توفي الفنان اللبناني القدير وديع الصافي إثر وعكة صحية نقل على أثرها الى أحد المستشفيات ليفارق الحياة مساء أمس الجمعة، كما دعت نقابة الموسيقيين المحترفين الى إعلان يوم حداد وطني وفاء وتكريماً لعملاق لبنان.


بيروت:دعا رئيس وأعضاء مجلس نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى إعلان يوم حداد وطني وفاء وتكريما لعملاق لبنان وديع الصافي.

الببلاوى ينعى الفنان وديع الصافى

نعى الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء الفنان وديع الصافى صاحب الصوت الجبلى وقطب من أقطاب الغناء العربى والذى افتقدته مصر كأحد رواد الغناء لديها وأحد أبنائها والذى أثرى صوته الحياة الفنية فى مصر.

سليمان إتصل معزياَ
تلقت عائلة الفنان الراحل وديع الصافي اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قدم خلاله quot;تعازيه للعائلة بفقدان الفنان الكبيرquot;، معربا عن quot;حزنه وألمه الكبيرين لرحيلهquot;، معتبرا فقدانه quot;خسارة للوطن ولكل بيت لبناني، لأنه جسد بفنه الوطن بعزته وشموخهquot;.

وكانت وفود المعزين أمت دارة الفنان الراحل في الحازمية، وعلى رأسها النائبان ناجي غاريوس وآلان عون، إضافة إلى وفد من بلدية بعلبك، وعدد كبير من الفنانين والمحبين والأقارب.

نعي رسمي
اكد الرئيس نجيب ميقاتي في كلمة لمناسبة غياب الفنان وديع الصافي quot;انه برحيل وديع الصافي تغيب صورة من الفن اللبناني الاصيل ونفتقد صوتا لا يضاهيه جمال غنى لبنان باجمل ما كتب شعرا وموسيقى، فتحولت اغنياته اناشيد وطنية يحملها اللبنانيون معهم اينما حلوا كافضل تعبير عن جمالات وطننا واصالته وتاريخه.
وفي كل الظروف الصعبة التي مرت على وطننا كان وديع الصافي خير عضد للبنانيين، يقوي ايمانهم بوطنهم وتجذرهم بأرضهم. وعندما اضطرته ظروف الحرب الى الانتقال الى الخارج بقي صوته يصدح باغاني الوطن والارض والحب ايمانا منه بالدور الكبير المولج به في نشر اسم لبنان وصورته في العالم. عزاؤنا برحيله انه حفر اسمه الى جانب الكبار في هذا الوطن وفي العالم تاركا ارثا فنيا سيبقى زادا لاجيال وأجيال ومدرسة فنية اثبتت فرادتها وعمق اصالتهاquot;.

وختم ميقاتي كلمته، مقدما التعازي لكل افراد عائلة الصافي ومحبيه، وقال: quot;نعزي انفسنا اننا خلقنا في زمن جميل كان وديع الصافي من علاماته الفارقةquot;.

على صعيد آخر نعى وزير الثقافة المهندس كابي ليون الى اللبنانين الفنان وديع الصافي والى جميع محبي الفنان الكبير في العالم العربي الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة.
وكان الوزير ليون توجه فور معرفته بوفاة الفنان الصافي الى المستشفى ومكث الى جانب العائلة.

ومن جانبه رثى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق في بيان، الفنان الكبير وديع الصافي.

وقال: quot;برحيله خسر لبنان عملاقا من عمالقة الفن الكبار. فعلى مدى عقود من الزمان ارتبط اسمه باسم لبنان quot;قطعة من سماءquot;، وجنة من quot;جنات عا مد النظرquot;، فأحبه، من بعد ربه، حبا لا مثيل له. وحمل وديع الصافي لبنان بصوته وقلبه إلى ابعد مدى، فكان صداه المدوي يتردد على كل شفة ولسان، حيثما وجد لبناني في أقاصي المعمورة، داعيا المهاجرين إلى العودة quot;منبقى هون ما منترك جبلنا تراب الارز اغلى من الدهبquot;.

