صحفيّة وكاتبة لبنانيّة، وهي تخوص اليوم غمار تقديم البرامج التلفزيونيّة للمرّة الأولى من خلال برنامج "السيّدة" الذي يُعرض على شاشة "أل. بي. سي." الفضائيّة، ويستضيف نخبة من أهمّ السيّدات الرائدات في العالم العربيّ.


سعيد حريري من بيروت: في حوارها مع "إيلاف" تتحدّث الإعلاميّة اللبنانيّة أسماء وهبة عن تجربتها الأولى في التقديم التلفزيوني، وعن أكثر السيّدات اللواتي قابلتهنّ، وتركن أثراً في نفسها بعد إستضافتهنّ في برنامجها الرمضانيّ "السيّدة". وتكشف لنا عن طموحها بأن تصبح روائيّة مؤثرة في مجتمعها، وتتحدّث عن مشروع كتابها الجديد.

يعتبر برنامج "السيدة على قناة LBC الفضائية أولى تجاربك في التقديم التلفزيوني فما الفرق بين هذا الأمر وعالم الكتابة والصحافة الذي تنتمين إليه؟
لا يختلف الأمر كثيرا لأنني دخلت عالم تقديم البرامج التلفزيونية انطلاقا من كوني كاتبة صحفية، ومعدة تلفزيونية أيضا. لقد عملت لسنوات في إعداد البرامج التلفزيونية على شاشة قناتي روتانا خليجية ثم "أل. بي. سي" الفضائية، ممّا أتاح لي التعرّف عن كثب على طريقة صناعة الحلقة التلفزيونية ثم الإنغماس فيها، وإدارتها من خلال تولي مسؤولية رئاسة تحرير عدد من البرامج مثل "قضية رأي عام"، "فاعل خير"، و"شوبيز". ليس ذلك فقط، بل استعنت بأدوات الصحافة والكتابة القصصية في عالم التلفزيون لبناء حالة مختلفة تجعل من الشاشة مرآة للمشاهد. من هنا حرصت في برنامج "السيدة" على طرح نفسي كمحاورة تعتمد في أسئلتها على اللغة الصحفية الإستقصائية التي قد يتحدث بها المواطن العادي في الشارع أو المثقف والسياسي الجالس وراء مكتبه.

من هي الشخصية التي تركت أثرا عليك ولفتت نظرك من بين ضيوف "السيدة"؟
لا يمكن حصر هذا الأمر، لأنني اخترت ضيوف برنامج "السيدة" بناءاً على دراسة لإنجازات كل واحدة منهنّ، بالإضافة الى مواقفها وآرائها التي أثارت حراكا ما سواء على صعيد الصحافة أو الشارع أو النخبة. لقد حاولت جاهدة أن أجعل ضيوفي يتحدثن بطريقة لم يقدمن عليها من قبل. أرادت ادارة قناة "أل. بي. سي"& الفضائية، ومنتج البرنامج ربيع حيدر، والمخرجة لارا مساعد، وأنا أن نجعل ضيفات "السيدة" يتحدّثن في أمور تتماهى مع الشارع. يبدين آراءهنّ في ما يحدث من حولنا. كان الهدف أن نجعل من النساء جزءا من الحراك الإجتماعي السياسي الثقافي الإجتماعي الدائر في عالمنا العربي. من هنا لا يمكن تحديد شخصية معينة من ضيوف "السيدة" لإعلن أنها أكثر من لفتت نظري دون سواه، لأن جمعيهن تركن في نفسي أثراً لا يمحى، بدءاً بالسيدتين رندة بري ونايلة معوض، ومعالي المستشارة تهاني الجبالي، ومستشار رئيس الجمهورية المصرية لشؤون المرأة د. سكينة فؤاد، والمناضلة الفلسطينية ليلى خالد، والممثلة الأردنية عبير عيسى وغيرهن من باقي ضيوفنا في "السيدة".

من ينافسك اليوم على الشاشة الرمضانية؟
أنا بعيدة عن مسألة المنافسة لأن برنامج "السيدة" لا يشبه كل ما هو مطروح على القنوات التلفزيونة العربية. وأنا أؤكد هذا الأمر بكل فخر واعتزاز. ما يهمّني هو إعداد البرنامج& بطريقة ترتكز على مضمون تحريري قوي يتناسب مع حجم ضيوف البرنامج الكبير. أردنا صناعة توليفة تجمع بين التسلية والعمق والجمال في آن معا. لم يكن هدفنا أبدا سؤال الضيوف عن الزواج والطلاق والغيرة والمنافسة. تركنا لهن فسحة واسعة للتعبير عن ذواتهن الإنسانية بما فيهن الممثلات، لأن في تجربتهن الحياتية الشيء الكثير الجدير بالإهتمام. وعموما أنا أحترم وأقدر وأتابع كل ما يقدمه زملائي.

