انحصر تصوير معظم المخرجين للأعمال الفنية من دراما، برامج وأفلام في الأعوام الأخيرة خلف ستارة "الكروما" الأمر الذي بدأ يتحول لشبه ظاهرة، حيث باتت معظم المشاهد تُصوّر بعيداً عن الأماكن المفتوحة والشوارع والميادين، الأمر الذي اعتبره البعض عنصراً لنفي الواقعية من تلك الأعمال.


جدة: إنحصر تصوير معظم المخرجين للأعمال الفنية من دراما، برامج وأفلام في الأعوام الأخيرة خلف ستارة "الكروما" الأمر الذي بدأ يتحول لشبه ظاهرة، حيث باتت معظم المشاهد تُصوّر بعيداً عن الأماكن المفتوحة والشوارع والميادين، الأمر الذي اعتبره البعض عنصراً لنفي الواقعية من تلك الأعمال، ملقين باللوم والمسؤولية على صنّاع الإنتاج بالخليج. وتتمثل تقنية "الكروما"& في& تصوير المشاهد و"الاسكتشات" على خلفية ذات لون أخضر، ليتم& بعد ذلك حذف هذه الخلفية ببرامج الجرافيك، ودمج المشاهد والمؤثرات المصممة عليها من ديكورات افتراضية وبيئة محيطة، وهي تقنية تُستخدم غالباً لتوفير المال والوقت في صناعة بيئة حقيقية، أو لأفلام الخيال العلمي.

سعود الشهري: الأقل تكلفة
ورأى المتخصص في الأعمال الدرامية& سعود الشهري أن&موسم الهجرة إلى "الكروما" بات أمراً واقعاً في أغلب الأعمال السعودية، ، مشيراً لأن التصوير الخارجي بات يمثل إشكالية في بيئة& تفتقد لأبزر&مقومات الإنتاج. وأضاف في حديثه لـ "ايلاف" إنه فضلاً عن ارتفاع تكاليف التصوير الخارجي، فهناك إشكالية أخرى تتمثل بعدم اعتياد المجتمع على وجود فنانين في الأماكن العامة، مما يصعب معه القدرة على السيطرة على ردة فعل الناس في الشوارع ومشاكستهم.
من جهة أخرى،&أكد "الشهري"، أن "الكروما"&لا توفر واقعية المكان والبيئة، لاسيما أن الأعمال المقدمة تعتبر ذات صبغة خليجية بحتة، وهو ما يعتبره بمثابة الخلل& في إيصال الرسالة الفنية، إلا أنه استدرك قائلاً:&لكن إشكالات التصوير الخارجي إضافةً للشروط الصعبة&لمنح التصاريح للمنتجين، دفعهم للجوء إلى حلول بديلة كالتصوير بـ"الكروما"، فيما لجأ بعضهم إلى&دول الجوار الخليجية لتشابه البيئة والأماكن.

حمزة الحبسي: واقعية العمل الفني
من جهته، أكد المخرج حمزة الحبسي، أن المشاهد الخارجية تُعتبر من أهم العناصر التي تُثري الأعمال الفنية. وأشار في حديثه لـ "ايلاف" إنه لا يمكن تصورً وجود دراما أو أفلام أو برامج من دون مظاهر حقيقة تعطي للعمل أحاسيس واقعية للبيئة والناس، بدلاً من ديكورات صامتة مصنوعة ومكررة، تعكس حالة إفلاس في المحتوى والشكل، على حد وصف "الحبسي".

ولفت "الحبسي" إلى إيجابيات&التصوير الخارجي فضلاً على أنه يعطي واقعية للعمل،&مشيراً لأنه&أيضا يُسوِّق بامتياز للأمكنة والمواقع&ببعِدٍ أعمق، وينقل لعين المُشاهد صوراً جديدة، وقال: إن الدراما التركية كمثال نجحت من خلال كثافة التصوير الخارجي في التسويق السياحي للأماكن الطبيعية والمناطق السياحية، ورسمت صورة ذهنية جميلة عنها مما جعلها محل إقبال من السواح. ورأى أن المناطق السياحة في السعودية بحاجة إلى دراما تخرجها للجمهور بدلاً من "الكروما".

علي محمود: الكروما هي الصناعة الحديثة
هذا واعتبر& آخرون بان تقنية "الكروما" هي التي ساعدت في تطوير الأعمال الفنية، وهي& أحد أهم عناصر نجاح مخرجات الإنتاج في السعودية والخليج العربي. وفي هذا السياق،&قال رسام "الغرافيك" علي محمود: إن الصناعة الحقيقية للسينما العالمية ناهيك عن المحلية باتت تتم داخل استوديوهات "الكروما".
وتابع: إن الإبداع الإنتاجي يكمن في القدرة على نقل صورة من الواقع ومحاكته في الأستوديو وكأنه حقيقي، مؤكداً أن نجاح العمل لا يتوقف فقط على أماكن التصوير، وإنما& على عامل التنوع في الشكل والصورة، فضلاً عن القوة في المضمون، وهو ما بات يحققه تصوير"الكروما" بشكلٍ إحترافي، على حد وصفه.


وفيما يلي رابط يعرض بعض تقنيات استوديوهات "الكروما":

&