ضيفة "إيلاف" اليوم هي مذيعة الأخبار الإعلاميّة الجميلة التي كسرت قاعدة المثل القائل "كوني جميلة واصمتي، فتكلّمت وجعلت كلّ الأنظار شاخصة إلى جمالها، وكلّ الآذان صاغية إلى محتوى أخبارها، هي مذيعة غيّرت المفهوم التقليدي لمذيعة الأخبار، فعشق الجمهور إطلالتها. هي نجمة نشرات أخبار قناة "الأم. تي. في." اللبنانيّة، الإعلاميّة اللبنانيّة جيسيكا عازار، نستضيفها اليوم في حوار مصوّر يُنشر اليوم وغداً على جزأين.



&سعيد حريري من بيروت:
تحلّ مذيعة أخبار قناة "الأم. تي. في" اللبنانيّة، و"القاهرة والناس" المصريّة ضيفةً على "إيلاف" في حوار مصوّر ننشر الجزء الأوّل منه اليوم، وفيه تتحدّث جيسيكا عن جمالها وتأثيره على مهنتها، وتستذكر طفولتها وعلاقتها بعائلتها، كما تُخبرنا عن سبب قرارها بالإنتقال من التخصّص الجامعي في الراديو والتلفزيون إلى تخصّص الصحافة المكتوبة، وتتذكّر إطلالتها الأولى كمذيعة أخبار للنشرة الصباحية، وتروي لنا إنطباعاتها عن إطلالتها المصريّة وتشجيع باسم يوسف لها، لتؤكّد بعد ذلك بأنّ الحرب هدأت بينها وبين زميلتها ديانا فاخوري، إضافة إلى الكثير من الأمور الأخرى في هذا الحوار المصوّر.
&
الجمال والشكل

عن حبّها للإطراءات الموجّهة لجمالها، قالت جيسيكا: " كل إنسان يسعد إذا ما أبدى الآخرون إعجابهم بشكله أو بأدائه، عادةً ما يحبّ الإنسان الإطراء".

وعمّا إذا كان المظهر الحسن يفتح الأبواب أمام الإنسان، قالت: "دون شكّ، أنا أردّد دائماً العبارة القائلة بأن الله يحبّ الجمال، ولا شكّ أنّ الشيء الجميل، الذي يتمتّع بالشكل الحسن هو الذي يجذب إنتباهك أوّلاً".

طفولة جميلة

عمّا تذكره من طفولتها قالت: " يمكنني أن أعتبر أنّي أمضيتُ طفولة جميلة، نحن شقيقتان في المنزل، أنا وشقيقتي "جينيفير"، أمضيتُ طفولة عادية، لا أذكر أنّ ثمّة حادثة مؤلمة أثّرت في طفولتي، كلّ ما أتذكّره هو الحوادث الجميلة، كما أذكر بأنّ والدتي كانت دائماً تقصّ شعري قصيراً كالصبيان كي يصبح أكثر قساوةً، واليوم لا أجرؤ على إعتماد هذه القصّة لأنّي متعلّقة بشعري كثيراً، ولكن معظم صوري في مرحلة الطفولة كان شعري فيها قصيراً، وكان عمّي حلاّقاً للرجال، وكنت أنا الزبونة الأنثى الوحيدة لديه (تضحك)".

وعمّا إذا كانت الأضواء تجذبها منذ صغرها، قالت: " منذ صغري، كنت أدرك بأنّي سأعمل في مهنة ستُسلّط عليها الأضواء، ولكنّي لم أكن أدرك ما هي طبيعة هذا الضوء، ولكنّي كنت متأكّدة بأنّي لن أجلس خلف المكتب، ولن أكون موظّفة في بنك، أو مدرّسة، واليوم أشكر اللّه بأنّي أحقّق اليوم ما حلمت به طوال طفولتي".

راتبي الأوّل كان عبارة عن قطّة!

وعن تصويرها للإعلانات في سنّ العشر سنوات قالت: "كنت مثلي مثل كلّ البنات في "أوّل طلعتن"، عندما يقفن بإحتراف أمام الكاميرا، وأهلي كانوا يفرحون لرؤيتي أصوّر الإعلانات، وأنا أيضاً كنت أحبّ ذلك، وحتّى أختي وأمّي كانتا تصوّران الإعلانات أيضاً".

