وصلت الفنانة السورية رغدة الى بيروت قبل أيام بدعوة من قناة MBC لتصوير حلقة من برنامج quot;نورتquot; مع الفنانة أروى، لكن الحلقة لم تكتمل حيث انسحبت رغدة بعد مضي عدة ساعات من التصوير لأن طريقة إدارة الحوار لم تعجبها.


بيروت: في تصريح خاص لإيلاف وضحت الفنانة رغدة ما حصل معها خلال تصوير برنامج quot;نورتquot; مساء أمس الأول، مؤكدة أنها تحفظت عن التعليق على الأمر حين حدوثه لأنها لا تحب الفرقعات الإعلامية الفارغة، لكن يبدو أن فريق البرنامج تعمد تسريب تفاصيل مبتورة عما حصل ليستغل المسألة إعلامياً في التسويق لنفسه.

لا انسحاب ولا تراجع
وأضافت رغدة:quot; عندما كنت تلميذة كنت ألعب الجمباز في المدرسة، لم يكن سباق التتابع أو أي من سباقات العدو تعني لي شيئاً، ولكن في أحد الأيام وخلال إحدى البطولات المدرسية مرضت زميلة في فريق العدو، فطلب مني أن أحل محلها، وفعلت مكرهة بعد إصرار مدرس الرياضة على أن أكمل سباق التتابع بدلاً منها، ولأنني لم أكن ملمة بأصول اللعبة ركضت بأقصى سرعتي منذ البداية، واستهلكت كل طاقتي قبل أن أصل الى خط النهاية بعشرة أمتار، ورغم تقدمي على الجميع، إلا أن التعب تمكن مني فانهرت ووقعت أرضاً، لكن المدرب بقي يحثني على استكمال السباق، وبذل كل ما في وسعي للوصول الى خط النهاية حتى لو لم أفز لكن المهم ألا أنسحب، وبالفعل أكملت السباق زحفاً، صحيح أنني لم أربح، لكنني وصلت، فكرمت على إصراري في وقتها، وعلى الجهد الصادق الذي بذلته خلال السباقquot;.

وتوضح مغزى قصتها: quot;نحن اليوم نركض في العشرة أمتار الأخيرة من الصراع الدائر في المنطقة ، والمؤامرة التي تتعرض لها سوريا ومصر والمنطقة بأسرها خطيرة، ولا يمكن أن أغير مواقفي أو أنسحب من هذا السباق المصيري، قد لا أفوز في النهاية وربما أهزم، لكنني بالتأكيد لن أنسحب ولن أكف عن المحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسأكمل السباق حتى لو كان زحفاً،وبالتالي فإن المسألة أكبر من أن تتم مناقشتها بسؤال سطحي -كالذي طرح علي في البرنامج- وجواب مقتضبquot;.

وتستطرد: quot; وعلى الإعلام في لبنان والمنطقة كلها أن يعي حجم الخطر ولا يستسلم لتكريس ما تحاول بعض المنابر الإعلامية المغرضة تمريره بشكل - مباشر أو غير مباشر أحياناً- خدمة لمخططات أو سياسات معينة تسعى لفرضها كأمر واقعquot;.

لكل مقام مقال
وبالتالي كان هناك إشتراط مسبق بعدم التحدث في السياسة، ليس هرباً أو خوفاً ولكن لأنني أؤمن بأن quot;لكل مقام مقالquot;، ولكن في حال كان هناك إصرار على ذلك، فقد أوصلت لهم رسالة: quot;لاضير ولا مانع ، ولكن بشرط أن لا تتم منتجة شيء من الحديث، وأن أمنح المساحة الكافية للرد كما يجب، وأن يحترم السؤال عقليتي، وعقلية المشاهد، وثوابتي التي أقف مدافعة عنها منذ عقود ولم تتغير ولم تتلون، وألا يتقصد تسخيفها أو النيل منها أو تناولها بابتذالquot;.

وأضافت رغدة:quot; لو أردت الحديث في السياسة لما إخترت برنامجا ترفيهيا خفيفا، ولذهبت لقنوات أو برامج متخصصة بالشأن السياسي كالميادين أو NBN أو غيرهاquot;.

وحول سبب قبولها الظهور على محطة قاطعتها لسنوات قالت: quot;قبلت الظهور مع MBC بعد دعوات متكررة منهم، لأن البرنامج منوع وخفيف، ورغبة مني في إظهار جوانب أخرى من شخصيتي قد لا يعرفها المشاهد، لذا كنت أمازح الجميع طيلة الوقت في محاولة لجر الحديث الى سياقه الصحيح quot;الترفيهquot;.

