أثار مسلسل "سلطان الحب" إستياء بعض المواطنين الإماراتيين الذين رأوا أنه يشوه صورة مجتمعهم ويسيء للفتاة الإماراتية.

دبي: أكد مواطنون إماراتيون تابعوا مسلسل "الحب سلطان" الذي يعرض خلال شهر رمضان الجاري على قناة "أبوظبي الإمارات" أن المسلسل يشوه العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم، كما يشوه المجتمع الإماراتي عبر إظهار الفتيات الإماراتيات من دون اللباس الوطني، وفي جرأة كبيرة دخيلة على مجتمعهم، عبر ملابس وتصرفات غير لائقة، وذلك في صورة مغايرة تماماً لحياء الفتاة الإماراتية والتزامها بالعادات والتقاليد التي تربى عليها أبناء وفتيات الإمارات.
&
وأضافوا لـ"إيلاف" أن المسلسل يحتوي على اسقاطات غريبة، وأن هناك تخبطاً واضحاً بين سيناريو وقصة المسلسل ومواقع تصويره بين الكويت وأبوظبي.
&
هل هو مسلسل كويتي أم إماراتي؟!
&
وقال المواطن أحمد الكعبي: " من المفترض أن المسلسل يتحدث عن قصة حب بين فتاة إماراتية وشاب عربي ويروي قصص حياة أسر إماراتية، وأن احداث القصة تدور في الامارات، ولكن الغريب أن هناك مشاهد احتوت على صور خاصة بحكام الكويت في خلفية مشاهد المسلسل رغم أن المسلسل يقال عنه إنه تم تصويره في ابوظبي وأنه يحكي عن المجتمع الاماراتي وليس الكويتي، مشيرًا الى أن هناك تخبطاً غريباً في مشاهد المسلسل وأنه يبدو أن مؤلف القصة ومنتج ومخرج المسلسل لا يعلمون شيئًا عن المجتمع الاماراتي. فمشاهد المسلسل الخارجية كانت عبارة عن أبراج للإمارات والمشاهد الداخلية كانت لفلل كويتية وصور لحكام الكويت، فهناك تناقض واضح في المسلسل.. هل هو كويتي أم إماراتي"؟!.
&
&صورة سلبية عن الفتاة الإماراتية
&
وأوضحت المواطنة مريم عبدالرحمن أن "المسلسل يقدم صورة سلبية وسيئة جدًا عن الفتاة الإماراتية وتقاليد وعادات المجتمع الاماراتي، حيث يظهر الفتاة الإماراتية العانس الباحثة عن الزواج بشكل مخزٍ للغاية، وفي صورة فتاة متبرجة ترتدي (باروكات) ملونة غريبة الاطوار، وتغالي بشدة في زينة الوجه والألوان المختلفة، وتريد التحدث مع أي شخص بجرأة متزايدة جدًا وتطرح على الشباب أسئلة جريئة غريبة وترتدي ملابس ضيقة وغير لائقة بالفتيات الاماراتيات اللواتي لا يرتدين مثل تلك الملابس التي ظهرت في المسلسل خارج المنزل".
&
وتساءلت عبدالرحمن:" كيف يحكي المسلسل عن قصة حب بين فتاة إماراتية وشاب عربي وتقع احداث المسلسل داخل الامارات ويصور الفتاة الإماراتية من دون ارتداء الزي الإماراتي التقليدي (العباءة والشيلة) في العمل، موضحة أن الفتيات والنساء الإماراتيات يلتزمن باللباس التقليدي عندما يذهبن الى العمل ومراكز التسوق، وذلك على عكس ما قدمته الشخصية التي مثلت دور فتاة إماراتية في مسلسل "الحب سلطان"".
&
أسرة مفككة
&
وأشارت المواطنة خلود عمر إلى أنه يظهر من احداث المسلسل أن الخط الدرامي لها مكتوب في الكويت، ولكن احداث المسلسل موجودة في الامارات، وهذا ما يظهر غرابة المسلسل التي تروي قصص عائلة إماراتية مفككة، فكل واحد في هذه الاسرة لديه مشكلة. وتساءلت "كيف أن المسلسل يدور عن أبوظبي ولا يرتدي فيه الممثلون الزي الاماراتي سواء للرجال أو للنساء؟!. هذا مسلسل يبتعد كثيراً عن ترسيخ المبادئ والقيم الخليجية والإماراتية.. ويبرز صورة شاذة عن مجتمعنا المحافظ".
