توفي يوم السبت الماضي الفنان العراقي، جميل قشطة، عن عمر يناهز التسعين عامًا، تاركًا تاريخًا فنيًا حافلًا بالأعمال الغنائيّة.


بغداد: نعى المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية العراقية الفنان، حسن الشكرجي، المطرب جميل قشطة الذي توفي يوم السبت الماضي عن عمر يناهز التسعين عامًا، ويُعدُّ الراحل جزءًا من ذاكرة الأغنية البغدادية وتاريخها الذي احتضن العديد من المطربين العرب.

حياته وبداياته وتاريخه الفني
لا يوجد الكثير من المعلومات عنه سوى القليل المتناثر هنا وهناك في الإنترنت، وتشير المعلومات المتوافرة أنه ولد في فلسطين وجاء إلى العراق أواخر الأربعينيات وعاش في بغداد. يُعدُّ من جيل المطربين الذين ظهروا آواخر الخمسينات في بغداد وبرزوا في أوائل الستينيات ونال حظًا جيدًا من الشهرة، فظل في الذاكرة الشعبية وقتًا طويلًا.

الفنان قشطة فلسطيني الأصل عراقي الجنسية، كان يعمل في إحدى الوظائف في بغداد، تميّزت أغانيه بالنكهة البغدادية والعربية الأصيلة وفي إدائه المتميز بالهدوء ورخامة صوته، قدّم عددًا من الأغنيات على شاشة تلفزيون بغداد في أواسط الستينات ومن خلال إذاعة بغداد.

أدى عددًا من الأغاني العاطفية والوطنية والقومية، منها (سَمعْني كِلمة حِلوة ) و(كلمة مَليانه حَنان) و (حلفلك بالعين ما أنسى الأثنين) و(لاأنسى الأيام حتى لو سنتين) و(أتذكر غرامك) و(عذوبة كلامك) و(أول بسمتين ) وجميعها من ألحان الفريد جورج. وأشهر أغنياته وهي (أول ماجيتك) (زينه يابدوية) (اسهر ليالي) (يلوموني بهواك)، (قلبك ياغالي ماحن وصفالي)، كما غنى أنشودة (الثورة العربية ) من كلمات محمد راضي جعفر وألحان سالم حسين.

ما يقول الفنانون عنه
قال عنه الملحّن محسن فرحان : quot;كان يملك طريقة أداءً جميلة وكان متمكنًا من غناء الأغاني العربية، إتجه إلى هندسة الصوت والإخراج الموسيقي وكان بارعًا في ذلك، فساهم بالإخراج الموسيقي لعشرات الأغاني العراقية... رحم الله أبا غسان فقد كان متفانيًا ومخلصًا في عملهquot;.

أمّا الملحّن سرور ماجد فقال : quot;مازلت أذكرُ وجهه وملامحه جيدًا، وخصوصًا بروز عضام وجنتيه وعينيه الصغيرتين الغائرة وبدنه الضعيف نسبيًا، أدى عددًا من الأغاني العاطفية والوطنية، عايشته لفترة من الزمن في أواخر أيامه قبل أن يغادر العراق حيث أصبح مخرجًا موسيقًا واعتزل الغناء، كنت امزح معه دائمًا. يملك أذانًا موسيقيّة لا تقبل الغلط حين كان يؤشر النشاز بالصوت بالحنجرة أو بالأله الموسيقية، رحمكَ الله أبا غسان، الراحل درّب ابنه غسان على الإخراج الموسيقي، وهو الآن من المخرجين المتميزينquot;.

في ما قال عنه السينمائي علي هادي الحسون : quot;جميل قشطة مطرب من زمن الخمسينيات، كان محبوبًا في ذلك الوقت، تعين في إحدى الوظائف الفنيه في الإذاعة العراقية، وكانت أغانيه تميل إلى اللهجة البدوية. quot;ما اتقلي رايح وينquot; تُعتبر قمة أغانيه وتطلب من المستمعين عبر البرنامج الإذاعية كثيرًا.عند قيام الإتحاد بين العراق والأردن، غنى العديد من الأغاني الوطنية التي تبارك وحدة العراق والأردن، لكنه بعد قيام ثورة تموز 1958 اختفى بسبب الاضطهاد الذي لاقاه جراء تلك الأغاني التي تشيد بالإتحاد الهاشميquot;.

وأضاف : quot;لديه نبرات قوية وبحة في صوته الجميل ويحمل تطريبًا، في الستينيات كنت أشاهده يأتي إلى مقهى حسن كيتاوي في الباب الشرقي، وهو كان مقهى خاصًا بالموسيقيين والسينمائيين، كان أنيقًا ومرتبًا، طويل القامة، نحيف الجسد، وأذكر أن صوره كانت موجودة في ستديو تصوير قرب جسر الأحرار في الصالحية، ولا أظن المحل موجود حاليًاquot;.

أمّا الباحث الموسيقي عبد الرحمن المعاضيدي فقال عنه : quot;وصل جميل قشطة مع الفنان روحي الخماش إلى العراق عام 1948 مع عودة الوفد الموسيقي والغنائي الذي كان يقوم بمهمة الترفيه للقطعات العراقية أثناء حرب 1948 في فلسطين، منح فرصة الظهور بالتلفزيون في عدة أغاني وغالبًا ما كان يظهر على الشاشة وهو يعزف ويغني على العود، ولده الفنان غسان جميل يعمل مسجل صوت في دائرة السينما والمسرح، ومن أشهر أغنياته (ياورد لونك جميل)quot;.