بعد غياب طويل عن التمثيل، تعود الممثلة القديرة نضال الأشقر إلى المسرح من خلال quot;الواويةquot;، وهو عمل مقتبس عن مسرحيّة quot;الأم شجاعةquot; لبرتولد بريشت، وتترجم مشكلات العالم العربي الراهنة.


بيروت : يتغير العالم العربي من حولنا بسرعة فائقة ونحن لا ندري بعد ما إذا كان quot;الربيع العربيquot; سيبقى بالفعل ربيعًا، أم سيتحول الى حروب لا متناهية. وفيما يجد لبنان نفسه في موقف الشاهد المتميّز والمحرج في آن، الشاهد المتورّط، الشاهد الذي لا يشارك ولا يستفيد مما يحدث كما يفعل البعض، نجد أنفسنا ملزمون على الأقل بالتأمل فيما يجري. هنا يأتي المسرح ليفرض نفسه كمساحة لنتشارك أفكارنا ولنتأمل مع المشاهدين في الأحداث حولنا.

إنطلاقًا من هذه الفكرة، حيكت قصة مسرحيّة quot;الواويةquot; التي تعيد الممثلة القديرة نضال الأشقر إلى التمثيل بعد غياب طويل. ويقدَّم هذا العرض على مسرح المدينة في كانون الاول- ديسمبر 2013، قبل أن يقوم بجولة طويلة في العالمين العربي والغربي.

يستند العرض الى نصوص مقتبسة عن مسرحية quot;الأم شجاعةquot; لبرتولد بريشت بتصرّفٍ، متداخلة مع إستخدامٍ للموسيقى والدمى، لتترجم مشكلات العالم العربي الراهنة وتتيح بذلك للشخصيات بأن تعكس قصص المواطن. وبذلك نسلك طرقًا جديدة في التساؤل عن حقائق عالمنا المتماوج ومفاهيمه.

تقوم بإداء الشخصية الرئيسية نضال الاشقر، يحيط بها على المسرح أبناؤها الثلاث.، ويؤدي أدوارهم اثة خالد العبدالله الذي يتواصل عبر الكلام والغناء، وعبد قبيسي وعلي الحوت، اللذين يتواصلان عبر استخدام الموسيقى في تداخلٍ مختلفٍ عن المتعارف. فيما يجسّد هادي دعيبس الشخصيات الآخرى بواسطة الدمى.

يعالج هذا العرض أثر الحرب والسلم على عمق النفس البشريّة مستخدمًا أسلوب الكوميديا السوداء. ففي مكان يمكن ان يكون أي مكان، وفي زمانٍ هو كل الأزمنة، تُدركquot;الواويةquot; بأنها محاطة بالحروب الداخلية وتعي بأن وسيلتها الوحيدة للبقاء هي وأبنائها الثلاثة هي باستغلال الموقف... هكذا تتحول الى تاجرة.