وعن الراتب الأوّل الذي حصلت عليه، والذي كان عبارة عن دُمية على شكل قطّة، قالت: " نعم ما زلت أذكر هذا الإعلان الذي كان يروّج لنوع من "ربّ البندورة" الذي يُستعمل مع الباستا (تضحك)، وكان أجري عن قيامي بهذا الإعلان هو تلك الدمية التي جاءت على شكل قطّة بيضاء كبيرة، علماً أنّي لا أطيق القطط، و لكنّي ما زلت أحتفظ بهذه الدُمية حتّى اليوم، وكلّ ما أنظر إليها، أقول لها "أنتِ السبب!" (تضحك).

بُعد الأبّ... والتشجيع لأختها التي تشاركها نشرة الأخبار!

وعمّا إذا كانت تشعر بنقص لحنان الأب بسبب بُعدها عن والدها خلال طفولتها بسبب ظروف عمله التي حتّمت عليه التواجد في الولايات المتحدّة الأميركيّة، قالت جيسيكا في حديثها المصوّر لـ "إيلاف": " لا يمكن القول بأنّي تربيت بعيدة عن والدي كلّياً، لأنّي بذلك أظلمه، فهو كان يذهب ويعود مراراً، وكان يقسّم وقته ما بين لبنان وأميركا، وما زال حتّى الآن يقوم بهذا الأمر، واليوم أشعر مع كلّ وسائل الإتصال التكنولوجية الحديثة كـ "الفايبر"، و"الواتسآب" تجده يكلّمني أكثر بكثير من أمّي الموجودة معي دائماً في لبنان، ويتواصل معي طوال النهار، ويرسل لي الصور، ولا يضيّع أي نشرة أخبار أطلّ بها دون أن يتابعها ... (تتابع) أمّي وأبيّ دعماني كثيراً في حياتي، ووقفا بجانبي، وبجانب شقيقتي جينيفير التي تُشاركني كمذيعة للطقس في نشرة الأخبار، فهما يشاهدان النشرة بسعادة لرؤيتنا".

وعمّا إذا كانت تشجّع شقيقتها جينيفير لخوض غمار التقديم التلفزيوني، قالت: "نعم شجّعتها كثيراً، وعندما إنضمّت جينيفير إلى فريق عمل "الأم. تي. في."، كان الأمر رائعاً بالنسبة لي، وكأنّي أنا من حصلت على عمل جديد تماماً، وأنا سعيدة لأجلها خصوصاً وأنّها أختي الصغيرة، ودائماً أنظر إليها وأجدها كدُمية "الباربي"، وأنا أسعد كثيراً من أجلها، وأشجّعها دائماً، كما أكون الأولى في إنتقادها، ولكن دون أن نغار من بعضنا، فالعلاقة التي تجمعنا تجعلني أحمد الله لأنّه منحني هكذا أخت، فهي شخص يدعمني، ويقف بجانبي، وأجمل ما في الحياة هو أن تكون أجمل ما في الحياة في عيون شقيقتك!".

من الراديو والتلفزيون إلى الصحافة المكتوبة!

عن خيارها بنقل تخصّصها الجامعي من الراديو والتلفزيون إلى الصحافة المكتوبة، قالت جيسيكا لعدسة "إيلاف": " قمت بهذه الخطوة، لأنّي دائماً كنت أهوى إختصاص الصحافة المكتوبة، وفي العام 2005 كانت الأحداث في لبنان تتسارع، وكانت السياسة في أوجّها، وكان البلد في مرحلة غليان، فإخترت تحويل تخصّصي من الراديو والتلفزيون إلى الصحافة المكتوبة، وعلى الرغم من أنّ الإختصاصيْن يكمّلان بعضهما البعض، ولكن في إختصاص الراديو والتلفزيون تدرس أموراً تقنيّة أكثر من الصحافة المكتوبة التي شعرت بأنّها مكان يتيح لي الكتابة والتعبير عن الرأي".