من مثلك الأعلى في تقديم البرامج التلفزيونية؟
لا أستطيع تحديد اسم بعينه. هناك الكثير من القامات الإعلامية الكبيرة في لبنان وعالمنا العربي التي تعلمت منها الكثير على صعيد كيفية طرح الأسئلة واختيار الضيوف والتواصل مع المتلقي.

بات استنساخ البرامج التلفزيونية من الخارج مثل "أكس فاكتور" و"آراب أيدول"، و"ستار أكاديمي" وغيرها موضة سائدة في الإعلام المرئي العربي، فهل أنت من اخترع فكرة برنامج "السيدة"؟
لا يمكن الحديث عن اختراع فكرة برنامج قائم على استضافة ضيف والحديث معه ضمن ما يعرف بلقاء& one to one. لكن أرادت قناة "أل. بي. سي" الفضائية تقديم برنامج نسائي ذو صبغة مختلفة على شاشتها من خلال استضافة نساء على مستوى عال جدا، ويملكن سيرة ذاتية استثنائية، بمعنى آخر أردنا نساءاً رائدات يتحدثن عن تجاربهن الحياتية وربطها بالواقع النسائي خصوصا، والمجتمعي عموما. من بعدها يرجع الفضل لمنتج البرنامج ربيع حيدر في بناء شكل البرنامج واختيار اسمه.

ما هي البرامج التي تطمحين الى تقديمها بعد "السيدة"؟ هل تحبذين الفنية أو السياسية أو الاجتماعية؟
أرى نفسي في البرامج السياسية والإجتماعية. في جعبتي الكثير من القضايا التي أريد الحديث عنها. أسعى للفضفضة مع المشاهد حول أمور نراها كلانا يوميا في الشارع وأثناء القيادة وفي المطاعم وعند السفر، قد تكون أكبر الأشياء أو أصغرها، لأن ما يعنيني أن أكون لسان حاله الذي يصل لأبعد مدى. أعتقد أن دور الإعلام اليوم أن يكون صورة المشاهد وأيقونته أيضا، من خلال علاقة تبادلية قائمة على التعليم والتعلم من الطرفين. نحن نعيش اليوم في عصر الإحباطات العربية. وهنا تكمن أهمية الإعلام في الأخذ بيد المشاهد الى فضاء يحمل الأمل بأن غدا سيكون أفضل. وهذا لا يعني أنني لا أحبذ البرامج الفنية، لكني أريد أن آخذ الفنان الى هذه المساحة التي تجمعه بالناس على صعيد الهم والأحلام.

يواجه معدّو البرامج التلفزيونية إشكالية طلب نجوم الصف الأول مبالغ مالية للموافقة على الظهور في البرامج التلفزيونية. ما هو رأيك في هذا الموضوع؟
أنا ضد هذا الأمر، لأن الفنان من حق الجمهور الذي أعطاه الشهرة والنجومية ومحبة لا يضاهيها شيء، وبالتالي من غير المنطقي أن يطلب المال للحديث مع الناس، لأن الفنان في البرامج التلفزيونية لا يخاطب المحاور بل الناس الذين ينتظرونه دائما.

بعد إصدار كتابك الأول "90 يوما في السعودية: يوميات صحفية لبنانية" ثم كتابك الثاني "في سمائهم أحلق": حوارات صحفية من لبنان الى العالم". هل تطمحين الى كتابة نص روائي؟
بكل تأكيد. ولا أخجل من الإعتراف بأنني أتعلم منذ فترة تقنيات كتابة الرواية التي تخلد اسم كاتبها، وتضعه في صفوف من صنعوا وجدان الناس بأبطال افتراضيين تحولوا بأقلامهم الى واقع. لكنّي حاليا أعكف على مشروع كتاب جديد عبارة عن مجموعة قصصية. أتمنى أن ترى النور خلال عام 2015، لأن اهتمامي ببرنامج "السيدة" أبعدني قليلا عن الكتابة.