معتبرة ان quot;لجنة نوبل فقدت مصداقيتها لدى العالم اجمعquot;.

أمام البيت الأبيض


أقارب أوباما بكينيا يفخرون بفوزه

لكن ليست هذه هي القضية بالنسبة إلى أقاربه الكينيين في قرية كوجيلو التي تعيش بها جدته ماما سارة، وقالت الجدة ماما سارة quot;أشعر بامتنان بالغ لفوزه بجائزة للسلام. يسعدني هذا لأنه يجلب السلام الذي نحتاج إليه جميعًا في العالم كله. أعرف أن العالم كله سعيد جدًا حتى من صوتوا له سعداء جدًا بما يفعله. انه نموذج طيب للشبان القادمين أيضًا. في يوم ما سيكونون أيضًا زعماء عظامًا للعالم مثلهquot;.

وتتبنى المرأة البالغة من العمر 87 عامًا 82 يتيمًا تتراوح أعمارهم بين أربعة و18 عامًا معظمهم توفي آباؤهم بالإيدز، وقالت quot;رسالتي الوحيدة اليه هي أنني أحثه وأشكره على المضي في عمل المزيد من أجل إحلال السلام في كل أنحاء العالم وهنا أيضًا في بلدنا. انها إرادة الله ويتعين ألا يتراجع في أي مكان يكونquot;.

وفاز الرئيس الأميركي بجائزة نوبل للسلام لمنحه العالم quot;أملا في مستقبل أفضلquot; من خلال عمله من أجل السلام وسعيه الي نزع السلاح النووي، وزار الأقارب الذين غمرتهم السعادة لفوز أوباما بالجائزة ماما سارة لتهنئتها وبينهم نيلسون أوباما ابن عم الرئيس الأميركي.

وقال نيلسون أوباما quot;فوجئت أيضًا كغيري من الناس لكنني مرة أخرى أعرب عن احترامي وتوقيري للجنة نوبل التي منحت باراك (الجائزة) تقديرا لجهوده ليبقى العالم كله مكانا آمنا للجميع.. انها مسعى كبير لكن جهوده مرئية بشكل ظاهر وتحظى بالتقدير من غيره من الناسquot;.

وحصلت وانجاري ماثاي الناشطة الكينية في مجال الدفاع عن البيئة على جائزة نوبل للسلام في عام 2004 لتصبح المرأة الافريقية الاولى التي تفوز بالجائزة.

صحيفة الفاتيكان تبدي تحفظا ازاء منح جائزة نوبل لاوباما

الى ذلك،ابدت اوسرفاتوري رومانو الصحيفة الناطقة باسم الفاتيكان تحفظا السبت ازاء منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الاميركي باراك اوباما رغم ان الفاتيكان رحب بذلك. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها على الصفحة الاولى quot;على اساس القرارات المتخذة حتى الان سيكون من الصعب وصف الرئيس الاميركي على انه داعية سلام بشكل كاملquot; معتبرة ان السياسات المتبعة في العراق وافغانستان quot;تقع كما يبدو في منتصف الطريق بين الولاء لمبادىء السلام التي اعلنت خلال حملته الانتخابية وسياسة اكثر واقعية يصفها البعض بانها تشكل استمرارية لسياسة بوش +الحربية+quot;.

واضافت ان تلك السياسة quot;المتقلبة تشبه الى حد كبير تلك التي اعتمدها الرئيس الاميركي حول مواضيع الاخلاقيات البيولوجية لا سيما الاجهاض التي اثارت جدلا كبيرا لدى الكاثوليك الاميركيينquot;.

واكدت الصحيفة ان الام تيريزا وعند تلقيها هذه الجائزة تحلت quot;بالشجاعة للقول ان الحرب الاقسى هي ممارسة الاجهاض الذي تشرعه وحتى تسهله المنظمات الدوليةquot;.

لكن الصحيفة عكست في الوقت نفسه موقف الفاتيكان حين قال في بيان quot;لا يسعنا الا الترحيب بمنح الجائزة للرئيس اوباما عن جهوده في مجال نزع الاسلحة النووية والميل لاعتماد سياسة تهدف الى تحقيق السلام اكثر مما تهدف الى تاكيد القوة الاميركية في العالمquot;.