وعن إغتيال الصحافي اللبنانيّ جبران تويني الذي شكّل نقطة مفصليّة في حياتها، قالت عازار: " بالنسبة لي كان هذا الإغتيال كضربة كفّ، وكأنّه إغتيال للحريّة، وكان لهذا الإغتيال وقع قاسٍ، وبعد هذا الإغتيال بدأت بمرحلة التدريب في صحيفة النهار على يد الأستاذ وليد عبّود، وبعد ذلك عملت مع الصحافيّ عُقاب صقر، وكذلك مع الإعلاميّة مي شدياق التي كانت أستاذتي في الجامعة أيضاً، كما درّبتني الإعلاميّة شذى عُمر على قراءة نشرة الأخبار، وأنا أحبّها كثيراً وأجدها من أفضل الإعلاميات وأكثرهنّ مصداقيةً في وطننا العربيّ".&

&الإطلالة الأولى والرجفة الأولى!

وعن تاريخ 25 نيسان / أبريل 2011 تقول: "كان هذا أوّل يوم أذيع فيه نشرة أخبار الصباح في تمام الساعة السابعة صباحاً،& وبها إنتقلتُ من عملي كمراسلة، وكمقدّمة لبرنامج "بريس ريفيوز" الذي يُعنى بأقوال الصُحف إلى تقديم النشرة الإخباريّة، وكان هذا التاريخ بالنسبة لي مهماً لدرجة أنّي ما زلت أذكر حتّى اليوم ماذا كنت أرتدي، كما أذكر الشعور الذي خالجني في وقتها، وكنت أقول في نفسي: " هل المشاهدون يرونني أرجف، أم أنّي أنا فقط من يشعر بذلك؟ كان الخوف يتملّكني، وكنت أشعر بكمّ المسؤولية التي ألقاها ذلك الكرسيّ على عاتقي".

وعمّن إختارها وشجّعها على الإقدام على خطوة تقديم النشرات الإخباريّة، قالت جيسكيا في حديثها المصوّر مع "إيلاف": " من أعلى الهرم إلى أسفله في قناة "الأم. تي. في" أي من صاحب القناة الأستاذ ميشال المرّ، مروراً بالأستاذ وليد عبّود، والأستاذ غيّاث يزبك، والأستاذ فرنسوا زيادة، ولاحقاً الأستاذ موفّق حرب، كلّ الأساتذة والقيّمين على المحطة شجّعوني، فأنا بالنهاية بنت المحطّة، وعندما دخلتُ إليها كان عُمري 22 سنة، واليوم بعد مرور ستّ سنوات أصبح عُمري 28 سنة، وفي هذه الفترة تربيت، وتعلّمت وكنت أصغر مذيعة أخبار، وصعدت السلّم درجةً تلو الأخرى، وما زلت حتّى اليوم أشعر نفسي صغيرة نسبةً للناس الذين يتمتّعون بالخبرة كفادي شهوان وكلّ الناس الذين يعملون معي، ومن يقدّمون نشرات الأخبار على التلفزيونات الأخرى، ففي هذه المهنة عليك العمل على نفسك كلّ يوم أكثر فأكثر كي تُثبت نفسك".&

&إطلالتها المصريّة... ما بين تشجيع باسم يوسف وتعليقات المصريين التي تضحكها!

