أكدت المخرجة اللبنانية، فرح شاعر، مخرجة الفيلم التسجيلي المثير للجدل quot;وهبتك المتعةquot; الذي يناقش قضية زواج المتعة عند الطائفة الشيعية، بأنها لم تتوقع أن يتم منع عرض فيلمها في لبنان وبأنها كفنانة لا تؤمن بما يسمى quot;التابوquot;.


بيروت: صرّحت المخرجة اللبنانية، فرح شاعر، مخرجة الفيلم القصير المثير للجدل quot;وهبتك المتعةquot; الذي يناقش قضية زواج المتعة عند الطائفة الشيعية، لموقع quot;أوروميدquot; السمعي البصي التابع لمنظمة الاتحاد الأوروبي، بأنها لم تتوقع أن يمنع عرض فيلمها في لبنان، مؤكدة أن الفيلم لا يتضمن مشاهد جنسية صريحة أو تعري، وأنه تمت الموافقة على عرضه في كل من فرنسا والمغرب وتركيا.

ما الذي دفعك لإخراج ذلك الفيلم؟
quot;النكاحquot; موجود في مجتمعنا، وأعرف الكثير من الأشخاص الذين يتزوجون فقط لاشباع متعتهم الجنسية، الكثيرون يسألونني لماذا اخترت موضوعًا يعتبر من المحرمات في مجتمعنا لأقدمه على الشاشة، لكني أؤكد أني كفنانة لا أؤمن بالتابوهات، ولا أرى أن هناك موضوعًا يمثل quot;تابوquot; بالنسبة لي، على عكس الحكومة والأمن العام اللبناني اللذين يصنفان الأعمال الفنية وفقًا لهذا المسمى. الفنان يولى اهتمامًا أساسيًا بأولويات الجمهور، فأنا لن أنتج أفلامًا تعبّر عني بل عن الجمهور، الحكومة تريد أن نقدم الكوميديا والكلاشيهات التقليدية فقط، وأنا لن أفكر دائمًا في ماذا تريده الحكومة اللبنانية.

هل توقعتِ أن يتم منع عرض الفيلم؟
صوّرت الفيلم منذ عامين وانتهيت من عمليات المونتاج منذ عام، وبعدما انتهيت منه رفعت إعلانًا صغيرًا عنه على موقع quot;يوتيوبquot;، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتلقى رسائل من أشخاص ينتقدونني فيها ويوجهون إلي الشتائم، كما أني واجهت حملات كثيرة لمقاطعة الفيلم فهم يعتقدون أنه ليس لدي الحق لصناعة فيلم مثل quot;وهبتك المتعةquot;.
لكني لم أتوقع أن تمنعه الحكومة اللبنانية من العرض، ففيلمي لا يتضمن أي مشاهد جنسية صريحة أو مشاهد تعري، فلا يوجد قبلة حتى في أي شهد، فمنعه كان صدمة بالنسبة لي.

لقد حصلتِ على تصريح بالتصوير بعد انتهائك من السيناريو، لكن بعدما نفذتيه واجهتِ قرار المنع، كيف تفسرين ذلك التناقض؟
هذا ما يفعلونه، يعطونك الموافقة، ويحاولون مساعدتك أثناء النقاشات الأولية، لكن بعد الانتهاء من العمل يفاجئونك بالرفض.

هل تعتقدين أن حملات مقاطعة الفيلم كانت السبب في إصدار الحكومة اللبنانية لقرار منع عرضه؟
المجتمع لا يحدث تأثيرًا مباشرًا على الحكومة، لكن الأخيرة تأخذ رأي الجماهير في الاعتبار، فالعلاقة مترابطة، والحكومة عادةً تأخذ آراء المتطرفين والشخصيات الأكثر محافظةً والشخصيات الدينية، وللأسف وعلى الرغم من كوننا بلد علماني إلا أن الدين يتحكم فينا، الدين والسياسة وجهان لعملة واحدة.
لكني أؤكد أن إصرار الحكومة على التعامل مع الفن والفنانين بتلك الطريقة، يسيء لها ويعطي صورة سلبية عن لبنان في الخارج، إنها كذبة كبيرة أن بلدنا يتميز عن باقي الدول العربية بأنه أكثر انفتاحًا، فلا أحد يهتم بالفن.
الحكومة لا تمول السينما ولا المسرح، لا يوفرون أي منح دراسية، فهم لا يدفعون أموالًا أبدًا على الفن، وفي النهاية لا يسمحون لنا بعرض أفلامنا. وإذا قارنا لبنان بدول الخليج سنجد أن دول الخليج تفرض رقابة صارمة على الأعمال الفنية لكن في المقابل حكومات تلك الدول تمنح أموالًا طائلة للفنانين ويمولون مشروعاتهم.
في لبنان نحن لا نحصل على المال ولا على التمويل ولا حتى على إمكانية عرض ما ننتجه.

من يمثل الضغط الأكبر على الفن في لبنان، المجتمع أم الرقابة؟
الضغط الأكبر يأتي من الأمن العام اللبناني، لدي مشكلات مع أقاربي وجيراني، مازلت أخشى أن أضع الفيلم على quot;يوتيوبquot; حتى لا أتعرض للمزيد من المشكلات، فقد وصلتني الكثير من رسائل التهديد على الرغم من أن كل أفلامي عن حقوق المرأة أو عن الحياة الجنسية للمرأة أو عن التمييز بين الجنسين.
في لبنان المجتمع يزعم أنه يدافع عن حقوق المرأة، لكن الحقيقة أن ذلك المجتمع يقاتل المرأة وحتى النساء، هناك من بينهن من تتصدى لامرأة مثلها وترفض دعمها.

فيلمك الأول تم منعه من العرض، هل ستستمرين في إخراج الأفلام في لبنان؟
السينما لا مكان لها، فأينما وجدت وسيلة للتعبير عن نفسي، سأذهب وأصوّر فيلم، وللعلم هذا ليس أول عمل لي يتم منعه، فأنا ممثلة ومنذ شهرين كنت أشارك بالتمثيل في مسرحية بعنوان quot;سنفعلها أم لا؟quot; وكانت عن الرقابة في لبنان، وبالفعل تم منعها من العرض.
للأسف لقد اعتدت على هذه الرقابة غير الأخلاقية، فالكثير من الفنانين اللبنانيين ينقلون إقاماتهم إلى الخارج، وخصوصًا إلى أوروبا، لأن الدول الأوروبية تدعم الفنان وتعطيه الحرية في التعبير عن نفسه كممثل أو كمخرج، الرقابة تؤثر فعليًا على حياتنا.

هل واجهتِ أي صعوبات أثناء تصوير فيلم quot;وهبتك المتعةquot;؟
نعم، أول الصعوبات كانت في اختيار الممثلين الذي سيوافقون على تصوير عمل مثل quot;وهبتك المتعةquot;، وأثناء سير العمل لم أتمكن من التصوير في منطقة شيعية، واضطررت للجوء إلى حي مسيحي وتحويله بحيث يصبح شبيهًا بضاحية شيعية.

هل تخططين لأي مشروعات فنية جديدة؟
أعمل على مشروع جديد سأقوم بتصويره في فرنسا خلال الصيف المقبل، وهو عن موضوع مثير للجدل وأكثر حساسيةً من quot;وهبتك المتعةquot;، لا يمكنني الحديث عنه الآن، لكني متأكدة أنه سيتم منع عرضه، وأعتقد أن الإعلام عندما يتحدث عن ذلك العمل بعد منعه سأتعرض للقتل.