تصف&الفنانة التركية العالمية هاديسي نفسها بالإنسانة العادلة، وهي رغم شهرتها تتعامل بتواضع وبساطة وتقول بأنها&تُريد أن تكون أماً صالحة وتنوي اعتزال الفن في عقدها الستين.


القاهرة: تتحدث الفنانة التركية "هاديسي" ببساطة وعفوية وتتعامل بتواضع وبساطة رغم شهرتها العالمية. ذلك لأنها عانت في نشأتها بعد انفصال والديها وشهدت معاناة والدتها خلال تربيتها. تنوي الزواج وتتمنى الأمومة وتعتبر أن الفنان يجب أن يعتزل في عقده الستين، وفي هذا الحوار المزيد عن هاديسي:

*هل ساهم تحقيقك للنجاح في وقتٍ قصير وفي سنٍ صغير في نضجك أيضا؟
- نعم، أشعر أنني أصبحت أكثر نضجاً، وحقاً كلما تقدم الإنسان بالعمر سيرغب بطريقةٍ ما أن يرتاح ويشعر بالسكينة من داخله. وإن أراد أن يجعل عالمه الخاص سعيداً ومليئاً بالطمأنينة يجب أن يحاول جاهداً في تحقيق هذا بنفسه.
*لو عشتِ في مكانٍ أخر غير تركيا ، هل كنتِ سترسمين لنفسك طريقاً مختلفاً؟
- ربما لو تسألوني "لو لم ينفصل والداك وأنتِ في عمر الحادية عشر أين كنتِ ستكونين"، فهذا هو السؤال بالضبط . وفي الحقيقة أنا كنت أعيش مع والدتي. ربما لو كان والدي يعيش معنا باستمرار، لم يكن سيرغب بممارستي للموسيقى. وكان من الممكن أن تطرأ في حياتي تطورات مختلفة. ولكن أنا مؤمنة أن لكل شخص قدره المكتوب.
*إذاً كيف أثّر عليكِ انفصال والديك؟
- أنا كبرت مع أم قوية جداً. حتى يمكنني القول أن أمي ربتنا بمفردها. ولم يكن لدينا علاقة قريبة مع أبي . وأنا كنت شاهدة على معاناة أمي مادياً ومعنوياً خلال فترة تربيتنا، ولكنها حتى في هذه الأوقات الصعبة كانت دائما تقول لنا: "لا تسمحوا أبدا لأي شخص في هذه الحياة أن يحط من قدركم أو يستحقركم. تعلموا واكسبوا المال بنفسكم" . دعمتنا كثيراً في موضوع التعليم . لهذا أريد الآن أن أجعل أمي تعيش مثل الأميرات. وهي بالنسبة لنا ملكة حقيقية.
*ألم تُغضِبي أمك أبدا من قبل؟
- عندما كنت في عمر السادس أو السابع عشر، كنا نتشاجر كثيراً. فأنا لم أكن أستمع لكلامها، وكنت أرد في وجهها، ولا أسكت. يعني نعم بالطبع كانت لدينا بعض النزاعات. لكني في بعض المرات بت أسأل نفسي هل سأعيش يوماً نفس المراحل مع طفلي؟ وكانت هذه المقاربة تُخيفني.
*برأيك، أي نوع من الأمهات ستكونين؟
-&سأكون أماً متفهمة ومنفتحة جداً. ولكني أريد الإعتناء بطفلي أيضاً. أرى من حولي الأمهات والآباء يعملون بشكل مبالغ فيه، ويتركون أولادهم للمربيات. أريد أن أقضي وقتاً مع طفلي، وأن أكون بجانبه في لحظاته المهمة من حياته.
*هل تعيشين أزمة ثقة في علاقاتك باعتبار أنك طفلة لأم وأب منفصلين؟
-&يوجد في حياتي الكثير من الناس الذين عرفتهم وأراهم مثل أصدقائي ولكن لدي القليل جداً من الأصدقاء المقربين، لا أستطيع أن أثق في الناس بسرعة.& حتى بعدما أصبحت مشهورة أيضاً لم أكوّن العديد من الصداقات. أنا حريصة في علاقاتي، فماضي الإنسان، يؤثر بمستقبله وخطواته بالطبع.
*هل دللتك الشهرة؟
- أنا أتكلم بصدق ، لم يسبق أن تكبّرت أبداً. في رأيي أنا لم أتدلل. في داخلي كنت أشعر ببعض الدلال الصغير ولكن هذا ليس نوعاً من الدلال القبيح . أنا أعطي اهتماماً لمن يحضر الشاي في موقع التصوير تماما بنفس قدر اهتمامي بالمخرج. ولا أترك موقع التصوير قبل أن أسلم على كل طاقم العمل بيدي.
