حصلت الفنانة والمنتجة إسعاد يونس على حكم قضائي بأحقية شركتها "الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي" التي تمتلكها بإلزام التليفزيون المصري بسداد 6 مليون جنيه لها؟ والسؤال الذي طرح نفسه على لسان الكثيرين: لماذا لا تتنازل "يونس" عن حقوقها المالية الموجودة لدى التليفزيون المصري كي تخفف عنه الأعباء؟


القاهرة: لماذا لا تتبرع المنتجة والفنانة إسعاد يونس لمصر؟ سؤال طرحه البعض علماً&أن التبرعات ليست إجبارية على أحد غني كان&أم فقير، سواء كان من أهل الفن&أم&أصحاب&الأعمال الخاصة، ولا يفترض أن يُطالِب الإعلام الفنانين والإعلاميين بالتبرع بأي مبلغ حتى لو كان جنيه واحد، خاصةً أن هناك كثيرين يعلنون التبرع ولا يقومون بدفعه فعلياً مثلما فعل البعض، لكن هذه المرة الحديث للفنانة إسعاد يونس ليس مخاطبةً للتبرع ولكن للتنازل عن بعض الحقوق المالية التي يُفترض أن يقوم التليفزيون بسدادها.

في هذه الحالة، ربما تكون المناشدة أصبحت واجب للفنانة والإعلامية والمنتجة المصرية بعد تكريمها عن برنامجها "صاحبة السعادة" كأفضل برنامج في استفتاء الجمهور من مجلة "دير جست" وهي الجائزة التي حرصت على تسلمها بنفسها خلال الحفل الكبير الذي أقيم مساء أمس الأول، فقامت بإهداء الجائزة لبلدها مصر التي وصفتها بأنها "صاحبة السعادة" الكبرى على الجميع. إلا أنه قبل ساعاتٍ فقط من تسلمها الجائزة، كان التشاور معها قائماً&للتوصل&لتسوية بين "الشركة العربية للإنتاج الفني" التي تمتلكها&"يونس" و"التليفزيون المصري" للإتفاق على جدولة سداد التليفزيون لمستحقات مالية قدرها 6 مليون جنيه (833 ألف دولار تقريبا) قيمة مستحقات مالية عن قيام التليفزيون بعرض أعمال تمتلكها شركته- دون أن تقوم بسداد الحقوق المالية لشركة "يونس".
صحيح أن التليفزيون المصري أخطأ&بحق "الشركة العربية" عندما قام بالعرض دون شراء المحتوى الذي يقوم بعرضه، وتمادى القائمون عليه في الخطأ لنحو عامين عندما دخلوا في سجالٍ قضائي معها&ورفضوا رد الأموال المستحقة عن العرض. لكن، عملياً التليفزيون المصري لديه ديون تتخطى الـ20 مليار جنيه وهي ديون متراكمة نتيجة أخطاء في الإدارة وإهدار للأموال ومشاكل متراكمة منذ سنوات. علماً أنه قبل عامين، وعندما بدأ السجال كانت "مصر" تمر بأسوأ حالاتها تحت حكم جماعة الأخوان المسلمين، ومن ثم فإن موافقة "يونس" على تقسيط المبلغ على دفعات فقط مراعاةً لأزمة التليفزيون المالية أمر لا يُعبّر عما يأمله المصريون من الإعلامية التي ترسم البسمة على وجوههم من خلال برنامجها "صاحبة السعادة".

لا شك أن "يونس" حققت من خلال شركتها نجاحات&وإيرادات كبيرة بدور العرض المصرية من خلال عشرات الأعمال الناجحة بفضل ذكائها ومجهودها في إدارة الشركة التي تفرغت لها، ولقد نجحت في تحقيق الملايين بأعمال ناجحة صنعت النجوم،&رغم أنها لم تقم بإنتاج أعمالاً جديدة منذ ثورة 25 يناير(كانون الثاني)&مكتفية بدور الشركة في توزيع الأعمال السينمائية فحسب للمنتجين الآخرين.

وعليه، فإن السؤال الرئيسي الموجه لـ"يونس" اليوم، هو: لماذا لا تفكر إسعاد يونس في التنازل عن مستحقاتها لصالح التليفزيون الذي يحصل على دعم من الدولة من أجل سداد رواتب العاملين فيه، أو على الأقل تتنازل عن جزء من مستحقاتها المالية أو حتى تقوم بتأجيل السداد لحين استعادة التليفزيون عافيته، ألا يستحق التليفزيون المصري الذي ساهم بعرض أفلامها قبل ظهور القنوات الخاصة قليلاً من التنازل للفنانة حتى تعزز فعلياً إيمانها بالوطن&عبر دعم التلفزيون المصري&وهي التي اشتهرت بحبها لوطنها.

&