إعتذرت عن التأخير ولم أكن مسؤولة عنه
وحول أسباب تأخرها عن الحضور في الموعد المحدد للتصوير، قالت: quot;كنت متعبة فإني تعرضت لنوبة برد شديدة، ولكنني رغم ذلك تحاملت على نفسي إحتراماً لكلمتي، وليست مشكلتي إن تأخرت قليلاً بسبب الشعر والماكياج، لأنني وافقت على من أرسلتهم المحطة ولم أستعن بفريقي الذي اعتاد على الإهتمام بإطلالتي، ولأنهم يعملون معي لأول مرة فالمسألة إستغرقت وقتاً أطول من المعتاد، ومن ناحيتي أنا إلتزمت وحضرت التصوير، واعتذرت عن تأخير لست مسؤولة عنه ولم أتقصده لجميع فريق العمل والضيوف فور وصولي، وبقيت أصور لساعات، ولم أنسحب نهائياً، وأجبت على كل الأسئلة رغم عدم إلتزامهم بالإتفاق وكنت لطيفة ومرحة وصبورة، وأعدت الإجابة على أحد الأسئلة أكثر من مرة لأنه كان سؤالا يتناول ثلاثة محاور ذات بعد سياسي دفعة واحدة (كتسفيري لأبنائي خارج الوطن العربي، وموقفي الداعم للنظام السوري الخ) وكانت المذيعة تصر على أن يكون الرد مقتضباً، وطلبت منها أكثر من مرة أن تختصر السؤال لتكون الإجابة مقتضبة، ونعيد التصوير، لكنها تعيد طرح السؤال بالصيغة نفسها ، فأجيب أنا الإجابة نفسها، حتى وصلنا للسؤال الذي أزعجني لأنه وضع موقفي من سوريا بجانب قضايا تافهة كزواج سري، وإحتمالات أخرى لم أكلف نفسي عناء قراءتها لأن الإستفزاز المبطن وصل مداهquot;.

إنسحاب مشروط
فكان إنسحابي مشروطاً، حيث منحت فريق العمل 10 دقائق لتغيير السؤال لأستكمل الحلقة، لأننا لا يمكن أن نستهين لهذه الدرجة بمصير أمة كاملة ونسطح التحديات التي تواجهها، و نسخف مواقفي وثوابتي التي أثبت الوقت بأنني كنت محقة فيها واليوم كثر ممن عادوني في السنوات الثلاث الماضية في مجال الإعلام أو الحياة العامة يتصلون بي معتذرين لأنهم أدركوا بعد فوات الأوان أنني كنت أرى أبعد بكثير منهمquot;.

وحول الكيفية التي إنتهت عليها الحلقة قالت: quot;قلت لهم في حال لم تتم الإستجابة وتغيير السؤال، والعودة للإتفاق الأصلي، سيكون الإنسحاب نهائياً، وإصرار فريق الإعداد على إبقاء السؤال ومخالفة الإتفاق، لا يمكن تفسيره سوى بأن هناك نية مبيتة من قبلهم للنيل من مواقفي بطريقة غير مباشرةquot;.

وحول موقفها من أروى، أضافت: quot; أعتقد أن مقدمة البرنامج جميلة ولطيفة وقلت لها ذلك وجهاً لوجه، ولكنها إنساقت وراء من يجلس في غرفة الكونترول ويملي عليها الأسئلةquot;.

وحول علاقتها بالمحطة التي فكت عنها الحصار وتعرض لها مسلسل الشك على شاشتها قالت: لم أبادر أحداً بالعداء ولا أكن ضغينة لأحد، ومواقفي السياسية تخصني، MBC قاطعتني بعد موقفي الداعم لحزب الله والمقاومة في 2006، وهنا لا أفهم من كان يتوجب علي أن أدعم في موقف كهذا إسرائيل وشارون مثلاً؟quot;.

هذه مواقفي وهذا علمي ورئيسي
يذكر أن رغدة كان ترتدي بنطلوناً أسود اللون، وجاكيتاً أسود مزين بوردة بيضاء، ووشاح أحمر وأقراط خضراء، وهي تشكيلة ألوان العلم السوري، وكانت ترتدي أساور فيها العلمين السوري والمصري، ودبوساً يحمل صورة الرئيس بشار الأسد، وقالت رداً على سؤالنا فيما إذا كان لباسها يحمل رسالة مبطنة للمحطة التي أستضافتها قالت: quot; هذا لباسي، وهذا علمي، وهذا رئيسي وهذه مواقفي،وهم يعرفونها جيداً فأين هو الإستفزاز بالضبط؟quot;.

على صعيد آخر وفي حوار مطول سينشر لاحقاً قالت رغدة لإيلاف إنها قضت السنوات الأخيرة في إنجاز ثلاثة دواوين شعرية تستعد لطبع أحدها قريباً، كما أنها تعكف على وضع اللمسات الأخيرة لرواية تكتبها، بالإضافة الى تحضيرها لبرنامج تلفزيوني إنساني، وتقرأ حالياً سيناريو فيلم ومسلسل، وأمور أخرى عديدة تكشف لأول مرة من بينها نشاطها السياسي الحالي في مصر.