بيروت: عندما أطلت على مسرح The Voice للمرة الأولى خلقت بحضورها وصوتها وطريقة غنائها حالة من النوستالجيا لدى المستمع العراقي، لزمن جميل ونسق أغان يكاد ينقرض، خصوصاً في ظل ندرة الفنانات العراقيات، ومن وجد منهن على الساحة لا يمكن إعتبارهن إمتداداً لجيل الفنانات الرائدات اللواتي برعن في تقديم الأغنية البغدادية الجميلة كسليمة مراد، وعفيفية إسكندر، وغيرهن.

لكن ريتا موفسيسيان بإطلالتها على المسرح إستحضرتهن جميعاً، مع نكهة مضافة، ففيها إلتقى الشرق بالغرب ونتج عنه مزيج فني متفرد، تجسد بتلك العراقية المهاجرة التي حطت في برنامج للمواهب وظهرت على غير توقع لتقول أن هناك نموذج وشكل آخر للغناء العراقي بعيداً عن الرديء، أو التجاري السائد، أو الخليط الهجين الباهت الذي لا يمثل ذلك الإرث الفني الغني والمتفرد.
شاهد ريتا موفسيسيان خلال اول ظهور لها على مسرح The Voice
من هي ريتا موفسيسيان؟
ولدت ريتا في بغداد عام 1968، وهي من مواليد برج الأسد، بنت وحيدة لأبويها وكليهما موظفين متقاعدين.غادرت العراق عام 1989 الى النمسا بعد زواجها من رجل نمساوي، وتحمل الجنسية النمساوية، وتقيم بشكل دائم هناك.
ورغم أن دراستها بعيدة عن الفن فهي حاصلة على دبلوم في التجارة وإدارة المناسبات الثقافية، وعملت بالسكرتاريا والمراسلات إلا أن عشقها للغناء منذ الطفولة دفع بها لإحتراف الفن.
تستذكر ريتا في حديثها مع إيلاف أول أغنية حفظتها وغنتها وهي quot;بنت الشلبيةquot; للسيدة فيروز، وكان عمرها 12 عاماً، أما أول أغنية خاصة بها فهي من تأليفها وألحانها، باللغة الإنجليزية، أهدتها لآخر قرية ارمنية متواجدة في تركيا قريبة من جبل موسى (موسى داغ).
أول مرة وقفت فيها على المسرح وغنت أمام جمهور كانت في سالزبرغ من خلال اشتراكها في حفل تحت عنوان Toujours Mozart نضمته المؤسسة الالمانية لدعم الثقافة والحضارة quot;The International Foundation for the support of culture and civilization quot;.وبعد هذه الفرصة غنت في النمسا على مسارح متعددة في مدينتي سالزبرغ وفيينا وقدمت اغاني كلاسيكية لموزارت، وشوبرت، ومؤلفين ,أوروبيين آخرين.
وتضيف: quot;منذ 2003 بدأت أهتم وأميل أكثر لموسيقى الجاز والفلامنكو، وكذلك الفولكلور الأرمني والعربي، موظفة ثقافات ولغات متعددة مع خبرتي في الغناء الكلاسيكي، والجاز، والفلامنكو، والغناء الفولكلوريquot;، لتصنع لنفسها شخصية فنية متفردة ويندر مثيلها في الساحة الغنائية العربية.
ريتا تجيد العزف على الآلات الإيقاعية.وتعتبر أن شهرتها عراقيًا وعربياً تحققت من خلال غنائها في برنامج The Voice للفنانة القديرة سليمة مراد أغنية quot;نوبة مخمرة ونوبة مغشايةquot;.
تؤمن بأن الحظ وقف الى جانبها بنسبة 100%، وتدين بشهرتها ونجاحها لدراستها للموسيقى على يد اساتذة كفوئين في النمسا. والفن بالنسبة لها quot;غذاء للروح ورسالة تسعى الى تحقيقهاquot;، وتشير الى انها تأثرت بداليدا كثيراً عندما كانت صغيرة، وتختار أصالة من الفنانين العرب المعاصرين الذين تحبهم وتتذوق فنهم، وتحرص على متابعة أعمالهم.وتقول بانها لو لم تكن فنانة لأصبحت مدرسة موسيقى.
أما أهم درس تعلمته من الحياة فهو الاعتماد على النفس والامانة في تحمل المسؤولية.
الرصاصة التي لا تقتلني تقويني
تعتقد ريتا بأن التدخين يفقد المرأة أنوثتها، اما الرجل فيفقد رجولته عندما يمارس العنف ضد المرأة، أكثر ما يلفتها بالرجل صراحته. وتضيف: quot;أسامح حبيبي إن أخطأ ... ولكن لا يمكن أن اغفر له إذا كرر نفس الخطأquot;.
الاحتفال بعيد الام والربيع والطفل طقوس عائلية لا تزال تتبعها حتى اليوم. أما التاريخ الذي لا ينسى في حياتها فهو يوم ولادة ابنتها.