*ما هي أكثر الصفات التي تحبينها بنفسك؟
-&أنني أنظر إلى الكل بنفس النظرة. لدي تكوين شخصية عادلة. حتى مساعدتي في البيت تعني الكثير بالنسبة لي.
*أين تتخيلين نفسك بعد عشرين عاماً من الآن؟
-&بعد عشرين عاماً سأكون في عمر التاسعة والأربعين . إن شاء الله حتى ذلك الوقت سأنجح بتكوين زواج ناجح. وأريد أن يصبح لدي بعض الأطفال. وأن أكون ما زلت أعمل في مجال الفن. لأنني أرى أن سن الستين هو الأنسب لاعتزال الفن. وأن أعتقد إذا أعطاني الله عمراً سأعتزل في سن الستين.
*تم تداول صورك في وسائل الإعلام مع رجل الأعمال "هاكان باش"، هل هذا بداية لقصة حب جديدة؟
-&"هاكان" هو صديق مقرب لي وشخص أحبه كثيراً. ولكن لا أعرف ماذا ستجلب لنا الأيام القادمة. ولكن أنا قول اذا رأيتمونا معا لا تستغربوا. خيراً إن شاء الله، وهذا الموضوع "قسمة ونصيب".
*ما هي المعايير المهمة بالنسبة لكِ في العلاقات؟
- أن يكون حبيبي وسيماً، لكن، ليست تلك المشكلة الكبيرة بالنسبة لي. فأهم شيء بالنسبة لي هو أن يفهمني، وأن يظهر الإحترام لعملي. يجب أن يتقبل الشهرة بشكلٍ ما. يجب أن يكون هادئاً وواثقاً بنفسه ليستحقني. لأنه إذا كان سيتقلب بمزاجه، وسيدخل في حرب "الأنا " لن تسير علاقتنا بشكل جيد.
*كيف هي علاقتك بالمطبخ؟
- أدخله فقط عندما أحتاج شيئاً منه. "ايبرو غونداش " تهزمني دائما في برنامج مسابقة الطبخ الذي أقدمه معها. هي مدهشة حقاً في هذا الموضوع، وتصدمني بطريقة شرحها لوصفة الطعام الذي تصنعه. إن شاء الله سأستطيع أنا أيضا أن أفعل مثلها في يوم ما . أنا و"أيبرو" بيننا تفاهم خاص جميل جداً. غالباً&ما تتواجد المنافسة في أي برنامج أو عمل تتواجد فيه امرأتين ، ولكن هذا ليس بيننا أنا و"إيبرو".
* تم توزيع ألبومك الأخير "توصية " في الأسواق في منتصف فصل الصيف. فهل تظنين أنه حقق النجاح المنتظر؟
-&عندما أنظر إلى غلاف الألبوم أشعر بالغرابة وأقول "كم أنا مختلفة هنا". في الألبوم الماضي كانت توجد "هاديسي" التي لا تستطيع أن تعرف ماذا تريد. ولكن في هذا الألبوم، وبمجرد النظر على غلافه، سنرى إمرأة شابة واثقة من نفسها. فالغلاف حقاً معبر جداً .ولقد تحملت لأول مرة في هذا الألبوم مسؤولية الانتاج مع أختي، وهذه أيضا كانت تجربة مختلفة تماماً. هذا الألبوم أثر بي جداً، وقدمت فيه أغاني أعجبتني كثيراً.
*عندما اخترتي اغنيات ألبومك، هل كنتِ مقتنعة بها تماماً؟
-&أنا أستمع إلي الأغاني بنفسي . ولا اُسمعها&لأشخاص كثيرين. إنما مثلا أختي "ديريا" تسمع الأغاني بعد قراءتها،&لكني قليلاً ما&أسألها "ما رايك في الأغاني". فأنا أثق بنفسي جداً في هذا الموضوع .
*لقد أحب الناس أغنيتك&"أين أنت يا حبيبي" جدا وخاصة الأطفال، لماذا برأيك؟
-&أنا أعتقد أنها أعجبت الكثيرين لأن موسيقاها كلها هتاف. وأيضا &لأن كلماتها ممتعة جداً. أما بالنسبة لأسلوب كلماتها فهي ذكرتني بكلمات أغنيتي " الشاب المجنون".&
&