طه علوان: أصعب ما في المسلسلات الريفية اللهجة

- إنتهيت مؤخراً من تصوير عملين تلفزيونيين مختلفين تمامًا عن بعضهما على الرغم من كون الشخصيتين فيهما طيبتين، وفي بيئتين مختلفتين.

- مسلسل (النبي ايوب) وليس (نبي ايوب) وانما هي منطقة في محافظة بابل، التأليف والسيناريو والحوار واخراج اركان جهاد ، وقد تم تصوير ربع المسلسل في مدينة شقلاوة (شمالي العراق) وهناك عدد من الخطوط الدرامية التي تتوزع بين الشمال والجنوب ، وهو مزج جميل لموضوع جميل انساني، وهو موضوع العشائر ، وقضية (النهوة) المتعارف عليها في الريف العراقي وكيف تتحقق الاشياء ضمن العشائريات وأن تفرض الاشياء سطوتها على القوانين العشائرية بالحب والسلام والمودة ، لنترك العنف ولنحقق أشياءنا بالسلام الذي يطغي على كل شيء، وفيه اسقاط على الوضع السياسي فنحن بحاجة الى أن نحقق هذه الاهداف التي ابتعدنا عنها .

- شخصية (حامد باشا) رجل يمتلك من المصانع والثروة الكثير ، لديه ابنة بالتبني لكن هذه الابنة التي يسكن اهلها الحقيقيون في مدينة بابل يطالبون بها لكي يزوّجوها لرجل حسب الاعراف العشائرية التي تسمى (كصة بكصة) اي امرأة مقابل امرأة، وتتصاعد الاحداث الدرامية ليكون هناك حاجز كبير بين العائلتين، والشخصية خيرة جدًا وليست شريرة .

- هو ان من الصعوبة أن تفقد اشياء تعبت عليها وبنيتها واوصلتها الى مراحل علمية متقدمة ومن ثم تسلب منك، هي لا تعرف حقيقتها لكن في النهاية تكون الضحية ،الشخصية غير متسلطة ، الرجل انسان متواضع بسيط ، فأحببت الشخصية لأنه مربي فاضل واكبر دليل أنه تبنى هذه الفتاة ورباها الى أن وصلت المرحلة الاخيرة من كلية الطب ، اذن هو رجل خيّر ، استطاع أن يربي هذه الفتاة بالشكل الصحيح على الرغم من أنها ليست من ذريته ، واعتبرها ابنته .

-الاقرب اليّ الادوار الخيرة لانني في حياتي الاعتيادية لا امتلك أي نوع من الشر ، احب الناس وأن اعمل الخير دائمًا ، لكن سطوة المؤلف والمخرج تجعلني اؤدي الادوار الشريرة .

- ادوار الخير تخدمني ادائياً اكثر، فأنا أصحو يوميا على صوت القرآن الكريم وأصلي والحمد لله وأحب الخير للناس، وبالتأكيد أن المشاهد سيفسر الشخصية التي اجسدها وكيف أؤديها، لكن تبقى سلوكياتنا الانسانية على شاشة التلفزيون بشكل وفي الواقع بشكل آخر .

- مسلسل (فدعة) تأليف سعد هدابي واخراج هاشم ابو عراق، وأجسد فيه شخصية (علي آل صويّح) ابو فدعة ، وهي شخصية انسانية جميلة جداً وتمتلك من الحكمة الكثير حتى انني التصقت بها، تنتمي لمنطقة الفرات الاوسط، ولها تأثيرها وسطوتها على الكثير من (الدواوين العشائرية) ، وما زال الناس في الفرات الأوسط يذكرون هذه الشخصية ويتحدثون عنها باعجاب.

احببت الشخصية وبدأت انتمي لها في حكمتها وفي تصرفها وفي سلوكها وفي المحيط بها وفي ملابسها وفي طريقة تعاملها ، شخصية انسانية جميلة جداً ، اتمنى أن اكون قدمتها بالشكل الصحيح. .

- قرأت ما كتب عنها في الدواوين الشعرية ،عن فدعة، وهي التي قادتني الى سلوك (علي آل صويح) ، فكانت تمتدح والدها في الكثير من المواقف ومن خلال هذا المديح كونت صورة عن شخصية الرجل التي اؤديها.

- في البداية ..نعم ، في نبرة الصوت، هذه ابسط الاشياء، وحدة نظرة العين، وكيفية التعامل مع جهة اليمين أو جهة اليسار في الوجه من ناحية الكاميرا ، هناك حوارات ما كان يجب أن اؤديها لان الصورة تكفي .

الصعوبة الاكبر في اللهجة ، فلهجة الفرات الاوسط تختلف عن لهجة الجنوب، لكنّ هناك مختصين معنا ضمن كادر المسلسل اعطونا المفردات الصحيحة وإن شاء الله نكون قد اوصلناها صحيحة الى الناس .

- فرق كبير ، لصالح هذه ، فاللهجة اولاً، وثانيًا هذا فارس (خيال)، وتصور أنني في هذا العمر اركب على الخيل، ولكن يجب ان نؤدي كل شخصية بالشكل الصحيح، ثم المنطقة التي صورنا فيها ، ففي المسلسل الاول صورنا بالقرب من آثار بابل ، بينما في مسلسل (النبي ايوب) صورنا في اعلى قمة في الشمال، في منطقة كورك المغطى بالثلوج التي تغطس بها الارجل الى الركبة، وهذه الشخصية تأخذ منها الصحراء الكثير والشمس واللحية تأخذ منها الكثير .

- اتمنى الا يلتبس عليه الامر، وانا ضد أن يجزئ الممثل نفسه في اكثر من عمل ، ولابد أن تكون الشخصيات غير متشابهة أو مكررة، علماً أنني ضيف شرف في مسلسل (نبي ايوب) ولي فيه ست حلقات ، ولكن في (فدعة) لي 30 حلقة ، لأنه يمثل الجنوب ، ويمثل شخصية وسلوكاً انسانيًا كبيرًا بمفردات حكمة و (حسجة) غير طبيعية، لذلك انتميت له.