مرّت الذكرى الأولى لرحيل المطربة العراقية الكبيرة، عفيفة اسكندر، من دون أن يتذكرها أحد من اهل الموسيقى والغناء ولا حتى وسائل الاعلام على اختلاف اشكالها وتصنيفاتها، وأؤكد على أنها الذكرى الاولى التي يجب ان تكون موضع اهتمام اهل الفن والمؤسسات الفنية التي من اهم واجباتها ان تستذكر الراحلين وتقيم لهم احتفاءات تناسب العطاء الذي قدموه في حياتهم، لكن تاريخ الثاني والعشرين من اكتوبر/تشرين الاول، الذي رحلت به قبل عام سرعان ما انمحى تمامًا من الذاكرة ومن مفكرات الايام واجندات الذين يستعرضون عضلاتهم الاعلامية بكونهم قريبين من الفنانين ومدافعين عن حقوقهم وذاكرين لهم بالخير في حياتهم وبعد مماتهم، ولكن اتضح ان كل ما كان عبارة عن فقاعات وأن الراحلين رحلوا برمي سبع حجارات خلفهم ولن يخطروا على بال.

حاولت طوال اليوم متابعة وسائل الاعلام، لكنها للاسف كانت خالية من أي مرور على الذكرى، واذا كان هنالك عتب على الاعلام فالعتب الاكبر على المؤسسات مثل دائرة الفنون الموسيقية التي يبدو انها لم تعد مهتمة بتراث عفيفة اسكندر ولا ذكراها، ويمكن الاشارة الى الارشيف الكبير الذي تركته الراحلة، وتحاول السيدة (ام عيسى) الامينة عليه، ان يتم الحفاظ عليه بما يليق به وبالمطربة، ولكن طوال سنة كاملة لم يسأل احد، في حين ان ام عيسى أجلت سفرها الى الخارج بسبب هذا الارشيف، الذي تعده حملًا ثقيلًا لا تريد له ان يضيع، وحاولت ان تستغل الذكرى الاولى لرحيل عفيفة للحديث عن الارشيف ولكن، ها هي الذكرى تمر بهدوء عجيب.

ام عيسى تذكرتها لوحدها وقد كتبت على صفحتها في الفايسبوك التي تحمل اسم محبي عفيفة اسكندر، ما يأتي : quot;باسم الثالو ث الآقدس الأب والأبن والروح القدس الأله الواحد أمين، تمر علينا هذا اليوم الثلاثاء 22 / 10 / 2013 الذكرى الأولى لرحيل المطربة القديرة عفيفة أسكندر ، ومن اجل الترحم واستذكار هذه الفنانة الكبيرة ستقام بهذه المناسبة صلاة السنة على راحة نفس المرحومة في كنيسة الروم كاثوليك في الكرادة قرب كنيسة مار يوسف في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة المصادف 25-10-2013 الراحة الأبدية أعطها ياربquot;.

سألت ام عيسى مساء: هل وجدت من تذكرها؟ فأجابت : ولا واحد، مع الاسف، ولا قناة تلفزيونية ولا جرايد.
لكنها سألتني : هل وجدت أحدًا تذكرها ؟
واضافت : عندي اصدقاءعلى الفايس ما كلفوا انفسهم حتى كتابة كلمة، الله كريم، راح اغلق الصفحة نهائيا، انا مقهورة، يعني المفروض هم اصدقاء محبي عفيفة اسكندر المفروض يقدورنها، يترحمون عليها، والا لماذا هم اصدقاء في الصفحة الخاصة بها.

حاولت ان استطلع بعض الاراء من الذين لهم اهتمامات بهذه الشؤون، فكانت اجاباتهم مختلفة، منهم من اشار الى الوضع الامني غير المستقر، في ما فند البعض ذلك بالقول ان هناك مهرجانات فنية تقام وليس آخرها في اليوم ذاته مهرجان للمسرح، ولكن الاكثر قربًا الى الحقيقة القول: ليست هناك مصلحة لأحد باستذكار وفاة عفيفة اسكندر، فهي لا ولد لديها ولا بنت، ولو كان ابن او بنت لاقيم لها اليوم مهرجانًا كبيرًا يحمل اسمها، وكأن العراق الذي غنت له واشتهرت باسمه والتصقت بتاريخه، لا يشفع لهاquot;.