شما حمدان هي موهبة غنائية جديدة يتابعها الكثير من الناس على مواقع التواصل الإجتماعي، ولكنّها كانت ضحية بعض المعايير المادية التي تفرضها الإذاعات ما جعلها غائبة عن بعضها.


دبي : شما حمدان موهبة غنائية وموسيقية إماراتية يتابعها حوالى مليون quot;فولورزquot; أو متابع على موقع التواصل الإجتماعي quot;تويترquot; الذي أصبح أحد مقاييس الشعبية في العصر الحالي.

شما حصلت على إعتراف جماهيري وفني رسمي بموهبتها، عندما حصدت المركز الثاني في برنامج المواهب الشهير quot;آرابز غوت تالنتquot; في موسمه الثاني عام 2011، ومنذ هذا الوقت حقّقت شهرة واسعة عبر اليوتيوب، عزفًا على الغيتار والبيانو، وغناءً بصوتها الذي يمزج الطرب بالمزاج الفني للجيل الجديد، لتحصل على لقب quot;سفيرة الطفولةquot; في بدايتها، وصولًا إلى تعلّق الجيل الجديد بها حاليًا وهي لم تتجاوز 19 ربيعًا.

وعلى الرغم من كل ذلك، وبالنظر إلى ندرة المواهب النسائية في الخليج العربي لأسباب تتعلّق بالموروث الإجتماعي، إلا أن شما حمدان لم تعاني نكرانًا وتجاهلًا من إعلام بلدها الإمارات، وهو أمر لا يمكن القول أنه شائع في بلد يحتفي بالمواهب، ويمهّد لها الطريق لتشق دربها نحو التألق على المستويين الخليجي والعربي.

تجاهل غير مبرّر
شما حمدان إشتكت من تجاهل الإذاعة الخليجية لأغانيها وأعمالها الفنية، في الوقت الذي يريد الآلاف من أبناء الجيل الجديد الإستماع لها، سواء أعمالها الوطنية أو العاطفية.

من هنا، حرصت quot;إيلافquot; على الإستماع إلى أطراف المشكلة، وتقصّي الحقيقة من مصادرها، حيث تم التواصل مع مصدر مسؤول في الإذاعة الخليجية، ليؤكد لنا أن هناك معايير محدّدة يتم على أساسها إذاعة الاغاني، وعلى رأسها قيمة العمل من الناحية الإنتاجية.

فليس من المعقول مثلًا ndash; والكلام للمصدر- أن يتم إذاعة أغنية كلفتها 5 آلاف درهم لأحد أبناء أو بنات الجيل الجديد، وتجاهل عمل فني كبير تتجاوز كلفته 50 ألف درهم على سبيل المثال.

شما تحبّ quot;الخليجيةquot;
في المقابل، قالت شما حمدان لـquot;إيلافquot; أنها لا ترغب في فرض نفسها على أي وسيلة إعلامية، فهي تتمتع بما يكفي من الجماهيرية لإعفائها من السير في هذا الدرب، ولكنها تحبّ الإذاعة الخليجية وتعلم جيدًا أن جمهورها يتابع هذه الإذاعة، وهم الذين لفتوا نظرها إلى عدم إذاعة أغانيها فيها، الأمر الذي أثار دهشتها.

وحينما تابعت الأمر وجدت أنهم لم يقوموا بإذاعة بعض أغانيها الوطنية والاجتماعية، ومن بينها أغنيتها عن إكسبو دبي، وهي الآن تمدّ يد التعاون مع الجميع، لثقها أن الإستفادة تظل متبادلة بين الفنان والإعلام، وتتطلع إلى إزالة أي سوء تفاهم مع الإذاعة الخليجية، وإن كانت من ناحيتها لا تحمل أي ضغينة لأحد، وتتمنى التواصل مع جميع وسائل الإعلام وفقًا لمبدأ الإحترام المتبادل.

مستقبل الاذاعة
وعلى الرغم من إحترامنا للمعايير التي حدّدتها الإذاعة الخليجية لنفسها، إلا أن الأمر يدعو للدهشة حيث يتضح أنهم في أشدّ الحاجة إلى تقديم مقياس الشعبية وتعلّق الجيل الجديد بالعناصر الغنائية الشابة على مقياس كلفة إنتاج الأغنية، فهل قامت الجهات المسؤولة عن الإذاعة الخليجية بدارسة شعبية شما حمدان؟

لقد أصبحت الإذاعات في أشد الحاجة إلى الإقتراب من الجيل الجديد، في ظلّ الكساد الذي يحاصرها مع ثورة الإعلام التي إقتربت من الإطاحة بأسطورة الإذاعة التي كانت المصدر الإعلامي والمعلوماتي والإخباري والترفيهي الأهم للأجيال السابقة.

كما أن تجربة فطيم الفلاسي - وهي إماراتية جذبها العمل في مجال الإذاعة ولكنها لم تتمكن من إقتحام المجال فقرّرت دخوله من الباب الواسع الذي لم يتوقعه أحد - بانشاء إذاعة خاصة بها على الإنترنت حققت نجاحًا لافتًا، ما يدق ناقوس الخطر فوق رؤوس الكيانات الإذاعية الكبيرة، وفي الوقت ذاته يفتح الآفاق أمام المواهب التي لم تحصل على فرصة حقيقية في إعلام بلدها.