بينما ينتظر أن تنشر هيئة الرقابة على المصنفات الفنية تقريرها حول الفيلم السينمائي quot;نوحquot; نشبت أزمة بين جبهة الابداع المصرية ومؤسسة الأزهر بعد تحريمها مشاهدته لتجسيده شخصية أحد الانبياء.


القاهرة: بعدما رفضت مؤسسة الأزهر عرض الفيلم السينمائي الجديد quot;نوحquot; الذي يقوم ببطولته الفنان راسل كرو قبل أيام، وطلبت من وزارتي الاعلام والثقافة عدم السماح بعرضه في مصر نظرا لتجسيده شخصية النبي نوح، ردت جبهة الدفاع عن الابداع أمس ببيان حاد هاجمت فيه قرار الازهر، وجاء قبل ساعات من تحديد هيئة الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة الرقيب احمدعواض موقفها من الفيلم بعدما شاهدته مؤخرًا حيث من المفترض أن يعرض خلال الشهر الجاري في مصر، ولم تصدر تقريرها النهائي بشأنه حتى الان.

وننشر نص البيان:

بيان جبهة الابداع بخصوص موقف الازهر من عرض فيلم نوح quot; بدور السينما المصرية quot;

تلقت جبهة الابداع ببالغ الإستياء التصريحات الصادرة من الأزهر ومطالبتهم بمنع عرض فيلم quot; نوح quot; للمخرج دارين أرانوفسكي في دور العرض المصرية بينما الفيلم يعرض في العالم ومحاولتهم التعدي على دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وهي الجهة الرسمية المخولة قبول ورفض عرض أفلام، و تود الجبهة أن تلفت نظر شيوخ الأزهر الأجلاء لعدة نقاط ربما غابت عن ذهنهم بخصوص تلك التصريحات.

أولا :

فكرة تحريم تصوير وتجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية ما زالت حتى الآن لا تتعدى اجتهادا من الشيوخ والفقهاء ولا يوجد نص قرآني واحد أو حديث شريف مثبت بشكل واضح ينهى عن ذلك بوضوح وإن وجد نعتقد أن على شيوخنا الأجلاء أن يخرجوه لنا كي يتم تأكيد أن الله قد نهى عن ذلك بوضوح .. وإن كان إجتهادا في التأويل فربما كان على شيوخنا الأجلاء مناقشة هذا الاجتهاد مع المجتمع ومع المفكرين باعتبار أن باب الاجتهاد مفتوح منذ إنقطاع الوحي، ناهيك عن أنك لا تستطيع المنع فعليا لأننا شئنا أم أبينا فالفيلم يتحول الآن الى وسيط ينتقل عبر أثير الانترنت لا يستطيع كائنا من كان أن يمنع مواطنًا من مشاهدته ..

ثانيا :

نعتقد أن دور الأزهر الشريف بحجمه و بقيمته إن رأى في هذا العمل معصية أن ينهى الجمهور عن رؤيته أو أن يحذر من ذلك أو أن يقول أن من يشاهد هذا الفيلم هو عاصٍ للدين الحنيف وفي تلك الحالة لهم منا كل التبجيل طالما أن الأمر دخل في نطاق quot; الدعوة quot; وليس quot; المحاكمة quot; تحديدًا وأنه كما أوردنا سابقا أن صحيح الدين لا ينهى بوضوح عن ذلك وفهمنا لدور الأزهر أو الكنيسة أو المؤسسات الدينية هي الدعوة للدين لا إقامة ما يرونه صحيحا بالقوة.

ثالثا :

لا نعتقد أنه في القرن الواحد و العشرين سيرى مواطن في الشارع راسل كرو فيسجد له معتقدًا أنه سيدنا نوح شخصيا بعد أن أدى دوره في الفيلم والا كان مكان هذا المواطن هو مصحة نفسية وهو التعامل الصحيح معه، لا منع الفيلم عن ملايين الأصحاء ذهنيا المدركين لماهية السينما.

رابعا وهو الأهم :

في تلك الحالة خصوصا،نحن نتحدث عن سيرة نبي توراتي، معترف به في الديانة الاسلامية ولكنه كذلك يخص كلا من الطائفتين المسيحية واليهودية كذلك وكلاهما لا يحرمان ظهور الأنبياء في الصور والأعمال الفنية فهل سيطالب الأزهر بعد ذلك مثلا بمنع بيع الأيقونات الدينية التي تصور المسيح ؟ أو منع عرض مسرحيات الكنائس ؟ اليس واجبا على الأزهر أن يحترم الاختلاف في الرؤية ما بين الأديان المختلفة بما نص عليه الدستور من الاعتراف بتلك الديانات الثلاث وقبول عرض الفيلم مع النهي عن رؤيته احتراما لتعددية المجتمع وأن هذا العمل الذي يرفضونه دينيا ليس مرفوضا لدى المليارات من حاملي الديانات الأخرى المعترف بها ؟ أليس النهي هنا أفضل من المنع وحلًّا أكثر احتراما لثقافة الآخر ؟

لن نتحدث بالتأكيد عن التصريح الذي صدر عن احد شيوخ هيئة كبار العلماء بوجوب حرق السينمات التي ستعرض هذا الفيلم فهذا الفكر يحتاج لرد من هيئة كبار العلماء لا منا ونعتقد أن اعتذارا ما واجبا من هذا الشيخ احتراما لما يمثل .. إن عودة فكر القرون الوسطى على يد أمثال هذا الشيخ وزميله السابق في هيئة كبار العلماء القرضاوي هو ما يجعل الانسان المعاصر يبتعد عن دينه بسبب التنفير الذي يمارسونه ولكنه بالتأكيد لن يبتعد عن دينه لأنه شاهد راسل كرو يؤدي دور سيدنا نوح ..

و تعلن الجبهة أنها على استعداد لعمل مناظرة فكرية في أي وقت مع أي من الشيوخ الأجلاء أصحاب فكر المنع للمجابهة بالرأي و الرأي الآخر في هذا الموضوع.

جبهة الابداع المصري

مصر مصرية