الحفل الثاني من حفلات مهرجان هلا فبراير 2015 كان مميّزاً بحضور أصالة الطرب العربيّ أصالة نصري، وبلبل الخليج نبيل شعيل، والفنّانة الإماراتيّة الشابّة شمّا حمدان الذين ألهبوا مسرح صالة التزلّج في العاصمة الكويتيّة.


سعيد حريري من الكويت: للأسبوع الثاني على التوالي تستمرّ الأفراح، وتتعالى نغمات الموسيقى من مسرح مهرجان "هلا فبراير" في دورته السادسة عشرة التي تنظّمها ككلّ عام شركة "كوندور" الكويتيّة، التي تحمل شعار "قائد العمل الإنسانيّ" وهو اللقب الذي حازه سموّ أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصُباح من الأمم المتحدّة تقديراً لجهوده الإنسانيّة.

إنطلاق الحفل الثاني من الحفلات الغنائيّة الخاصّة بالمهرجان لهذا العام كان مع الفنّانة الإماراتيّة الشابّة شمّا حمدان التي فازت بالمركز الثاني في برنامج "أرابز غوت تالنت" التي تبثّه قنوات "أم. بي. سي.". بدأ الحفل في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت الكويت، وكانت الصالة شبه ممتلئة، وهو أمر بحدّ ذاته مفاجأة، فعادةً عندما يفتتح الحفل فنّاناً شاباً لا تمتلئ الصالة بالجمهور إلاّ مع اقتراب موعد صعود النجم الثاني على المسرح، إلاً أن الحضور الكويتي لم يخذل شمّا حمدان، فبعد مرور أقلّ من نصف ساعة على إنطلاق الحفل، كانت الصالة ممتلئة عن بكرة أبيها. ليس هذا فحسب، بل إن الجمهور كان يتفاعل مع أغاني شمّا بطريقة فاجأت جميع الحضور الإعلاميّ الحاضر في الصالة، والمُتابع لفعاليات المهرجان.
بدون مبالغة، كان الجمهور حافظاً لأغاني شمّا حمدان عن ظهر قلب: أجر وعافية، حبيب الصيف، وش كنت أبغى أقول، تعلّق بي، ليش تسأل... أغنيات شمّا حمدان التي أمتعت بها حقّاً الجمهور الكويتيّ، وكرّستها نجمة خليجيّة بإمتياز، حيث إنّها تمكّنت من أدواتها جيّداً، وإمتلكت الجمهور، وتفاعلت معه، وجعلته يغنّي معها في أكثر من أغنية، كما لم تبخل عليه بأداء أغانٍ لغيرها من المطربين كالأغنية العراقية "بين العصر والمغرب"، وأغنية عبد المجيد عبد الله "يا بعدهم كلّهم".
باختصار شديد، كسبت شركة "كوندور" المنظّمة لمهرجان "هلا فبراير" الرهان على شمّا حمدان باختيارها للمشاركة في هذا الحفل، وكسبت شمّا حمدان نجاحاً وتكريساً لنجوميّتها بشهادة الجمهور الكويتيّ الذوّاق، وكانت بحقّ مفاجأة المهرجان.

بعد ذلك، إعتلى بلبل الخليج نبيل شعيل مسرح هلا فبراير وسط ترحيب كبير من الجمهور الكويتيّ، وكانت مفاجأته الأولى باستدعاء شمّا حمدان على المسرح، وأدّى معها أغنية "أبنساكم"، أمّا المفاجأة الثانية فكانت من قبل الجمهور الكويتيّ الذي ردّد مع بو شعيل أغاني ألبومه الجديد "منطقي"، والذي مضى على صدوره حوالى الأسبوعين فقط، حيث قدّم منه "منطقي" التي غنّاها معه الجمهور عن ظهر قلب، وكذلك أغنيات "مسكينة"، و"صوروني"، و"كملت دوني"، ومن أرشيفه القديم قدّم بو شعيل عدداً من الأغنيات منها دلوعة، وشو مسوي مع غيري، وللحين أحبها، ويا عسل.

كانت وصلة بو شعيل ناجحة جداً، ميّزها حضوره الآسر والمحبّب على المسرح، والذي لا يخلو من الفكاهة، حيث إلتقط سيلفي بطريقة مبتكرة جداً على المسرح مع الجمهور الذي هتف كثيراً باسمه، وفي ختام وصلته كانت لوحة وطنيّة رائعة ميّزها حضور الأطفال بالزيّ الوطني الذي جاء على شكل أعلام الكويت، ورفرف الجمهور بأعلام الكويت عالياً على أنغام أغنية "يا دار لا هنتي، ولا هان راعيك".

والختام كان مسكاً مع أصالة الطرب أصالة نصري، التي قدّمها الإعلاميّ اللبنانيّ نيشان دير هاروت يونيان، ملقياً بدوره كلمة مؤثرّة جداً، قال فيها:
"مسا الخير يا الكويت ، الكويت العمرانة بالعزّ والفرح الدايم.
بكلمتين رح اوصفها هي التي بتجمع فيها العواصم العربية بخالص صفاتها:
بتشبه بيروت ست الدنيا بعنادها
القاهرة بسحر ليلها ونيلها
الرياض بورورد رياضها وفيض كرمها
الدوحة بعزّها ونعمها وشموخها
المنامة بفرادتها وطيبة اهلها
وأبو ظبي بازدهار إماراتها
الشام بصلبها وصلابتها
بتشبه عمان ومسقط وتونس والجزائر والرباط
ولتوصل للكويت وتحط رحالها
وتستعير من أبراجها عزّ عواليها
ومن مينا احمديهاعزم بحّاريها
ومن نسايم سالميّتها هواها وهويتها
والاهم انها بتستعير من فنانيها أصالة الرواد وتقدير الحاضرين.
فالكل يهتف معها، ويدعي لرائد اليوم عمبيتعالج في ألمانيا وبقدرة قادر كريم يرجعلنا سالم غانم الكبير عبد الكريم عبد القادر.& أصايل صوت يغرّد هلا ويقول هلا فبراير بيناير وهلا يا الكويت...
ام شام استأذنت من حزنها وتعالت على جرحها
الليلة إحساسها غريب، ووجعها عَ قدّ حروف غنّتهَا،
فقدت خَيّ ومدّت أييدها تتلاقي بكويتكم الاف الإخوة.
اول طلّة الليلة بعد المُصاب موعودة بفرح
يمسح دمع يدمل جرح ويجبر خاطر
فالليلة يسمحولها الكلّ
هي اللي قد ما غابت ما بتغيب لا عن بال ولا عن خاطر.
هلا فبراير... هلا بالغالية أصالة