أضاف: quot;كان لجنوب لبنان، وهو احد ابنائه، مكانة خاصة في قلبه ولحنه وأغانيه، فأوكل بيوته الصامدة إلى الله ليحميها فكانت أغنية quot;الله معك يا بيت صامد في الجنوبquot; من أحب الأغاني على قلبه. ومن هياكل بعلبك، التي تنحني اليوم لغيابه، صدح صوته الذهبي، فشكل مع صباح وفيروز والرحابنة سمفونية الخلود، فأدخل بأنغامه العذبة وبصوته الفريد والشجي الفرحة إلى كل محبي الطرب الأصيل في لبنان والمهجر والعالم العربيquot;.

وتابع: quot;مع وديع الصافي، أصبح للميجانا والعتابا وابو الزلف نكهة خاصة، وأصبح معه للون قرميد البيوت الجبلية رونق مميز، وهو الذي لم ينس قرية لبنانية الا وذكرها في اغنية quot;جايين يا ارز الجبل جايينquot;.

وأردف: quot;وديع الصافي، الذي تشهد له أروقة الإذاعة اللبنانية واستوديوهاتها، منها انطلق واليها كان الحنين، اختصر بفنه الراقي مسيرة الفن اللبناني، وكان علامة فارقة في زمن الكبارquot;.

وختم الداعوق: quot;ودع الوديع لبنان، مرددا صلاته إلى الله ألا يتركه quot;للبوم والغربانquot;. ونحن نقول في وداعه: إن الوطن الذي أعطى جبران ومخائيل نعيمه وسعيد عقل واسعد السبعلي وميشال طراد والرحابنة وفيروز وصباح وزكي ناصيف ونصري شمس الدين وشوشو ووديع الصافي لن تقوى عليه ابواب الجحيمquot;.

الكونسرفتوار يقفل ابوابه الاثنين حداداً

نعى رئيس واعضاء مجلس ادارة المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) الفنان الكبير الدكتور وديع الصافي، سائلين الرب عز وجل ان يسكنه فسيح جنانه، ويلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان.

اشارة الى ان الكونسرفتوار اعلن اقفال فروعه كافة يوم الاثنين المقبل، حداداً على الراحل الكبير الفنان وديع الصافي.


خيبة من ردة الفعل الرسمية
ورأى عدد من المثقفين اللبنانيين أن ردة الفعل الرسمية للدولة اللبنانية لا تتناسب وقيمة الفنان الكبير وديع الصافي، وأن أداء وسائل الإعلام اللبنانية أقل مما يتوقع تجاه خسارة قيمة فنية كبيرة كوديع الصافي.

رحل ولكنه باق في وجدان الأمة بإرثه الفني العظيم

وكان الموت قد غيبالفنان الكبير وديع الصافي عن عمر ناهز الـ 92 عاما، وكان بحسب محطة MTVموجوداً في منزل ولده طوني في منطقة المنصوية ببيروت، حين تعرض لوعكة صحية عند السابعة والنصف من مساء يوم أمس الجمعة وعلى الفور تم نقله الى مستشفى quot;بيل فيوquot; في المنصورية حيث فارق الحياة.
هذا ومن المقرر أن تقام مراسم دفن عملاق الفن اللبناني والعربينهار الأثنين المقبل عند الساعة الثالثة في كنيسة quot;مار جرجسquot; في وسط بيروت، وتقبل التعازي يومي الثلاثاء والأربعاء في صالون الكنيسة إبتداء من الساعة 11 صباحاً ولغاية السابعة مساء.

نبذة عن الفنان الراحل
ولد وديع فرنسيس المعروف بوديع الصافي في 1 تشرين الثاني 1921 في قرية نيحا الشوف وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثماني أولاد كان والده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس، رقيب في الدرك اللبناني.

عاش وديع الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، نزحت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات، إضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخرى في إعالة العائلة.

لم يكن وديع الصافي قد اكمل بعد السنتين من عمره عندما اذهل خاله نمر العجيل بقوة صوته ونقاوته. وكان يطيب له ان يمسك بيده ويجول واياه في احياء بلدة نيحا . وعند سماع صياح الديك كان الطفل يتوقف لبرهة ويصيح بدوره مقلداً الديك ببراعة فيربت الخال على كتفه اعجاباً وهو يتمتم quot;مش معقول ولد بها العمر بيملك هالصوتquot;.

