&أطلقت الكاتبة والشاعرة الغنائية كاترين معوض كتابها الثاني، والذي يحمل عنوان "بعض مني"، في معرض الكتاب، بحضور حشد من نجوم الفن والإعلام.


& & بيروت:&إسمها كشاعرة غنائية حاضر رغم قلة أعمالها، ربما لأن التميّز ديدنها، فهي بجانب كونها سيدة أعمال ناجحة، شاعرة ذات نكهة مختلفة، متمردة على كل القيود، وكتابها الثاني "بعض مني" يشبهها كثيراً.
كاترين معوض التي تكره القولبة والألقاب،
&إحتفلت مع حشد من النجوم ووجوه المجتمع والإعلام بإصدار كتابها الذي طال إنتظاره،&ووقعته للجمهور في معرض بيروت للكتاب وسط إقبال لافت، كاميرا إيلاف كانت حاضرة وسجلت لقطات من الحفل وكان لنا لقاء لاحق معها تقرأونه في هذه السطور:


أي وصف أو لقب تفضلين أن يسبق إسمك الشاعرة، الأديبة أم الشاعرة الغنائية؟
بصراحة، لا أحب التوصيف الذي يحصرني في قالب، ولا أحبذ هذه الألقاب لأنها تجعلني أظلم الشعر ورواده، أو أظلم شعري لأنه لا يشبه القوالب المعتادة. لذا دعيني خارج الإطار ولنكتفِ بكاترين معوض.

حدثينا عن إصدارك الثاني "بعض مني"؟
في "بعض مني" ستجدين ثلاثة أساليب مختلفة في الكتابة: الخاطرة، والقصائد (التي لم أحصرها بقافية أو قالب)، وقصة قصيرة أو "ميني رواية"، وهذه الأعمال نتاج فترة تحضير إستغرقت وقتاً طويلاً، فهناك فاصل يتجاوز العقد من الزمن بين أول كتاب لي صدر عام 2002 وبين هذا الكتاب، وذلك بسبب إنشغالي بعالم الأعمال "البزنس"..&
&
في أي منها تجدين نفسك أكثر؟
في هذه المرحلة أعتقد بأنني سأتجه الى القصة القصيرة في كتابي المقبل.

لِم "بعض مني" وليس "كل مني" وعن أي بعض يتحدث الكتاب؟
لا أعتقد أن هناك من يدعي أنه يمكن أن يقدم نفسه بالكامل في عمل، بالإضافة إلى تنوع الأساليب التي تضمنها الكتاب، وهي كلها أدوات أحب أن أعبر بها عن ذاتي. وبسبب هذا كان من الصعب عليّ تفسير ماهية هذا العمل فإعتبرته جزءًا مني.
&
طبعاً لا يمكننا إغفال كتابة الأغاني، وهي جزء لا يتجزأ من مسيرتك، ما جديدك على هذا الصعيد؟
لم أتخيّل نفسي يوماً كاتبة أغانٍ، &لأنني كنت أكاديمية جداً بالكتابة، وكتابة الأغنية تحتاج لأسلوب مختلف وستأخذني الى مكان لا يشبهني. ولكن ما حصل أنني قدمت الشعر الغنائي بطريقتي التي لا تشبه أحداً. وأعتقد بأنه بات بإمكان المتلقي تمييز شعري عن بقية الموجود.&

يمكن أنجح وأشهر ما قدمت من شعر مغنى كانت أغنية "جبران" التي لحنها وغناها الفنان رامي عياش، حدثينا عنها، وهل من جديد مع رامي؟
جبران كانت حالة، ورامي خاطر معي في زمن كان الجميع يجنح فيه الى الأغاني الإيقاعية، قدمنا عملاً كلاسيكياً يسير عكس التيار تماماً، والحمد لله الناس أحبت الأغنية، وسعيدة بنجاحها وأشعر بالإمتنان لجرأة رامي في تقديمها وتصويرها. ولا أخفيك بأنها باتت مصدر قلق بالنسبة لي بألا أتمكن من تقديم عمل أفضل وأكثر نجاحاً.
&
الفنانة المصرية أنغام كانت من بين الوجوه الشهيرة التي تواجدت في معرض الكتاب لتحتفي بكتابك الجديد، ونعرف أن هناك عملاً غنائياً سيجمع بينكما، حدثينا عنه؟
نحضر عملاً يضاهي روعة جبران، &وهو ثاني تعاون بيننا فهي سبق وأخذت مني أغنية منذ أربع سنوات لحنها سليم عساف في حينها، ولم تصدر لأنها كانت غير متأقلمة مع اللهجة اللبنانية، وعدنا وألتقينا منذ عام تقريباً مع الملحن هشام بولس، وأًصرت أن تكرر المحاولة، وأقوم حالياً بتدريبها على إتقان اللهجة اللبنانية، وما لا تعرفه أنغام عن نفسها بأن اللهجة اللبنانية تليق بها وبشخصيتها الغنائية، وإيماني كبير بهذا العمل، وأجدها شجاعة منها عندما إعتذرت عن تقديم العمل الأول، وعادت لتكرر المحاولة من جديد رغبة منها بتقديم تحية فنية للبنان بلهجته.