واعتلت أصالة المسرح بعد غياب طويل دام عن الكويت، وعن هلا فبراير، ولقيت ترحيباً كبيراً من الجمهور على أنغام أغنيتها الخليجيّة "فهموه"، وقدّمت أصالة عدداً من الأغاني من أرشيفها الخليجيّ منها "لا تخاف من الزمان"، و"يا كويت"، و"حضرة الموقف"، و"رحل" التي تعثّرت في عزفها الفرقة الموسيقيّة، فحاولت أصالة إستدراك الموقف معتمدةً على صوتها بالغناء، ثم إعتذرت من الجمهور قائلةً بأنّ الفرقة لم تتدرّب على تلك الأغنية جيّداً، وهي تعزفها للمرّة الأولى بعد أن قرّرت إدراجها ضمن برنامج الحفل في اللحظات الأخيرة.
إلاّ أن تعثّر العزف إستمرّ في العديد من الأغاني اللاحقة، فما كان من أصالة إلاّ أن عاندت كلّ تلك الظروف على المسرح، وبدأت الإعتماد على صوتها فقط، واستعراض مساحاتها الصوتيّة دون الوقوع في مغبّة إرتباك الفرقة الموسيقيّة، وهذا موقف كبير يُحسب لأصالة التي تمالكت نفسها على المسرح مثبتةً أنّها مطربة محترفة لا تستلم للظروف القاهرة مهما صعبت.
وعلّقت أصالة بعد الحفلة على ما حصل من قبل الفرقة الموسيقيّة على حسابها الخاصّ على موقع تويتر بعدّة تغريدات، قالت فيها:
"بالنسبه لحفلي البارحة، لاأعرف ما حصل مع المايسترو وكل ما أعرفه أنه قال إن" نوتي" أي (كتابة الأغاني موسيقياً لبعض الأغاني ضاعوا، ولكني حاولت أن أعوّض بعض هذه الأخطاء بصوتي، وعلى العموم كانت الحفلة إمتحاناً لي أمام نفسي وأحمد الله على شعوري بعدها وأشكر محبتكم"
وبعد ورود العديد من التغريدات التي فسّرت ما حصل مع أصالة بالمؤامرة، ردّت أصالة معلّقةً:
"يالله خلص بدنا نحكي قديش كان مبارح فيه محبه وألفه بيني وبينكم، وياريت نفكر بشي تاني غير نظرية المؤامرة لأنه لاوجود للمؤامرة، بروڤاتنا كانت منيحة بس بالحفله صار شي إله علاقه بما بعرف شو بس شي مو مقصودة فيه أنا شخصياً وهذا أكيد والأكيد أيضاً أني غنيت كما أطمح ولّا؟"
فهل عنت أصالة ما قالته حقاً بأنّها متأكّدة بأنّه لا وجود للمؤامرة، أم أنها كانت تغمز من قناة أحدهم ملمّحة بوجود من تقصّد فعلاً خلق هذا الإرتباك والتوتّر على المسرح، وأخفى النوتات الموسيقيّة في اللحظات الأخيرة؟ خصوصاً وأنّ أصالة أجرت البروفات ثلاث مرّات قبل موعد الحفل مع الفرقة الموسيقيّة، فأين الحقيقة يا تُرى؟
وشدت أصالة، وأمتعت الجمهور الذي هتف باسمها طويلاً بين كلّ أغنية وأخرى: "صدقني نسيتك"، و"روّح وروح"، و"كافي"، وغيرها من الأغاني، كما قدّمت أغنيتها الجديد "خانات الذكريات" من ألبومها المنوي صدوره قريباً "60 دقيقة حياة"، وشكرت صديقها الشاعر مشعل، وأيضاً صديقها مصمّم الأزياء نيكولا جبران على الفستان الأسود البالغ الأناقة الذي اختاره لها من مجموعة أزيائه الجديدة لخريف وشتاء 2014 – 2015.
وقُبيل نهاية الحفل توجّهت أصالة بالشكر لإدارة مهرجان "هلا فبراير" التي تبرّعت بريع حفلات "هلا فبراير" لأطفال سوريا عبر الهلال الأحمر، وتقديراً لسوريا والشام قدّمت اصالة على المسرح "فوق النخل فوق"، و"قدّك الميّاس"، ولقيت تلك الأغاني ترحيباً كبيراً من الجمهور الذي هتف: "بص شوف أصالة بتعمل إيه".
السهرة الثانية من الحفلات الغنائيّة الخاصّة بمهرجان "هلا فبراير" كانت سهرة ناجحة بإمتياز ميّزها الحضور الكبير الذي ملأ كلّ مقاعد صالة التزلّج.

&