وشاءت الصدف ان يردد العبارة نفسها الراحل محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغني اوائل الخمسينات quot;ولوquot; المأخوذة من احد افلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب. فشكلت هذه الاغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، لقب بصاحب الحنجرة الذهبية وقيل عنه في مصر مبتكر quot;المدرسة الصافيةquot; (نسبة الى وديع الصافي) في الاغنية الشرقية. انهالت العروض على وديع لاحياء الحفلات وتمثيل الافلام وانقلبت حياته رأساً على عقب فصار ملك الغناء من دون منازع.

العتابا... الغزيّل... ابو الزلف وغيرها من اغاني الفولكلور اللبناني، كان ينشدها وديع بجدارة، فلفت انتباه زملائه واساتذته في مدرسة الضيعة quot;نيحاquot; تحت السنديانة وفي الهواء الطلق وبعدها في مدرسة الآباء المخلصين في بلدة جون.

اول اجر قيّم تقاضاه في بداية مشواره الفني كان ثماني ليرات ذهبية من الست نظيرة جنبلاط والدة الزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط، وذلك لقاء غنائه لها وهي طريحة الفراش وكان يومها لا يتجاوز الحادية عشرة.

عام 1938 انتقلت عائلة فرنسيس الى بيروت وهناك لعبت الصدفة دورها، عندما دخل عليه شقيقه توفيق يحمل قصاصة ورق عن اعلان لمسابقة غنائية تنظمها اذاعة لبنان الرسمية والمعروفة حينذاك باذاعة الشرق الادنى.

شارك وديع في المسابقة ونال الجائزة الاولى في الغناء من بين اربعين متباريا ولشدة اعجاب لجنة التحكيم بصوته وبمقدمهم رئيسها اميل خباط طلبت منه الانتساب رسمياً الى الاذاعة واطلقت عليه اسم وديع الصافي بدل وديع فرنسيس. استطاع الصافي وفي فترة قصيرة ابراز موهبته على افضل وجه، وكانت اول اغنية فردية له بعنوان quot;يا مرسال النغمquot; وهو لا ينسى اليوم الذي اضطر فيه ان يحل مكان احد الشيوخ ليؤذن لصلاة العصر، وانهالت بعدها الاتصالات والرسائل على الاذاعة تسأل من هو هذا الشيخ صاحب هذا الصوت الشجي؟.

وكانت اللجنة الفاحصة مؤلّفة من ميشال خياط، سليم الحلو، ألبير ديب ومحيي الدين سلام، الذين اتفقوا على اختيار اسم quot;وديع الصافيquot; كاسم فني له، نظرًا لصفاء صوته. فكانت إذاعة الشرق الأدنى، بمثابة معهد موسيقي تتلّمذ وديع فيه على يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الأثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنية. بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية. ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورًا مهمًّا في تبلّور الأغنية الصافيّة. فكانت البداية مع quot;طل الصباح وتكتك العصفورquot; سنة 1940.

لم تتسع بيروت للمطرب الصغير الباحث عن الافضل، فسافر اكثر من مرة بحثاً عن لقمة العيش وكانت بدايته مع احد متعهدي الحفلات من آل كريدي، وذلك اثناء الحرب العالمية الثانية عندما اختاره ليقوم بجولة فنية في دول اميركا اللاتينية المزدهرة حينها بالصناعة والزراعة. استقر في البرازيل ثم عاد الى لبنان ليكتشف ان الاغنية اللبنانية ما زالت في بداياتها لولوج العالم العربي. وعندما عرف بالنجاح الكبير الذي حققته اغنية الراحل فريد الاطرش في تلك الاثناء quot;يا عوازل فلفلوquot; قرر ان يغامر باغنية جديدة من نوعها بعنوان quot;عاللوماquot;. ذاع صيت وديع الصافي بسبب هذه الاغنية التي صارت تردد على كل شفة ولسان واصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا.

اراد وديع الصافي ان يثبت خطواته الفنية اكثر فاكثر، فحاول ذلك جاهداً اوائل الستينات عندما عرض عليه نقولا بدران والد المطربة الكسندرا بدران المعروفة باسم quot;نور الهدىquot; في مصر. هناك تعرف الصافي الى ملحنين وممثلين مصريين ومكث حوالي العام ليعود الى لبنان ويتبناه هذه المرة محمد سلمان زوج المطربة نجاح سلام و شارك معها في اكثر من فيلم سينمائي وبينها quot;غزل البناتquot; ومن ثم مع صباح في quot;موّالquot; وquot;نار الشوقquot; عام 1973.