ما هو إسم الأغنية؟
"عم بكره الموسيقى".
&
ماذا يقول مطلعها؟
عم بكره الموسيقى إل فيك بتذكرني
&
ما سبب ندرة أعمالك الغنائية ؟
لأنني لست ممن يسعون لعرض أعمالهم،&وحتى أصدقائي المقربون من الفنانين لم أعرض عليهم يوماً التعاون معي، فأنا مؤمنة بأن على الفنان أن يبحث عن الكلمة التي تشبهه وتستهويه.&
والسبب الآخر أنني أحب أن أفتخر بمسيرة الفنان الذي أعمل معه أو على الأقل أن أفتخر بموهبته لو كان جديداً وفي البدايات، لذا أنا إنتقائية جداً، أضيفي الى ذلك بأنني لا أحبذ الكثرة، وأفضل ألا أقع في فخ الإستهلاك وأحافظ على مستوى الكلمة التي أقدمها، وهي محاولة متواضعة للإرتقاء بالكلمة اللبنانية المغناة لتصبح لها مكانتها.

برأيك لِم ينظر المثقفون أو المجتمع بشكل عام نظرة دونية للشعر الغنائي، وكأنه يأتي في مرتبة أقل من الشعر الكلاسيكي أو الحديث أو القصة ؟
صح، وحتى دور النشر لم تتحمس لفكرة أن يتضمن كتابي أغاني كنت أود نشرها فيه، كان هناك تلميح إلى أن الأغنية ليست بمرتبة أو أهمية القصيدة (بمعنى ليست فناً يحترم في الأوساط الأدبية) أو حتى لدى القارئ بشكل عام.
وأنا أختلف مع هذه النظرة لأن الأغنية فكرة وصياغة بالنهاية، وتمثل تحدياً في أن تقدمي بأبيات محدودة قصة أو فكرة دون تكرار المفردات والبقاء على نفس القافية.
وللأسف بات شعراء الأغنية الحقيقيون قلة، أسعد عندما أسمع أغنية جميلة من تأليف أي منهم، وأحرص على الإتصال بهم وتهنئتهم، وللأسف من بعد الرحابنة لم يعترف أحد بالنصوص المغناة على أنها نوع مقدر من أنواع الأدب.
&
بإستثناء الحالة الخاصة بينك وبين رامي عياش كنجاح وتفاهم فني، من هو أكثر ملحن يشعر بكلمة كاترين ويتقن إيصالها بجمله الموسيقية؟
هشام بولس، هناك إنسجام بيننا، بالإضافة الى نقولا سعادة نخلة الذي أحضر معه لعمل جديد واعتبره بطل الألحان.

الأغنية له؟ سيلحنها ليغنيها هو؟
لم أسأله في الواقع، وأنا من المعجبين بتجربته الغنائية.
&
كم أغنية في رصيدك حتى الآن؟
6 أو 7 أغنيات، "جبران" و "خليك" التي صدرت في ألبوم "حبيتك أنا" لرامي عياش، وأغنية بعنوان "حبيبة قلبي بيروت لرامي عياش كذلك، "المبدع ما بيموت" لكارول صقر، "غريبة روحي" لسارة الهاني، و "عم بكره الموسيقى" لأنغام، هذه الأغاني أسمي كتب عليها.
&
ماذا تقصدين؟ هناك أغنيات لم يكتب إسمك عليها؟
تضحك: في فترة حدث هذا، ولكن الأغاني التي كتب إسمي عليها هي الأغاني التي أحبها.

هل هناك نية للإتجاه للكتابة الدرامية أو السينمائية بما أنك قلت بأنك في كتابك الثالث ستتجهين للقصة، خصوصاً في ظل النهضة التي تشهدها الدراما والسينما في لبنان والحاجة لنصوص مختلفة وعميقة؟
طلب مني العام الماضي، ولكنني رفضت، لأنني لا أحبذ التشتت في أكثر من مشروع عندما لا يسمح وقتي بذلك، أكيد في ناس أفضل مني يمكن أن يكرسوا وقتاً أكثر مني، أخشى من القيام بخطوة ناقصة.
&
أنت نموذج للمرأة اللبنانية الموهوبة والناجحة، نجحت في الأعمال التجارية، ونجحت في الكتابة، ولديك حضور لافت في الإعلام، رغم أنك مقلة، من كان المؤثر والمثل الأعلى لكاترين؟
أكذب إن قلت بأنه كان هناك مثل أعلى في حياتي لأن كل ما حصل لم يكن مخططاً له، ولم أتخيّل أن أجد نفسي تحت الأضواء يوماً، الصدفة جمعتني بكل الناس وقادتني الى المكان الذي أقف فيه اليوم.

