تتواصل الاستعدادات بشكل مكثف لعقد قمة quot;كوبنهاغنquot; حول المناخ، وسط قرار مفاجئ للرئيس الأميركي بالمشاركة في هذه القمة، الأمر الذي منحها المزيد من الاهمية، كما أنَّ الغرابة باتت حاضرة في هذه القمة بعد أن عرضت مومسات كوبنهاغن خدماتهن مجانًا لكل شخص مشارك في هذه القمة نكاية بعمدة المدينة.


عواصم: تبدأ في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن يوم الاثنين قمة المناخ حيث سيلتقي ممثلو 192 بلدًا لبحث التغير المناخي وكيفية التصدي له. وينتظر أن تتوصل القمة التي ستتواصل حتى 18 من الشهر الجاري إلى اتفاقية جديدة للتقليل من الانحباس الحراري.

ويسيطر جدل خلال القمة بين وجهتي نظر متعارضتين تذهب إحداهما إلى أن الحاصل من تغيرات في المناخ هو من صنع الإنسان، ويجادل آخرون بأن التغيرات نتاج جملة من المظاهر الطبيعية لا يد للإنسان فيها.
وقد انطلق قطار خاص بالمناخ تحت اسم Climate Express على متنه 450 شخصًا من مسؤولي الأمم المتحدة والصحافيين والناشطين في مجال المناخ،متوجّهًا إلى كوبنهاغن حيث يبدأ المؤتمر الخاص بالمناخ في السابع من الشهر الحالي. وتعد رحلة القطار تلك رمزًا للجهود المبذولة للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.


بائعات هوى يعرضن خدماتهن مجاناً في قمة المناخ

وقال أشيم ستاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة حول المناخ quot;أعتقد أن قمة كوبنهاغن قد تحولت بوضوح إلى واحدة من أهم الاجتماعات الدولية خلال العقود الماضية، إن حضور أكثر من 10 رئيس دولة وحكومة للقمة يعني أننا نتوقع منها أمرين: الأول التوقعات العامة من القمة وهي كبيرة، والآخر إعلان الرئيس أوباما أنه سيحضر القمة إن كان هناك احتمال بالتوصل إلى اتفاقquot;.
وشدد يوشيو إشادا رئيس الاتحاد الدولي للسكك الحديد على ضرورة أن تبذل الأطراف كافة جهودها للحد من الاحتباس الحراري.
وقال quot;أعتقد أن هناك ثلاثة عوامل ينبغي أن تتضافر، الأول يقتضي بأن يقوم الأفراد بشيء من أجل البيئة، ثم ينبغي أن نقوم نحن في قطاع السكك الحديدية ببذل جهود في هذا الإطار، نضيف إلى ذلك، ضرورة أن تقوم الحكومات بإيجاد إطار عمل سياسي لتحسين المناخquot;. وفي الوقت ذاته، أعرب البروفيسور جان باسكال إبرسيل عن اعتقاده بأن التوصل إلى إجماع حول الصيغة القانونية لأي اتفاق سيكون صعبًا.


وقال: quot;من الصعب التوصل إلى صيغة قانونية في نهاية الاجتماع، لذا آخر شيء نحن بحاجة إليه هو اتفاق واضح بموعد محدد لتقديم الصيغة القانونية، إلا أنني آمل ألا يستغرق التوصل إليها أكثر من أشهر عدّة.
هذا وأعلن وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو اليوم السبت بعد لقائه مسؤولين روسيين أن روسيا ستكون شريكًا بالغ الأهمية خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ. وقال بورلو للصحافيين بعد لقائه نائب رئيس الوزراء الروسي المكلف بشؤون الطاقة ايغور سيتشين ووزير الموارد الطبيعية يوري تروتنيف ومستشار الكرملين لشؤون المناخ الكسندر بيدريتسكي، إن موضوع المناخ هو فعلاً على جدول الأعمال الروسي.
وكانت موسكو قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خلال قمة روسيا والاتحاد الأوروبي في ستوكهولم أنها ستسعى إلى خفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة بنسبة تراوح بين 20 و25 في المئة بحلول عام 2020 مقارنة بعام 1990 بعدما كانت قدتحدثت عن نسبة لا تتجاوز 15 في المئة.
من ناحية أخرى، أعلنت الهند أن رئيس الوزراء مانموهان سينغ سيتوجه إلى كوبنهاغن لحضور اليومين الأخيرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ.
وذكرت وكالة quot;بي تي آيquot; الهندية للأنباء أن سينغ قرر التوجه إلى كوبنهاغن بناء على إلحاح قادة عالميين، بينهم الرئيس باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وكان وزير البيئة الهندي جيرم راميش قد أعلن أن بلاده تريد تقليص كميات انبعاثاتها من غازات الدفيئة بنسبة تراوح بين 20 و25 في المئة بحلول عام 2020.

وفوجئ الجميع قبيل انعقاد مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ التي تبدا الاثنين، باعلان البيت الابيض حضور الرئيس باراك اوباما الى كوبنهاغن في اخر يوم من القمة للمشاركة في المفاوضات النهائية مع باقي قادة العالم.

واعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في بيان ان quot;الرئيس يعتبر ان دور الولايات المتحدة القيادي سيكون اكثر فعالية اذا شاركت (بلاده) في اختتام قمة كوبنهاغن في 18 كانون الاول/ديسمبر بدلاً من التاسع من كانون الاول/ديسمبرquot;.

واوضح quot;لا تزال هناك مسائل مهمّة يجب بحثها من اجل التوصل الى اتفاق وهذا القرار يعكس التزام الرئيس (اوباما) ببذل كل ما في وسعه من اجل التوصل الى نتيجة ايجابيةquot;.

وقال ان اوباما الذي تعرض الى انتقادات بعد اعلانه التوجه الى كوبنهاغن في التاسع من الشهر الجاري فقط، عدل خططه اثر محادثات اجراها مع قادة اخرين وبعد ان لاحظ تقدمًا في المباحثات الرامية الى التوصل لاتفاق حول المناخ.

وأثار اعتزام أوباما المشاركة في قمة المناخ حماسة مضيفي القمة.
فقد أعرب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن عن سعادته بخطوة الرئيس الاميركي.

وقال راسموسن في أعقاب البيان الذي أصدره البيت الأبيض أمس الجمعة ان مشاركة أوباما في القمة التي تضم أكثر من مئة من رؤساء الدول والحكومات تدل على quot;الإرادة السياسية المتزايدة التي تهدف الى الوصول إلى اتفاقية مناخ طموحة في كوبنهاجنquot;.

وسارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الترحيب بهذا الاعلان quot;بارتياح كبيرquot; معتبرًا ان القرار يدل على الاهمية التي توليها الولايات المتحدة لانجاح ذلك المؤتمر حول المناخ.