&
وبينت خلود أن "شخصية الفتاة الإماراتية التي لعبتها الفنانة اريام هي موظفة في بنك تريد أن تتزوج وتبحث عن عريس، وهي في اغلب مشاهد المسلسل ترتدي ملابس عصرية من سراويل ضيقة وغيرها من الملابس غير اللائقة التي لا ترتديها الفتيات الاماراتيات أصلاً خارج المنزل.. كما أنها تغيّر بشكل دائم من شكلها وشعرها ولم ترتدِ العباءة أو الشيلة الإماراتية في أي من مشاهد المسلسل، ويبدو وكأن الشخصية تحرف حقيقة الفتاة الإماراتية وتشوه صورتها وسمعتها.. فهل العنوسة تجعل الفتاة الخليجية التي يفوتها سن الزواج تخرج بهذه الصورة غير الجيدة التي ظهرت بها اريام في المسلسل؟!.. والغريب أن المسلسل تجاهل أن للمجتمع الاماراتي خصوصية مختلفة عن بعض الدول في الخليج.. والمؤلفة والمنتج والمخرج لم يكونوا على وعي أبدًا بالمجتمع والعادات والتقاليد الإماراتية الاصيلة".
&
أين الممثلون الإماراتيون؟
&
وذكرت ميساء مطر أنه "طالما أن المسلسل يتحدث عن الإمارات وتدور أحداثه في الامارات فيجب أن يكون به ممثلون اماراتيون، ولكن لا يوجد في المسلسل سوى ممثلين فقط من الامارات، هما اريام التي لعبت دور الفتاة الاماراتية، والمذيع عبدالله الغامدي الذي لعب دور الابن في الاسرة الإماراتية، والغريب أن الاثنين لم يلتزما مطلقًا بالزي الاماراتي الرسمي في مشاهدهما، وكان من المفترض أن يلتزم على الأقل هذان الممثلان بالزي الاماراتي، وأن يكون هناك نوع من المواطنة.. أما باقي الممثلين كانوا من الكويت والسعودية ومصر ولبنان ومنهم زهرة الخرجي كويتية لعبت دور الام، وسماح غندور لبنانية لعبت دور الابنة، وإبراهيم الحساوي سعودي لعب دور الاب، وعلي السبع سعودي "رجل اعمال "، والممثلة نرمين محسن سعودية تدخل في صراع عاطفي بينها وبين شخصية سند التي يمثلها الممثل محمود بوشهري "كويتي" والزي الذي يرتديه الشهري في بداية ظهوره في العمل ليس زياً اماراتياً، انما زي كويتي، وهناك الممثلة اميرة محمد وفاطمة عبدالرحيم من البحرين، وسماح غندور من سوريا كانت تحب استاذها الجامعي، وهناك الممثل خالد سليم مصري يلعب دور شاب مصري يدعى أحمد، وهي الشخصية الوحيدة التي تمثل دوراً بجنسيتها الحقيقية".
&
وأضافت مطر أن "بقية الممثلين الخليجيين والعرب في المسلسل يمثلون دور شخصيات إماراتية.. والغريب أن كل الممثلين والممثلات لم يكونوا يتحدثون اللهجة الإماراتية بل غلبت عليهم لهجات دولهم المختلفة سواء كانت خليجية أو لبنانية أو غيرها.. كما أن الممثلات كن يمثلن المرأة الإماراتية بزي مودرن عبارة عن سراويل ضيقة وغيره من الملابس البعيدة تمامًا عن زي المرأة الإماراتية.. هو مسلسل كوكتيل من الالفاظ والملابس المختلفة، واللقطات التي تظهر مفاتن الأنثى".
&
بعيد عن العادات والتقاليد والواقع
&
وانتقد يوسف صالح المسلسل أيضًا قائلاً بأنه يتم فيه تجسيد شخصية العائلة الإماراتية بأنها مفككة، حيث أن الام تدب بينها وبين زوجها خلافات عميقة يتبعها بأن تستقل الام بحياتها خارج نطاق الاسرة بدون رجل، أي تجلس في منزل بمفردها دون أبنائها، كما أن الابن الذي يجسد شخصيته عبدالله الغامدي يعيش أيضا خارج منزل الاسرة بعيداً عن والدته واخوته.
