بدأ العمل في بغداد على مسلسل quot;بناة الإسلامquot; الذي يعمل على الجمع بين المذاهب الإسلامية الشيعية والسنية.


بغداد: دخلت قناة العراقية معترك المسلسلات الدرامية التي تتناول قضايا من التاريخ الإسلامي مثيرة للجدل، وها هي الآن تستعد لإنتاج درامي ضخم في محاولة منها لكسر الحواجز التي أقامها التاريخ بين المذاهب الإسلامية.

وفي هذا السِّياق، أكَّد الكاتب العراقي، شوقي كريم حسن، أنه انتهى من كتابة مسلسل تلفزيوني يقع في 120 حلقة يحمل عنوان quot;بناة الإسلامquot; ويقوم بإخراجه فارس طعمة التميمي، ويتناول فيه العلاقات الإجتماعية بين الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام، مشيرًا إلى أن المسلسل سيوجه ضربة قاصمة للطائفية، وموضحًا أن تمويل العمل جاء من الوقفين الشيعي والسني اللذين تابعا بشكل دقيق تفاصيل العمل وأعطيا توجيهاتهما من أجل الخروج بعمل يليق بالصحابة، ويؤكد أن الفتن ما هي إلا أوهام.

وقال شوقي في حوار خاص لـquot;إيلافquot; أنه من المؤمل ظهور شخصيات الصحابة ولكن مع وجود هالات من الضوء على وجوههم.

من أين جاءت فكرة العمل؟
عن فكرة للمدير العام لشبكة الإعلام العراقي عبد الجبار الشبوط، فبدأنا بكتابة مسلسل تلفزيوني جديد يقع في 120 حلقة، وهي التجربة الاولى مع الوقفين الشيعي والسني عن الخلفاء الراشدين الاربعة وأسميته quot;بناة الاسلامquot;، محاولاً تبيان العلاقة التي كانت بين الصحابة الكرام وخصوصًا الخلفاء الراشدين وكيفية بناء الدولة الإسلامية، كانت الفكرة في البداية خطرة وتحتاج الى الكثير من المصادر، واستطعنا أن نجمع أكثر من ألف مصدر مما كتب في المذهبين الشيعي والسني، إضافة إلى كتب أخرى محايدة أهمها ما كتبه جورج جرداق عن الإمام علي بن أبي طالب، وكذلك محمد مقصود وغيرهما من المصادر، اذ اننا نحاول توضيح علاقة الخلفاء الثلاثة (أبو بكر وعمر وعثمان) بعلي بن أبي طالب وإدارة الدولة، وكذلك تزاوج بعضهم من البعض الآخر، وأعتقد أن هذا المسلسل سيكون قاصمة من قواصم ظهور الطائفية في العراق وسينال إعجاب الجميع وان بدأت الاعتراضات الآن حول كيفية ظهور الصحابة الكرام، وقد اقترحنا ان تكون هناك هالة من الضوء على بعض الوجوه التي لا يمكن أن تظهر، ولأول مرة سيظهر صوت النبي وصورة لكن مع ظلال، وقد وافق الوقفان الشيعي والسني على البعض ورفضا الموافقة على البعض الآخر، ومازلنا نتفاوض لنعمل مثلما عملت ايران التي قدمت الامام الرضا وبعض الأسماء بهالة من الضوء، المهم اننا نريد عملاً يربط بين الماضي والحاضر وهذا ما عملت عليه.

ما الأسلوب الذي وظفته للتعامل مع تفاصيل الاحداث؟
تناولت تفاصيل المسلسل من خلال العلاقات الإجتماعية بين الصحابة انفسهم، وحاولت أن أبتعد كثيرًا عن المعارك والغزوات التي خاضوها، بقدر ما حاولت أن أظهر الألفة الإجتماعية بينهم وكيف كانوا يتزاورون، وكيف أن علي بن أبي طالب هو الذي خطب رقية إبنة آل عثمان بن عفان، وغيرها، وهذه العلاقات الإجتماعية غابت عن التاريخ أو حاول التاريخ أن يغيب هذا الدور، وهنا حاولنا أن نبرز هذا الدور ثانية وأن نقدمه بالشكل الذي يليق بالصحابة الكرام وأن نقول أن كل الفتن والأكاذيب التي امتلأت بها الكتب ما هي إلا اوهام، والحقيقة هي أن الصحابة هم الذين بنوا الإسلام بشكله الرائع والجميل متخذين من الرسول ومن القرآن إسوة حسنة لهم.

ما الفترة الزمنية المحددة للعمل ؟
الفترة الزمنية للمسلسل تبدأ منذ ولادة الإمام علي وبداية الدعوة المحمدية حتى نهاية حكم الأمام علي ومقتله، وحاولت في الحلقات الأخيرة أن أقدم ما حدث من سرقة للخلافة من قبل معاوية بن أبي سفيان وإبنه يزيد وتنازل الأمام الحسن عن الخلافة واستشهاد الإمام الحسين، وهذه الفترة أنا أعتبرها حرجة جدًا في تاريخ ومصير الأمة الإسلامية.

ما هي التحضيرات الأولية التي قمتم بها للعمل؟
التمويل من الوقفين الشيعي والسني في الوقت الذي يكون فيه الإشراف للأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط، أما المخرج فقد وقع الإختيار على فارس طعمة التميمي لأنني أجد أنه الأفضل في إخراج الأعمال التاريخية، فالمسلسل يحتاج الى فترة زمنية في التصوير، ويحتاج الى قوة هائلة في الإنتاج وتوفير مستلزمات إنتاجية، وبدأنا بالتحضير وجهزنا (ستوديو 800) في مبنى قناة العراقية للتصوير الداخلي، ومازلنا نهيئ لتصوير المشاهد الخارجية.

مثل هكذا مسلسل مثير للجدل، كيف استطعتم إقناع الأطراف المعنية؟
مازال المسلسل يثير الجدل في الوقفين السني والشيعي اللذين أذهب إليهما يوميًا فأحصل على توجيهات من هذا تناقض التوجيهات من ذاك وبالعكس، ولكن حاولنا ان نقرب وجهات النظر في الكتابة، وافهمناهم أن الفن لا يمكن أن يعتمد على التاريخ كوثيقة فقط، وأن علينا أن نضيف ونحذف ونعدل لكي نقدم الصورة التي نريد والتي نخاطب بها هذا الجمهور العريض ليس في العراق فقط بل في الوطن العربي، لأن الطائفية بدأت تعم الآن العالم الاسلامي بشكل عام.

كم يلعب خيال الكاتب دورًا في كتابة المسلسل؟
أنا كاتب أستخدم الكثير من الخيال، وأعتقد أن نصف المسلسل هو إضافة من عندي لأنني أريد دراسة مكة والمدينة كما أراى العلاقات الاجتماعية فيها، فلا يمكن ان لا يلتقي أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة في المسجد مثلاص، وهل يمكن أن يدير أحدهم ظهره للآخر لمجرد فراغ، فالتناقضات التي حدثت بعد واقعة السقيفة وهذه من الممكن تلافيها ومن الممكن مناقشتها بشكل علمي ودقيق، وإلا لماذا سكت الإمام علي إن كان فعلاً يحتاج إلى الخلافة، وأعتقد أن الإمام علي هو مرشد هذه الأمة ودليلاً لها وحاكمًا وقاضيًا للخلفاء الثلاثة.