حرصت ملكة جمال الولايات المتحدة المنتخبة حديثاً، نينا دافولوري،على لقاء ملكة جمال الولايات المتحدة السابقة والممثلة والمغنية الحالية، فانيسا ويليامز، كونهما من الشخصيات التي ستكتب تاريخ الولايات المتحدة، نظراً لكون الأولى أول ملكة جمال للولايات المتحدة الأميركية من أصل هندي، في حين أن فانيسا كانت أول إمرأة من أصل أميركي أفريقي تفوز بلقب ملكة جمال أميركا.


نيويورك: قبل ثلاثين عاماً وعلى خشبة أحد المسارح في مدينة نيويورك، توّجت الأميركية ذات الأصول الإفريقية وصاحبة البشرة السمراء، فانيسا ويليامز، ملكة جمال لأميركا لتكتب بذلك تاريخاً جديداً للولايات المتحدة الأميركية التي كانت تشتهر بالعنصرية التي يمارسها مواطنيها تجاه الأقليات وأصحاب البشرة السمراء.

ومساء الأحد الموافق في الخامس عشر من سبتمبر الجاري، عادت الأقليات في أميركا وصنعت التاريخ، فكان لقب ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية من نصيب، ملكة جمال مدينة نيويورك، نينا دافولوري، وهي الفتاة الأميركية ذات الأصول الهندية التي تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً.

تشابه واقعة نينا وفانيسا وفوزهما بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة في ظروف استثنائية تغير عادةً من مجرى التاريخ ومن عادات وسلوكيات الشعب الأميركي تجاه الأقليات التي تشاركه في الوطن، دفع نينا دافولوري إلى السعى وراء لقاء فانيسا ويليامز المنشغلة حالياً بالمشاركة في مسرحية quot; The Trip to Bountifulquot;.

مساء الأربعاء الماضي، ذهبت نينا دافولوري إلى مسرح quot;Stephen Sondheimquot; لتسرد لفانيسا ويليامز ظروف فوزها التاريخي بلقب ملكة جمال أميركا، حينها إكتشفت ويليامز أنها ودافولوري تنحدران من المدينة نفسها ودرستا في الجامعة نفسها، وهي جامعة quot;سيراكيوزquot; الواقعة في منطقة quot;سيراكيوزquot; في مدينة نيويورك حيث تقتطن كل منهما.

التشابه بين الحالتين وصل إلى حصولهما على اللقب خلال حفل أُقيم في المدينة نفسها، إذ أنه وبعد 7 سنوات من إقامة حفل تتويج ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية في مدينة لاس فيغاس، انتقل الحفل هذا العام إلى مدينة نيويورك، لتكون تلك المدينة هي الشاهدة على فوز فانيسا ويليامز ونينا دافولوري.

فانيسا ويليامز (50 عاماً)، التي اضطرت إلى التخلى عن لقب ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية للعام 1984 بعد نشر صور عارية لها في إطار حملات التشويه التي تعرّضت لها بعد فوزها باللقب لعرقلتها ولممارسة بعض الضغوط العنصرية عليها، قالت عن لقائها بالملكة المنتخبة حديثاً، نينا دافولوري :quot;هذا جنون، كل الظروف التي أدت إلى فوزي باللقب تماثلت مع ظروف فوز نينا، لكني كنت عند فوزي في العشرين من عمري أما هي في الرابعة والعشرينquot;، مشيرة إلى أنها عرضت على نينا التي وصفتها بأنها تمتع بثقة عالية بالنفس، أن تقدم لها أي مساعدة أو نصيحة في حالة شعرت بالاحتياج لاستشاراتها.