وعن أصداء إطلالتها المصريّة عبر المواجز الإخباريّة الخاصّة بتلفزيون "القاهرة والناس"، وتشجيع باسم يوسف لها، قالت جيسكيا لعدسة "إيلاف": " سعدتُ كثيراً بتشجيع الدكتور باسم يوسف لي من خلال كلامه عنّي في برنامجه "البرنامج"، وخصوصاً أن برنامجه كان في ذروة شهرته في العالم العربيّ في ذلك الوقت، وعندما قالوا لي بأنّه تكلّم عنّي في تلك الحلقة لم أصدّق، وهرعت لأشاهد الحلقة على الإنترنت، فلم أصدّق ما رأيت من بالغ فرحتي، فهو بالنسبة لي القصّة والحدث، وكنّا ننتظره كلّ أسبوع كي نشاهده، وأنا اليوم أظهر على شاشة "القاهرة والناس"، أنا وزميلتي ديانا فاخوري، ونقدّم خمسة مواجز في النهار، وأنا أقول بأنّه لولا نجاحنا في "الأم. تي. في" لم تكن المحطّات الأخرى لتطلبنا، وتضع ثقتها بنا، وهذا الإتفاق قد أُبرم بين محطة "القاهرة والناس"، وبين محطّة "الأم. تي. في."، وأنا أسعد كثيراً بإطلالتي على الشارع المصري، فهم يتمتّعون بخفّة دمّ رهيبة، وأنا أضحك كثيراً عندما أقرأ تعليقاتهم وتفاعلاتهم معي على مواقع التواصل الإجتماعي، ومن القصص التي تفرّحني كثيراً هي ردّة فعل الشارع المصريّ على ما أقرأه باللهجة المصريّة، التي تطلّب منّي مجهوداً في قراءتها، وأنا سعيدة كوني أطلّ على أكثر من محطّة لأنّ في ذلك فرصة لا تُتاح للكثير من المذيعين، وأنا أشكر إدارة "الأم. تي. في." لأنّها سمحت بإعطائنا هذه الفرصة، وهذا الأمر تمّ بإرادتها".
&
الحرب بينها وبين زميلتها ديانا فاخوري

وعن سبب حرب التصريحات الدائرة بينها وبين زميلتها ديانا& فاخوري التي صرّحت بأنّها ملكة جمال الإعلاميات العرب، وبأنّ جيسيكا ومنى صليبا تغاران منها، وبأنّها من رشّحت جيسيكا لمشاركتها تقديم المواجز الإخبارية على قناة& "القاهرة والناس"، تقول جيسيكا: " ربّما راجت هذه الأمور كوننا مذيعتين تقدّمان النشرة نفسها، وتعملان في المحطّة نفسها، وهناك أشخاص يحبّون أن يخلفوا بين الآخرين، وربّما يخلق "القيل والقال" أجواءً سلبيّة تجعلك تأخذ موقفاً، أو ربّما تعصّب ممّا يحصل، وهذا يحصل حتّى بين الأخوة، ولكن المهمّ اليوم أنّنا أصبحنا أصدقاء، وننسّق العمل في ما بيننا، وقد إتفقنا على عدم الإصغاء إلى الآخرين، ومصارحة بعضنا البعض لحلّ المواضيع في ما بيننا، وفي النهاية نحن نعمل لمصلحة المحطّة... صدّقني عندما نكون متّفقتيْن "ما في أحسن منّا".

وعمّا إذا حاولت إغاظة ديانا بعد حلولها بين أفضل خمس إعلاميات عربيات بحسب إستفتاء أجرته مؤخراً الزميلة "زهرة الخليج"، تضحك جيسيكا وتقول: " نجاحي من نجاح المحطّة، وأنا أكيدة بأنّ ديانا لن تزعل إذا نجحت، وأنا بدوري لن أزعل إذا هي نجحت، ففي النهاية نحن ننجح، وهذه المحطّة تتسّع للجميع".

المصداقية أهم من الشكل

وعمّا إذا إنتقلت المنافسة من تقديم الخبر إلى من تملُك الصورة الأبهى والأجمل، قالت: " أعود لأقول بأنّ الشكل الجميل، أو المظهر الجميل يبلى مع الوقت، الكاميرا تفضح، فأنت تقدّم الصوت، والصورة، والمضمون، واليوم هناك مئات الفضائيات، ويمكنك الإستماع إلى الخبر من أيّ فضائية في حال لم يعجبك الخبر من مذيع معيّن، ولكن الأهمّ هو المصداقية التي لا يؤمّنها الشكل الجميل، فالمصداقية هي مضمون، وشكل، وثقة على الهواء، هي مجموع كلّ هؤلاء، والمشاهد ذكيّ وليس غبياً، ولذلك أقول بأنّي أشجّع الجمال الذكيّ، وليس الجمال الغبيّ!

تصوير فوتوغرافي: علي كاظم
تصوير فيديو: كارن كيلايتا ـ غي خير الله
مونتاج: كارن كيلايتا

&