وتعترف ريتا لإيلاف بأنها تلجأ للكذب عندما تريد انقاذ شخص من موقف صعب. وعندما تخطيء تحاول الإعتذار، وتعيش وفق مبدأ عش حياتك ودع الاخرين يستمتعون بحياتهم. وترفض الإجابة على سؤال آخر مرة بكت فيها وترد بـ quot;لا تعليقquot;. أما حكمتها التي تتبعها بالحياة فهي: quot;الرصاصة التي لا تقتلني تقوينيquot;. وتعتبر الموتحقيقة لا مهرب منها.وترى ريتا أن نقطة ضعفها هي أنها قليلة الصبر، أما أبرز نقاط قوتها فهي الصلابة والمقاومة. وتعتبر أن أغلى فاتورة معنوية دفعتها في حياتها كانت بسبب الثقة العمياء ببعض الناس والتي أصابتها بخيبة الامل.
آخر البوم إشترته وتسمعه بالسيارة كان للفنان ماجد المهندس، أما آخر كتاب قرأته أو أكثر كتاب تأثرت به فهو شجرة الرمان للكاتب التركي يشار كمال.
وخلال الحديث طرحنا عليها بضع كلمات وطلبنا أن نعرف منها ما الذي تعنيه لها:
الشهرة: مسؤولية يجب المحافظة عليها.
الصداقة: علاقة مبنية على اساس المودة والتعاون والاحترام المتبادل.
الأمان: أمنية يتمناها كل انسان وللاسف ليس الكل متساوين في الحصول على هذه الامنية.
المال: وسيلة لقضاء متطلبات الحياة.
الحرب: عكس الحب تماماً وهي من صنع أصحاب المصالح الخاصة.
الحب: نعمة من رب العالمين.
الخيانة: غلطة من الصعب نسيانها.
الزواج: تكملة لمسيرة الحياة بين المرأة والرجل.
الامومة: أجمل هدية من السماء واجب تقديسها.
الشيخوخة: مرحلة معينة من العمر مليئة بالتجارب والخبرات والتي تغير ملامح الانسان فقط من الخارج.
The Voice
وخلال حوارنا كان لابد من التوقف عند مشاركتها ببرنامج The Voice فسألناها:
بجانب الشهرة ما هي ابرز استفادة حققتها من مشاركتك في the voice؟
اعطتني خبرة للمشاركة في برامج ومجالات فنية ضخمة ومهمة.
هل شعرت بان هناك تمييز (عمري) تجاهك انت وعامر توفيق؟
أبداً. ففي البداية أبدى كل مدرب إعجابه وسروره بصوتي وطريقة إدائي الذى ربط بين العربية والغربية.
هل كنت تشعرين بأنك تستحقين البقاء لمراحل أخرى بالبرنامج؟
نعم وبالتأكيد.
هنأت ستار سعد بالفوز ولكن حسب تقييمك الشخصي من كان الأحق بالفوز باللقب؟
برأيي كل من وقف على المسرح وقدم أفضل ما عنده هو الفائز ولكن في النهاية التصويت يلعب دورًا كبيرًا .
من كان الأقرب الى قلبك من زملائك؟
الانسة شيريل خيرالله من لبنان
ومن اعضاء اللجنة؟
الاستاذ الفاضل كاظم الساهر ليس لكونه فقط فنان من العراق ولكن لسبب شخصيته المنفتحة تجاه ثقافات مختلفة ومواقفه الانسانية.
أبديت استغرابك من اختيار كاظم للاغنية في حلقة المواجهة ... هل تشعرين انه تعمد ذلك ليكون قراره مبرراً باستبعادك؟
من الافضل توجيه هذا السؤال اليه.
كانت الأغنية مفصلة على خولة؟
لا تعليق لدي.
ماهي مشاريعك بعد The voice؟
المشاركة بتقديم الحفلات الموسيقة وبمختلف الالوان واللغات.
هل تنوين تجديد التراث العراقي بصوتك ربما بحفلة مصورة؟
نعم ولن أتردد عند الحصول على فرصة مناسبة.
هل وقعت عقداً مع سوني وماهي طبيعته ومالذي ستقدمه لك الشركة بعد البرنامج؟
بأنتظار المبادرة وعرض من شركة سوني.
كلمة اخيرة؟
أتقدم بشكري الجزيل لادارة ال أم بي سي ولبرنامج The voice لاتاحة هذه الفرصة وأتمنى استمرار التعاون والمشاركة بنشاطات فنية في المستقبل، وكذلك المزيد من النجاح والتقدم لهذه القناة الرائعة فمن خلالها حزت على محبة الشعب العربي الذي أشكره على دعمه وتشجيعه لي طوال فترة عرض البرنامج ولحد الآن، بالنسبة لي فهو حلم جميل تحقق.