جذب المطرب الاجيال بصوته، اطرب الكبار والصغار فغنى مئات الاغاني، منها ما افرح القلوب مثل quot;لرميلك حالي من العاليquot; وquot;لبنان يا قطعة سماquot; وquot;جايينquot; ومنها ما حرك الحنين لدى المهاجرين كاغنية quot;عا الله تعود عا اللهquot;.

لم يغب يوماً عن برامج المسابقات التلفزيونية الغنائية فوقف يشجع المواهب الجديدة التي رافقته وهو يغني اشهر اغانيه وبينها quot;عندك بحرية يا ريّسquot; والمعروفة انها ثمرة تعاون بينه وبين الراحل محمد عبد الوهاب.

من أهم أغانيه: عندك بحرية، الليل يا ليلاه، الله يرضى عليك، عاليادي اليادي، لبنان، لبنان يا قطعة سما، يا عيون بابا، يا ويل حالي وغيرها من الأغاني الضخمة.

أول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان سنة 1944 حين سافر إلى مصر. وسنة 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج.

بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية quot;عاللّوماquot;، فذاع صيته بسبب هذه الأغنية التي صارت تردَّد على كل شفة ولسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا. وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال quot;عتاباquot; الذي أظهر قدراته الفنية.

قال عنه محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغني أوائل الخمسينات quot;ولوquot; المأخوذة من أحد افلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب: quot;من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوتquot;. فشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر أنّه مبتكر quot;المدرسة الصافيةquot; (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية.

سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد.

في أواخر الخمسينات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة للأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي، وفيلمون وهبي، والأخوين رحباني وزكي ناصيف،ووليد غلمية، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم.

مع بداية الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 في باريس. وكان سفره اعتراضًا على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة. فكان تجدّد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان من خلال صوت الصافي وأغانيه الحاملة لبنان وطبيعته وهمومه. منذ الثمانينات، بدأ الصافي بتأليف الألحان الروحية، نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه واقتناعًا منه بأن كلّ اعمال الإنسان لا يتوّجها سوى علاقته باللّه.

سنة 1990، خضع لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبّى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين، فحصد نجاحاً منقطع النظير أعاد وهج الشهرة إلى مشواره الطويل. لم يغب يوماً عن برامج المسابقات التلفزيونية الغنائية قلباً وقالباً فوقف يشجع المواهب الجديدة التي رافقته وهو يغني أشهر أغانيه.

يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، الاّ أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته بأن ما أعز من الولد الا البلد.

سنة 1989، أقيم له حفلة تكريم في المعهد العربي في باريس بمناسبة البوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنية. والذي تألق في مصر الفنان محمود عادل البرنس.

أفلام سينمائية

شارك وديع في أكثر من فيلم سينمائي، من بينها:

quot;الخمسة جنيهquot;

quot;غزل البناتquot;

quot;موّالquot; وquot;نار الشوقquot; مع صباح في عام 1973.

الأغاني

غنّى للعديد من الشعراء، خاصّة أسعد السبعلي ومارون كرم، وللعديد من الملحنين أشهرهم الأخوان رحباني، زكي ناصيف، فيلمون وهبي، عفيف رضوان، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، رياض البندك. ولكنّه كان يفضّل أن يلحّن أغانيه بنفسه لأنّه كان الأدرى بصوته، ولأنّه كان يُدخل المواويل في أغانيه، حتّى أصبح مدرسة يُحتذى بها. غنّى الآلاف من الأغاني والقصائد، ولحّن منها العدد الكبير.

كرّمه أكثر من بلد ومؤسسة وجمعية وحمل أكثر من وسام استحقاق منها خمسة أوسمة لبنانية نالها أيام كميل شمعون، فؤاد شهاب وسليمان فرنجية والياس الهراوي. ومنحه الرئيس اميل لحود وسام الأرز برتبة فارس. ومنحته جامعة الروح القدس في الكسليك دكتوراه فخرية في الموسيقى في 30 حزيران 1991. كما أحيا الحفلات في شتّى البلدان العربية والأجنبية.

كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد. أصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضًا. واقترن اسمه بلبنان، وبجباله التي لم يقارعها سوى صوته الذي صوّر شموخها وعنفوانها.