زاهدان: نظمت السلطات الايرانية الاربعاء جولة نادرة لدبلوماسيين اجانب وصحافيين في منطقة الحدود الشرقية للبلاد لاقناع المانحين الدوليين باهمية مساعدة طهران على مكافحة تهريب المخدرات.

وتم عرض مخدرات صادرتها الشرطة الايرانية على الدبلوماسيين والصحافيين خلال الجولة في زاهدان (جنوب شرق) كبرى مدن محافظة سيستان-بالوشستان قرب الحدود الافغانية والباكستانية.

ومن بين المعروضات قطع من القنب من الصنف الاول منتجة في باكستان اخفيت في ساندويتشات ملفوفة بالبلاستيك.

وفي 2009 تمت مصادرة نحو الف طن من الحشيش والافيون والهروين ما يشكل بحسب الخبراء ثلث الكمية التي دخلت خلسة الى البلاد. ولم تقدم تفاصيل عن عمليات حجز المخدرات.

ويمر الافيون ومعظمه قادم من افغانستان، في اكياس من القنب المختومة باسماء باللغة الفارسية او بالداري (لهجة افغانية) مثل quot;خوش نامquot; (شهير) و quot;سيتراتيه هلمندquot; (نجمة هلمند) او quot;جميلهquot;.

ويبلغ سعر الكلغ 51 دولارا في افغانستان ويتضاعف سعره خمس مرات لدى عبور الحدود ثم 1500 دولار في طهران.

وايران هي من ابرز طرق عبور المخدرات الافغانية الى الشرق الاوسط والبلدان الغربية.

وبحسب الامم المتحدة فان نحو 40 بالمئة من 7700 طن من المخدرات المنتجة في افغانستان في 2008 مرت عبر ايران التي ينتشر المخدر بين سكانها ايضا.

وتبدو مهمة الشرطة الايرانية ضخمة حيث يتعين عليها مراقبة اكثر من 1800 كلم من الحدود الصحراوية مع افغانستان وباكستان.

كما ان هذه المهمة محفوفة بخطر الموت حيث قتل 3700 من عناصر قوات الامن خلال عقود من المواجهات مع مهربي مخدرات مسلحين جيدا.

وقد حاولت السلطات الايرانية التصدي لهذه التجارة بكافة الوسائل عبر حفر خنادق واقامة جدران رملية ونشر قوات خاصة واعدام المهربين.

وتعهد قائد الشرطة الايرانية اسماعيل احمدي مقدم بتعزيز المراقبة مع الاشادة برجاله الذين قضوا في معركة quot;من اجل شباب العالم باسرهquot;.

ونظم قائد الشرطة هذه الزيارة الى زاهدان كبرى مدن محافظة سيستان-بالوشستان، حتى يرى المشاركون بام عينهم quot;معركتنا ويدعموا حصولنا على مساعدتهم الماديةquot;.

وضاعفت ايران خلال ثلاث سنوات قوات حرس الحدود وبنت جدرانا بطول 80 كلم واقامت 160 برج مراقبة وحفرت 460 كلم من الخنادق. واوضح مقدم ان quot;الهدف هو تأمين كافة حدود سيستان-بلوشستان (البالغ طولها اكثر من 900 كلم) في غضون عامينquot;.

ومما يزيد من تعقيد مهمة قوات الامن مواجهاتها المنتظمة مع مجموعة جند الله المتمردة التي تطالب بحكم ذاتي لاقلية البلوش.

ومن مروحية حلق المشاركون فوق صحراء تنتشر فيها اكشاك حراسة وتحدها قناة بعرض اربعة امتار وعمق خمسة امتار. ويطلب من عناصر الشرطة والجيش صيانتها باستمرار بسبب العواصف الرملية التي تغطيها بالرمل. اما المناوشات مع المهربين فهي كثيرة.

وخلال الزيارة دعا مسؤول مكافحة المخدرات في الامم المتحدة انطونيو ماريا كوستا المجتمع الدولي الى الاعتراف بجهود ايران.

وقال quot;ان شرطتها لمكافحة الارهاب هي بين الافضل في العالم. وانا لا اعرف بلدا قام بمثل هذه الجهودquot;. واوضح ان quot;القسط الاساسي من التمويل محليquot;.

وتقول ايران انها انفقت ما يساوي 800 مليون دولار منذ 2006 لتعزيز مراقبة حدودها الشرقية.

واعرب كوستا عن الامل في ان تفتح هذه الزيارة quot;مرحلة جديدة من الدعم لايران والمنطقةquot; في مجال مكافحة المخدرات.