أكد عدد من الفنانين الجمهوريين أن انتقاد الرئيس الأميركي باراك أوباما وسياسته تكفي لخسارة أي فنان لعمله، ووضعه في قائمة quot;هوليوودquot; السوداء، حيث يسيطر الديموقراطيون على مدينة لوس أنجلوس وصناعة السينما.


لوس أنجلوس: رغم إدعاء الولايات المتحدة الأميركية أنها بلد الحرية والديمقراطية، إلا أنه ووفقًا لشهادات عدد من فناني هوليوود، أصبح التعبير عن الرأي، خاصةً في ما يتعلق بانتقاد الرئيس باراك أوباما وسياساته، سببًا كافيًا لخسارة أي فنان لعمله، ووضعه في قائمة سوداء، يعدها في كل مجال بعض مناصري الرئيس، للتشويش على آراء منتقديه وعرقله مسارهم الوظيفي.

جيمس وود
فالممثل جيمس وود كان من بين الفنانيين الذي استغلوا صفحاتهم على موقع quot;تويترquot; لانتقاد الرئيس باراك أوباما وحكومته خلال أزمة الإغلاق الحكومي، ثم ألحق تغريدته المنتقدة بأخرى تتضمن تعليقًا مفاده quot;عليّ أن أناضل الآن للحصول على عمل في لوس أنجلوس اليساريةquot;، وذلك في إشارة منه إلى فقدانه للعديد من العقود السينمائية والفرص بسبب انتقاده لسياسات أوباما.

ميل فلين
ميل فلين، رئيسة كونغرس هوليوود للجمهوريين، أكدت أن هناك تمييزًا واضحًا يُمارس ضد الجمهوريين في هوليوود. وقالت: quot; أعرف عددًا من الأشخاص الذين أجبروا على ترك عملهم، بعدما أعلنوا صراحةً عن ميولهم السياسية، وأشك أن الأمر من قبيل الصدفةquot;. وأضافت: quot;أعرف أن إثبات ذلك النوع من العنصرية والتمييز صعب للغاية، خاصةً إذا كان ضد ممثلين، حيث إن الإستغناء عنهم يمكن تبريره بحجج وذرائع مختلفةquot;.

في السياق نفسه، أوضح مخرج جمهوري لموقع quot;Fox Newsquot; من دون الكشف عن اسمه، أن لديه صديقة ممثلة تعيش في رعب كبير لخوفها من فقدانها عملها في أحد البرامج التليفزيونية بسبب ميولها المسيحية المحافظة، وهو التصريح الذي يتفق مع تعليق المنتج غاري ميشيل والترز حول تقييد حريات منتقدي الرئيس اوباما، إذ قال: quot;التعبير الصريح عن الرأي في ما يخص سياسات أوباما وحكومته قد يقف عائقًا أمام الطموح الوظيفي لهؤلاء المنتقدينquot;.

غاري ميشيل والترز
تصريح المنتج غاري ميشيل والترز توافق أيضًا مع ما حدث مع الممثل كيلسي غرامر، الذي أعلن صراحةً عن انتمائه إلى الجمهوريين خلال خطابه الاحتفالي عند نيله جائزة الـ quot;غولدن غلوبquot; في بداية العام الماضي، ثم صرح بعد الحفل لفوكس نيوز قائلًا: quot;أن أكون جمهوريًا أسهل بالنسبة إليّ ومتفق مع شخصيتي الثورية، فالجمهوريون لا يتم إجبارهم على القيام بأي عمل يرفضونهquot;، ولكن تم استبعاده من ترشيحات جوائز quot;إيميquot; للعام نفسه.

إنجي هارمون
الممثلة إنجي هارمون، أعربت لموقع quot;Fox Newsquot; عن شعورها بخيبه الأمل، بعدما وصل زعيم الديمقراطيين باراك أوباما إلى البيت الأبيض للمرة الأولى في العام 2009، إذ أكدت أنه يتم اتهامها quot;بالعنصريةquot; كلما وجّهت النقد إلى أوباما وسياساته، وهو ما اعتبرته يتنافى مع الهدف الرئيس لأي انتقدادات توجّهها إلى الرئيس الأميركي، علمًا بأن إنجي هارمون قد أشارت إلى أن آراءها اليمينية الوسطية كانت سببًا وراء استبعادها من الكثير من الأعمال خلال السنوات الماضية.

روب شنيدر يتحول
quot;الغالبية الديمقراطية لم تعد تخدم الشعبquot;... هكذا انتقد الممثل الكوميدي روب شنيدر ذو الميول اليسارية في كاليفورنيا، معلنًا في بداية الشهر الحالي عن تحوّله عن حزبه السياسي وانضمامه إلى الجمهوريين بسبب عجز الغالبية الديقراطية عن تلبية احتياجات المواطنين.

الجدير بالذكر أن أوباما تلقى دعمًا كبيرًا من قبل هوليوود، وساهم عدد كبير من نجوم التمثيل والغناء في جمع التبرعات والدعاية له خلال خوضه الإنتخابات، ونجحت في إيصاله مرتين متتاليتين إلى كرسي الرئاسة.

لا تمييز
لكن، وعلى صعيد آخر، فإن هاري سلون الرئيس السابق لشركة ميترو غولدن ماير، وهو جمهوري متنفذ في هوليوود، وكان عضوًا في حملة الرئيس ريغان، كتب في صحيفة هوليوود ريبورتر بأنه لم يسمع عن أي تحيز في هوليوود بسبب الميول السياسية.

ورغم أن الممثلة ستايسي داش تعرّضت لحملة هجوم واسعة عبر تويتر في العام الماضي، لأنها كانت تدعم المرشح الجمهوري ميت رومني للرئاسة، لكنها صرّحت لفوكس نيوز قبل أسابيع بأن عملها يسير بشكل ممتاز، ولم تلتق بشخص واحد في هوليوود حاججها بسبب آرائها السياسية أو انتقدها لدعمها الجمهوريين.

نماذج لجمهوريين محتفى بهم في هوليوود
وهناك عدد كبير من النجوم المعروفين بميلهم إلى التيار المحافظ، مثل نجم مسلسل CSI: NY غاري سينيسي، وبارتريشيا هيتون، التي لا تزال تحتفظ بعملها في سيتكوم The Middle الذي يعرض على محطة ABC. وهناك بالطبع المخرج كلينت إيستوود المعروف بأنه جمهوري حتى النخاع، لكنه ناجح ومستمر ومحتفى به من الجميع.

على صعيد متصل، فإن دان غاينور نائب رئيس مجلس الأعمال والثقافة في مركز لأبحاث الإعلام يرى أن وجود الإعلام البديل المتمثل في وسائط التواصل الإجتماعي شجّع أمثال ستايسي داش وجيمس وود للاعتراف والحديث صراحة عن ميولهم السياسية رغم علمهم بالمخاطر.