تنفرد إيلاف بكواليس تسجيل أغنية quot;من لون جرحكquot; للفنان ملحم بركات، يعتبرها رد جميل منه للشام وأهلها الذين إحتضنوه لمدة 14 عاماً، هي مدة إقامته فيها هرباً من الحرب اللبنانية.

بيروت: في إستوديو طوني سابا كان الموعد مع الموسيقار ملحم بركات، حيث كان منهمكاً لساعات قبلها بتسجيل عمل فني يريد إهداءه للشام المدينة التي احتضنته على مدار 14 عاماً إبان الحرب اللبنانية، حيث عمل وانطلق من هناك، وهذا أقل شيء يمكن أن يقدمه رداً لجميل هذه المدينة عليه.
ملحم عبّر لنا عن عشقه لسوريا وأهلها، وروى بإنفعال غضبه من مشاهد القتل العشوائي الذي يسقط ضحيته الأطفال والأبرياء، ويوضح:quot; هذه الأغنيةمهداة مني لأهل الشام، للناس، ضحايا هذا الصراع المأساويquot;.
وعندما سألناه لماذا بعد عامين ونيف من الأزمة، لِم اختار هذا التوقيت بالذات؟ قال:quot; عندي شاليه في منطقة جونية، وكنت متواجداً فيه، وخرجت لأتمشى في يوم من الأيام، فأستوقفتني عائلة سورية، وبعد السلام والتحية، وبعد أن عبّروا عن محبتهم وإعجابهم، بادروني بسؤال آلمني: ليه تاركنا؟ ليه ما عم تغني وجعنا؟quot;.
ويضيف : quot; شعرت لحظتها بأنني بحاجة بالفعل لإنجاز عمل كهذا، هي صرخة علها تصل لكل الأطراف، لأهالي الشام، أطفالها، شهدائها، وللمسؤولين عن إراقة كل هذه الدماء علّهم يرتدعونquot;.
ويضعملحم بركاتأمله في نجاح quot;جنيف 2quot;، ليتوقف الدمار ونزيف الدم. فلابد من حل، فلا يمكن لهذا الحال أن يستمر أكثر من ذلكquot;.
طلبنا منه الإستماع للعمل، فأبدى حماسته، لكنه طلب من الجميع إغلاق هواتفهم المحمولة وعدم تسجيل أي شيء، وإمتثلله الحاضرون.
شعرنا أنه يريد اختبار تأثير الأغنية على المستمع العادي، وكان في الإستوديو ضيوف للموزع طوني سابا من بينهم الشاعرة السعودية سارة الهاجري، وسيدتان من سوريا، لم تتمالكا نفسيهما وأنهمرت دموعهما مع تدفق موسيقى ملحم بركات وصوته، وكلمات نزار فرنسيس، وتوزيع طوني سابا. شعر ملحم بالحرج عندما شاهد دموعهما،وشعرنا بأنه أدرك بأن رسالته وصلت، عندما انتهت الأغنية قامت السيدتان وغمرتاهشاكرتين لأنه قال كل ما يجيش في الصدور من خلال هذه القطعة الفنية.
فهو عمل يؤلمك، يحرك مشاعرك، لا يوجد فيهشيء مسلوق أو مستهلك، رفضملحم بركاتوصفه بالأوبريت،باعتبار أنهأقرب لسمفونية مغناة.
وهنا سألناه: متى سيصدر؟
فردّ بأنه ينتظر الإنتهاء من بعض الأمور الفنية، ثم عاد وسأل بتردد هل أنتظر نتيجة جنيف 2؟
طلبنا كلمات الأغنية لننشرها لكن قوبل طلبنا بالرفض، فهو لا يريد تسريب أي شيء عن العمل قبل أن يكتمل، لذا سنكتفي بمطلعها الذي يعبر عن روحية الأغنية : quot;يا شام جبينك ما بينطالquot;.