Photo

غداً دبي تطوي صفحة مؤلمة اقتصادياً وتفتتح البرج الأعلى في العالم

محمد بن راشد.. سيرة مقاتل صنع المستقبل واستوعب الماضي
دبي تهدي العالم أطول برج في تاريخه تاكيدًا على متانة اقتصادها

في تقرير لصحيفة quot;الصنداي تايمزquot; اللندنية، تشير الى أنه لسنوات ، بقيت دبي تتباهى بكونها الأولى في العالم عبر كل مشروع عملاق تطلقه ابتداء من نحت ساحلها إلى منتجعات إتخذت شكل النخيل، الى بناء قباب واسعة للتزحلق فوق الرمل.

لندن: بالرغم من انهيار نظام القروض، وما رافقه من بدء فترة ركود اقتصادي شهدها العالم، الذي ترك آثارا سلبية على المشاريع العملاقة في دبي، إلا أن ذلك لم يمنع من المضي إلى النهاية في إعداد افتتاح برج دبي، إذ سيفتتح غدا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واحد من أبرز المعالم على الصعيد العالمي وأطولها.

يبلغ ارتفاع برج دبي، الذي كلف ما يقرب المليار جنيه استرليني، 2683 قدما، وهو ما يساوي ضعف طول مبنىquot;امباير ستايتquot; الذي يعد واحدا من أعلى المباني الموجودة حاليا في العالم، وما زال ارتفاع البرج طي الكتمان الى ان يتم افتتاحه غدا، لكن المهندسين الذين عملوا عليه نوهوا إلى ارتفاعه سيكسر مؤشر 2700 قدم، حسب الصحيفة.

وتضيف quot;الصنداي تايمزquot; الى ان ارتفاع برج دبي يزيد عن برج quot;تايبي 101quot; في تايوان بـ 1000 قدم، بينما هو يتجاوز quot;الصاريةquot; المشهورة في ولاية نورث داكوتا الأميركية التي تصل إلى 2063 قدما.

ويبدو تركيب الفولاذ المضلع والمكسو بالزجاج الخاص وكأنه إبرة مغروزة في الصحراء والسماء، ومع التقدم إلى الأعلى بين طوابقه التي يبلغ عددها 169 طابقا، يمر الزائر بمناطق مناخية متعددة، فالحرارة عند قمته تقل عن الحرارة عند القاعدة بعشر درجات، وللبرج أكبر مسبح في العالم وهو يقع في الطابق السادس والسبعين ومن المقرر إقامة مسجد في الطابق الـ 158.

ويعد برج دبي تتويجا لطموح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم غير المحدود للإمارة، إنها المرة الأولى التي يحقق فيها العالم العربي رقما قياسيا في مجال ارتفاع المباني على المستوى العالمي منذ تجاوز مبنى quot;كاتدرائية لينكولنquot; المنشأة في عام 1311 ارتفاع الهرم الأكبر في الجيزة.

لكنه مع بدء تأثير الازمة الاقتصادية العالمية على مفاصل دبي الاقتصادية،وما آلت إليه من انخفاض أسعار العقارات بنسبة 50%، وإجبار الشيخ محمد التوجه إلى الجارة أبو ظبي طالبا منها 25 مليار دولار لمساعدته على الخروج من المأزق المالي، راح المنتقدين يرون في البرج علامة فارقة على عقد مبهرج من المضاربات المنفلتة من اي قيود، وقال أحد المصرفيين المحليين في دبي إن البرج هو quot;آخر صرخة من العقد الأول في مدينة امتدت اكثر بكثير مما تسمح دشداشتها لهاquot;.

ومع تجاوز ارتفاع البرج لناطحات السحاب المألوفة بكثير أطلق المعماريون عليه اسم quot;سوبر ناطحة سحابquot;. وهو مخصص بالدرجة الأولى للسكن، فهناك 900 ستوديو ومساكن من غرفة نوم إلى أربعة، مع 144 شقة فاخرة صممها جورجيو أرماني. كذلك يضم البرج أول فندق يصممه هذا المعماري، وهو يوفر كل ما يفكر به السائح من ماركات تجارية عالمية، مما يجعله يقضي عطلته داخل البرج مع محيط راق من دون أن يخرج منه.

وحسبما ذكرت صحيفة quot;الصنداي تايمزquot; الصادرة اليوم فإن شركة العقارات quot;إعمارquot; قد باعت حتى الآن شققا بقيمة 700 مليون دولار في البرج منذ بدء عام 2004، لكن خسائر المستثمرين بلغت مئات الملايين من الدولارات بعد انهيار أسعار العقارات. وقد يجبر الكثير منهم إلى بيع بيوتهم الجديدة أقل من سعر الشراء، وهناك أيضا 300 ألف قدم مربع مخصصة للمكاتب في البرج، لكن لا أحد قد شغل أيا منها مما يجعل الملاحظين يتساءلون كم من المستأجرين لهذه المكاتب سينتقلون إليها بعد افتتاح البرج، حسب الصحيفة.

وتشير quot;الصنداي تايمزquot; الى أن إنجاز البرج يعد انتصارا هندسيا كبيرا، إذ أجبرت درجات الحرارة العالية، التي تصل في الصيف إلى الخمسين درجة مئوية، والعواصف الترابية المنتظمة وارتفاع البرج المتطرف، العاملون عليه لاتخاذ إجراءات احترازية شديدة لإنجاز العمل. فالمساحون كانوا يأخذون مقاييسهم قبل الفجر بقليل حينما تكون البناية في quot;حالة استراحةquot;، لا حينما تتمدد تحت وطأة حرارة النهار أو حينما تتقلص بسبب ساعات الليل الباردة.

وانتقدت بعض من جماعات حقوق الانسان شروط العمل في مشروع البرج، قائلة إن عمال البناء الذين جاء أغلبهم من الهند وباكستان كانوا يتقاضون في اليوم ما يقرب 4 دولارات للفرد الواحد.

في الوقت نفسه احتجت جماعات الدفاع عن البيئة عىل تاثير نظام التكييف الهوائي على البيئة، إذ أنه يماثل تذويب 12500 طن من الثلج يوميا وسيتم استهلاك ملايين من الغالونات من المياه المحلاة.

لكن معماريو شركة quot;سكيدمور وأوينغز أند ميريلquot; المتمركزة في شيكاغو قد أنكروا هذا الزعم وقال بيل باركر، رئيس المهندسين الهيكليين، إن quot;المباني العالية تستخدم الطاقة بشكل فعال لأن ساكنيها يشكلون كثافة عاليةquot;ـ ووصف البرج بأنه تأكيد على قوة وأهمية البناءات العالية بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي هدفت مركز التجارة العالمي في نيويورك وأضاف: quot;إنه رمز للتفاؤل، نحن نؤمن بالمستقبلquot;.