من يتابعك على وسائل التواصل الإجتماعي سيلاحظ دون شك إدراكك لأنك تمتلكين وجهاً "فوتوجينك"، الكاميرا تحبك وأنت تعشقين الكاميرا، وعلاقتك بها قوية جداً، لا يمر يوم دون أن تنشري صورة، وأغلب صورك تكاد تكون محترفة، لِم لست على الشاشة كممثلة؟&
لا يعنيني التمثيل ولا يخطر على بالي، وأحب أن أتركه لرواده، وأحياناً كانت تعرض عليّ بعض الأمور ومنها الظهور في فيديو كليب ولكنني كنت دوماً أهرب من الموضوع. أفضل أن أتحكم بصورتي لتبقى تحت سيطرتي؟
&
تخشين الضوء رغم أنك تعشقينه؟
أحبه عندما أتحكم أين ومتى يسلط عليّ، وأخشاه عندما يخرج من إطار سيطرتي ويسلط عليّ رغماً عني.&
&
ماذا لو عرض عليك مشروع مهم هل تكون الفكرة واردة؟
تحاولين توريطي ...&يجوز ... وفقط.
&
كم من الوقت سننتظر قبل أن يصدر كتابك الثالث؟
وعدت نفسي ألا أتأخر مجدداً، كل عام أو عامين لا بد من إصدار جديد، فالغياب 12 عاماً كان خطأ مني آمل ألا أكرره.
&
كاميرا إيلاف كانت حاضرة في حفل التوقيع ولمسنا حضوراً كبيراً سواء من نجوم الفن أو الإعلام أو رواد المعرض، هل كنت تتوقعين إقبالاً أقل أم أكثر؟
في الحقيقة فوجئت بحجم الإقبال رغم أنني لم أروّج للحدث كما يجب، وهناك ناس أتوا دون أن أدعوهم وسررت بهم، كان يفترض أن يبدأ حفل التوقيع في السادسة مساء حضرت مبكرة للإستعداد، ووجدت نفسي أوقع النسخ منذ الرابعة والنصف ولغاية العاشرة مساء دون توقف. وبيعت حوالي 450 أو 500 نسخة في أول يوم. وهو رقم ليس بالقليل.&
&
أصدرت طبعتين بغلافين مختلفين منه ما السبب؟
لأنني أردت أن أمنح القارئ "بعض مني"، فكانت هناك طبعة خاصة عددها مساوٍ لعدد صفحات الكتاب، غلافها ورقة من "الباليت" المستخدم في الطباعة، وبهذه الطريقة لا يعود بإمكاني أن أصدر طبعة ثانية منه إلا إذا إسترجعت الصفحات التي بيعت كغلاف للطبعة الخاصة، وهو أمر غير عملي ولا ممكن، وبالتالي هذا سيحفزني على الإستعجال بالكتاب الثالث بدلاً من إصدار طبعة ثانية.
&
فضلت القارئ على وسائل الإعلام، رفضت إجراء مقابلات قبل الإنتهاء من التوقيع لآخر زائر للجناح، وهذا هو السبب في أن المقابلة معك اليوم مكتوبة وليست مصورة، رغم أن الكاميرا سجلت أجواء حفل التوقيع ولقاءات مع بعض الشخصيات البارزة التي حضرته، وهي مسألة مستغربة لأن الأولوية عادة تكون لوسائل الإعلام التي تسهم بالترويج للعمل وتسويقه، ألم تخشي غضب الصحافة أو ردة فعل سلبية قد تؤثر على نجاح العمل؟
خفت وتم تحذيري من هذا الأمر، لكن مع كل إحترامي لوسائل الإعلام التي كانت حاضرة، قرّائي الذين إنتظروا 12 عاماً، وتابعوني خلالها على فيسبوك أو تويتر بإنتظار ستاتوس أو مقتطف أو خاطرة، هذا الوفاء يستحق تقديراً بالمقابل، أما وسائل الإعلام وأغلبهم أصدقائي فقد كسبت رؤيتهم مرة أخرى، والدليل أننا نجري هذه المقابلة اليوم، في أجواء أقل أزدحاماً وبتركيز وإستفاضة أيضاً.



&