&
مبينًا بأن "بطل المسلسل عبدالمحسن النمر سعودي يلعب دور شاب اماراتي يدعى شاهين ويعتقد نفسه بأنه مصلح القلوب والعواطف ويرتبط بعدة فتيات، وفي النهاية يتركهن جميعًا.. كما يتعاطف شاهين مع فتاة من المفترض أنها سورية وهو تسبب في عجزها في حادث، وكان يزورها في منزلها الذي تقيم فيه برفقة امرأة أخرى في مشاهد لا تعبر أيضاً عن المجتمع الاماراتي المحافظ الذي يحظر على الرجل الاماراتي التردد على منزل نساء يقمن بمفردهن.. وهناك نيفين ماضي التي تلعب دور فتاة إماراتية تعيش مع ابيها واخيها وزوجة ابيها في منزل واحد وتبحث عن حب وتتعلق بعبد المحسن النمر الذي يلعب دور شاهين.. وفي احداث المسلسل تذهب تلك الفتاة الى منزل شاهين للقائه بحجة أنها صديقة اخته وهناك تواصل بينهما على الواتس آب وفي النهاية يتركها شاهين.. وهذا أيضا يتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع الاماراتي، وقيم الفتاة الإماراتية.. فهل يعقل ان تذهب فتاة الى منزل صديقتها لترى من تحب؟!. هذه المشاهد دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا".
&
وأوضح صالح أن هذا المسلسل عمل حالة من صراع مجتمعي للأسر الإماراتية على أساس أنها اسر متفككة ومتخبطة وغير محافظة على التقاليد والعادات الخليجية الاصيلة، ولا يقدم صورة صحيحة عن الامارات وملابسها، مبينًا أن السبب في ذلك يرجع إلى أن مؤلفة العمل سورية تنقصها الرؤية الفاحصة للإمارات وتعيش في الكويت وليس في الامارات.. والمخرج أيضا كويتي.. فهل لا يوجد في الامارات مخرجون ومنتجون. لأداء ذلك العمل بصبغة إماراتية تحافظ على عاداتنا وتقاليدنا؟!".
&
مواقع التصوير وفريق العمل
&
"سلطان الحب" تم تصويره في عدد من الأماكن في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو من انتاج غلوبال غلف ميديا للمنتج عبدالرزاق الموسوي لمصلحة تلفزيون أبوظبي. المسلسل من تأليف سلام محمد وإخراج الكويتي محمد البكر، وبطولة نخبة من نجوم الدراما الخليجية والعربية بينهم عبدالمحسن النمر، محمود بوشهري، شفيقة يوسف، المطربة الإماراتية أريام التي تخوض تجربتها الدرامية الثانية بعد مسلسل "دو ري مي" إلى جانب مشاركة المطرب المصري خالد سليم، إضافة الى مشاركة المذيع الإماراتي عبدالله الغامدي الذي يخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى إلى جانب نيفين ماضي، زهرة الخرجي، إبراهيم الحساوي، فاطمة عبدالرحيم، أميرة محمد، غدير صفر، سماح غندور، العنود الحربي، علي السبع، عبدالله الطليحي، تاج حيدر، نسرين سروري، فيصل المسفر، دانة طارق.
&
وكان عبدالرزاق الموسوي منتج المسلسل قد قال إن مراحل تصوير المسلسل تمت جميعها في أبوظبي، واشار إلى أنه قام بإحضار فريق تصوير إيراني محترف لتصوير أحداث المسلسل سبق له تصوير عدد من الأعمال من بينها تصوير مسلسل "النبي يوسف".
&
وتجدر الإشارة الى أن الإعلامية الكويتية حليمة بولند كانت المرشحة لخوض تجربتها الدرامية الاولى كبطولة مطلقة في مسلسل "الحب سلطان"، وكان المخرج الشاب محمد النيباري هو أيضاً المرشح لتولي مهمة اخراج المسلسل، ولكن لم تكتب للاثنين المشاركة في المسلسل.
&