تعرّضت فانيسا ويليامز قبل تنازلها عن لقب ملكة جمال أميركا للعديد من حملات التشويه بنشر صور لها كانت التقطت عام 1982 عندما كانت تعمل مساعدة مصوّر، واستقبالها الكثير من رسائل الكراهية والتهديدات بالقتل، كذلك تلقت نينا دافولوري بعد ساعات من حصولها على اللقب عبر موقع quot;تويترquot; الكثير من الإنتقادات التي وصفتها فانيسا ويليامز بـquot;العنصرية وتعبر عن أن من أطلقوها يتصفون بالبلاهةquot;، مع العلم بأن أبرز الانتقادات التي وجهت لنينا دافولوري كانت بسبب اعتقاد البعض بأنها من أصل عربي مسلم، إذ انتشرت تعليقات تصفها بـquot;الإرهابيةquot;.

quot;أكتب حالياً كتاب عن كل ما مررت به، عن رسائل التهديد بالقتل التي كانت تصلني بسبب كوني من أصول أفريقية سوداء تربّعت على عرش الجمال الأميركي، عن مكتب الاستخبارات الأميركية وعن القناصةquot;، تضيف فانيسا ويليامز لمجلة quot;The Daily Beastquot; مؤكدةً أن الوضع الحالي المرافق لفوز نينا دافولوري أقل خطورة وأن التعليقات السلبية والعنصرية التي طالتها مثيرة للسخرية خصوصاً فيما يتعلق بديانتها.

فانيسا التي حرصت على التقاط صورة لها مع نينا دافولوري ونشرها على موقع quot;تويترquot;، شددت على أن نينا أبلت بلاءاً حسناً في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية، واصفةً اختيار اللجنة لها للفوز باللقب بأنه عادل يرجع إلى الصورة المشرفة التي ظهرت عليها نينا في حفل التتويج.

ومن جانبها، صنّفت نينا دافولوري نفسها بأنها quot;ملكة جمال التنوعquot; علماً بأنها كانت تعتبر نفسها من الفتيات الأوفر حظاً للفوز باللقب، وهو ما علقت عليه فانيسا ويليامز، قائلة: quot;عندما شاركت في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية كنت أصنّف نفسي على أني ملكة جمال المساواة وعدم التفرقة في ظل تمتع أميركا بتنوع الأعراقquot;.

وعلى الرغم من ان فوز نينا دافولوري وفانيسا ويليامز كان دليلاً على خروج الولايات المتحدة الأميركية من عباءة العنصرية واضطهاد الأقليات، إلا أنه من الحقائق المثيرة للاهتمام انه في حالة نينا دافولوري ولو كانت ترشّحت للقب ملكة جمال الهند لما كانت فازت باللقب لكون بشرتها داكنة مقارنة بالفتيات الهنديات، وتوضح فانيسا ويليامز: quot;لو كانت نينا مقيمة في الهند لما كانت ستفوز بلقب ملكة جمال الهند لان بشرتها داكنة والثقافة الهندية تميل إلى تفضيل البشرة الفاتحةquot;.

وتستكمل فانيسا ويليامز حديثها لمجلة quot;The Daily Beastquot;وتقول: quot;نينا فتاة جميلة، لكن معايير اختيار ملكة جمال أميركا لا تقتصر على كون المتسابقة جميلة، فمن بين الشروط أن تكون الفتاة ذكية، وموهوبة، وواضحة، وذات شخصية لبقة، وأعتقد أن جميع المشاركات في مسابقة ملكة جمال أميركا تمتعن بكل تلك الشروطquot;.

وفي السياق نفسه، أعربت فانيسا ويليامز عن سعادتها بفوز نينيا دافولوري، قائلة: quot;أشعر بالإثارة لكوني أول فتاة سوداء تربّعت على عرش الجمال الأميركي واستقبل الآن أول ملكة جمال لأميركا من أصل هندي، فنيويورك كالعادة تعتبر بوتقة لانصهار كافة الأعراقquot;، مؤكدة أن نينيا ستعيش هذا العام أكثر أعوام حياتها ازدحاماً وجمالاً.

وقالت:quot; نينا لن تكون مشغولة فقط بمهام ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية المعتادة، لأنها ستكون مطالبة أيضاً بالتواصل مع المجتمع الهندي في أميركا باعتبارها ممثلةً لهquot;.