أقيمت مساء أمس السهرة الخاصّة بالعرض الأوّل للفيلم اللبنانيّ الجديد الذي يحمل عنوان quot;نسوان ... ليش لأquot; في quot;سينمامولquot; في بيروت، بدعوة من شركتيْ quot;جارودي ميدياquot; وquot;آي شوت بروداكشنquot; اللتيْن إشتركتا في إنتاج الفيلم، وبحضور نجوم العمل وعدد كبير من الممثلين، والإعلاميين، والمخرجين اللبنانيين المعروفين.


بيروت: الإنتاج السينمائي اللبنانيّ في أوجّه هذه الفترة، حيث أنّ الأفلام اللبنانيّة باتت تحجز لها مكانًا مهمًا في صالات العرض اللبنانيّة، كما أنّها أصبحت تصدر في فترات متقاربة، وهو الأمر المبشّر بتحسّن وضع السينما اللبنانيّة بعدما عانت لسنوات من الضعف والشحّ في الإنتاج.

وقد إحتُفل مساء أمس بالعرض الأوّل المخصّص للصحافة لفيلم quot;نسوان... ليش لأquot; من إخراج سام أندراوس، وكتابة وسيناريو يوسف سليمان، على أن يبدأ العرض الجماهيري الأوّل في السادس من شباط ـ فبراير المقبل. الفيلم من نوع الكوميديا السوداء التي تتناول قضايا التطرّف والتعصّب الإجتماعي من خلال نطاق التمييز على أساس الجنس والمساواة بين الجنسيْن.

إلياس الزايك: يبشّر بمستقبل واعد بأدوار الفتى الأوّل

يجمع الفيلم بين الممثلين اللبنانيين الشباب، وبين جيل الممثلين المخضرمين. فقد شهد الفيلم الجديد الإطلالة والبطولة السينمائيّة الأولى للممثّل الشاب إلياس الزايك الذي يبشّر بمستقبل واعد جدًّا، وبولادة نجم جديد تليق به أدوار quot;الفتى الأوّلquot; السينمائيّة. أمّا الممثّلة زينة مكّي فقد تميّزت أيضًا بحضور لطيف ومحبّب في إطلالتها السينمائيّة الثانية بعدما تعرّف إليها الجمهور اللبنانيّ في فيلم quot;حبّة لولوquot; التي لمعت فيه بقوّة، وكان دورها فيه أكثر قوّةً وحضورًا من دورها في هذا الفيلم. ولكن ذلك لا ينفي بأنّها أتقنت دورها جيّدًا في quot;نسوان.. ليش لأ؟quot;، وكانت طبيعيّة في أدائها، وبعيدة عن التصنّع والتكلّف.

قصّة الفيلم

تحكي قصّة الفيلم عن صابر الجزّار الذكر الشوفيني (المتعصّب لذكوريته)، والذي يلعب دوره إلياس الزايك. يقرّر صابر ذات يوم أن يغلق متجر الجزارة الذي يملكه بعد لقاء رهيب مع إحدى الزبونات المزعجات. وفي طريق عودته إلى المنزل يصطدم بسيارة، ليكتشف بغضب كبير أنّ سائق السيّارة هي أيضًا أنثى، فيهدّدها بالقتل بسكيّن الجزّار الخاصّ به، ما يؤدّي إلى سجنه لمدّة ثلاث سنوات.

بعد قضاء عقوبته يخرج صابر ليجد أنّ النساء قد ثرن ضدّ حكم الرجال، وأنشأن نظامًا جديدًا يكون فيه الرجال خاضعين، وكأنّهم مواطنون من الدرجة الثانية. هذه المعايير الإجتماعية الجديدة تفرض قيودًا قاسية على الذكور، لطالما إعتقد صابر أنّه ينبغي لها أن تُفرض على النساء، فيجد نفسه مضطرًا للتأقلم والتفكير من أجل التكيّف مع هذا الكابوس، أو من أجل محاولة تغيير الوضع القائم، ويوصل كاتب الفيلم يوسف سليمان رسائل وإنتقادات كثيرة تخصّ الأعراف الذكوريّة السائدة في المجتمع من خلال قلب الأدوار بين المرأة والرجل، في مواقف كوميديّة سوداء ساخرة تتجسّد بقوّة في العلاقة التي تربط أمّ حسّان التي تلعب دورها الممثلة أنطوانيت عقيقي، وأبو حسّان الذي يجسّد شخصيته ميشال أبو سليمان.

إطلالة مميّزة لندى أبو فرحات وليليان نمري

وكانت للممثّلة اللبنانيّة ندى أبو فرحات إطلالة مميّزة بدور قمر المرأة المثيرة والمستبدّة التي ترأس مكتب الاستخبارات في الحكومة النسائية، والتي تتمتّع بقمع الرجال الذين يحاولون تحدي النظام. وأيضًا للممثّلة ليليان نمري التي على الرغم من قصر دورها إلاّ أن حضورها كان مميّزًا ولطيفًا بدور سميرة الجزارة التي تحلّ مكان صابر في دكّان الجزارة بعد خروجه من السجن، والتي تخرج عن السيطرة إذا ما وضعت في مواجهة مع شخص يوازيها عنادًا وقوّةً.

وتتابع الأحداث في الفيلم لنصل إلى السرّ الكبير وراء هذا الإنقلاب النسائيّ، ومن الطبيعي ألاّ نكشف تفاصيله كي لا نفسد على الجمهور عامل التشويق والإهتمام في متابعة أحداث الفيلم حتّى النهاية.

مواقف كوميدية ورسائل موجهة بشكل مباشر!

الفيلم جيّد عمومًا من ناحية الموضوع، والفكرة، والإخراج، وإتقان الممثلين لأدوارهم، إضافةً إلى الحفاظ على تماسك الحبكة طوال مدّة العرض. ويتميّز العمل بالعديد من المواقف الكوميدية الطريفة التي جعلت الجمهور يضحك بشدّة أكثر من مرّة خلال الفيلم، إلا أنّ بعض المشاهد والأحداث جاءت طويلة نوعًا ما، وكان يمكن الإستغناء عنها لأنها أوقعت الفيلم في الرتابة والملل أحيانًا، إضافةً إلى عامل سلبيّ آخر ألا وهو توجيه الرسائل الإجتماعيّة الساخرة التي تتناول حقوق المرأة، وطريقة التعامل مع السلطة في العالم العربي بشكل مباشر جدًا على لسان الممثلين.


quot;إيلافquot; غطّت ليلة العرض الأوّل بالفيديو أيضاً وسننشره فور جهوزه خلال الأيّام القادمة