ضيفة "إيلاف" اليوم هي مذيعة الأخبار الإعلاميّة الجميلة التي كسرت قاعدة المثل القائل "كوني جميلة واصمتي، فتكلّمت وجعلت كلّ الأنظار شاخصة إلى جمالها، وكلّ الآذان صاغية إلى محتوى أخبارها، هي مذيعة غيّرت المفهوم التقليدي لمذيعة الأخبار، فعشق الجمهور إطلالتها. هي نجمة نشرات أخبار قناة "الأم. تي. في." اللبنانيّة، الإعلاميّة اللبنانيّة جيسيكا عازار، نستضيفها اليوم في حوار مصوّر نُشر الجزء الأوّل منه البارحة، وننشر اليوم الجزء الثاني والأخير منه.



&حوار وإعداد: سعيد حريري:
تحلّ مذيعة أخبار قناة "الأم. تي. في" اللبنانيّة، و"القاهرة والناس" المصريّة ضيفةً على "إيلاف" في حوار مصوّر نشرنا الجزء الأوّل منه أمس، وننشر اليوم الجزء الثاني منه، وفيه تتحدّث جيسيكا عن مثالها الأعلى في تقديم نشرات الأخبار، وتخوض في غمار السياسة المحليّة اللبنانيّة، كما تبوح عن الحبّ في حياتها ببعض الأسرار.

نشرة الأخبار تساوي بالنسبة لي جورج غانم!

عن مثالها الأعلى في تقديم نشرات الأخبار، قالت جيسيكا في حديثها المصوّر لـ "إيلاف": "لا يمكنك أن تقول نشرة أخبار دون أن يرد إسم الأستاذ جورج غانم، إنّه مدرسة في الإعلام، وفي تقديم النشرات الإخباريّة، وفي الكتابة. والتلفزيون اليوم فارغ من دونه. إنّه رمز، ومهما تكلّمت عنه أبقى مقصّرة في حقّه، فالنسبة لي نشرة الأخبار تساوي جورج غانم".

هؤلاء المذيعات هنّ رموز الإعلام اللبنانيّ

وعمّن تأثّرت بهنّ من مذيعات الأخبار، قالت: " أحبّ إلقاء منى صليبا، وحضور ديانا فخوري، وأحبّ من الجيل الأكبر قليلاً السيّدة نعمت عازوري أوسي، والسيّدة سعاد قاروط العشّي، والدكتورة مي شدياق، والسيّدة دوللي غانم، هؤلاء بالنسبة لنا رموز من الإعلام، وصورة لا يمكن أن تترك بالنا".

لا أنتمي لـ 14 آذار!

وعن إنتمائها لأيّ حزب من حركة الرابع عشر من آذار السياسيّة اللبنانيّة بعد تصريحاتها الصحفيّة بأنّها مع لبنان " سيّد، حرّ، مستقلّ"، وهو الشعار الذي ترفعه هذه الحركة، ردّت جيسيكا: " لا أتصوّر أن أحداً في لبنان لا يردّد شعار "لبنان سيّد، حرّ، مستقلّ"، فليس هناك أحد من أيّ من الطرفيْن لا يريد أن يرى لبنان القويّ، ولبنان المستقلّ، ولبنان الذي يملك قراره بيده، ولبنان الذي يملك رئيساً للجمهوريّة. أنا لا أردّد هذا الشعار فقط& لأن حركة 14 آذار تنادي به، فكلّ الناس ينادون بهذا الشعار، وأنا أطرح تساؤلاً مهماً بالنسبة لي: أين حركتا 14 و 8 آذار السياسيتان على الساحة اللبنانيّة؟ هناك أحزاب، ولكن كتحالف 14 وتحالف 8 آذار، أين هما؟ كان الجنرال عون في مكان وإنتقل إلى مكان آخر، وكذلك الأستاذ وليد جنبلاط& كان مع فريق ثمّ إنتقل إلى آخر، هناك خلط أوراق يحصل دائماً... المهمّ بالنسبة لي أن "لبنان سيّد، حرّ، مستقلّ" هو شعار ينادي به كلّ الناس، وكل الأحزاب، وكلّ الأطراف، وكلّ الرؤساء،& وهناك مشكلة إذا كان أيّ طرف لا يريد لبنان بهذه الطريقة".

لن تعرض عليّ قناة المنار الإطلالة على شاشتها!

بعد ذلك سألناها: إذا تلقيتِ عرضاً من تلفزيون المنار التابع لحزب الله يوازي ثلاثة أضعاف ما تتقاضيه في "الأم. تي. في"، شرط أن ترتدي الحجاب لتطلّي في نشرات الأخبار التابعة للمحطّة، بموضوعيّة ماذا سيكون ردّك عندها ، فأجابت: "بموضوعيّة، لن يطلبوا منّي هذا الأمر، فلِمَ أجيب على هذا السؤال (تضحك)، لن أعطيك الإجابة لأنّ المنار لن تقدّم لي مثل هذا العرض، وأنا لا أودّ أن أترك "الأم. تي. في".

فقلنا لها: ولكنّ معلوماتنا تشير بأنّك تلقيتِ عرضاً مهماً جداً من قناة "سكاي نيوز" في أبو ظبي، فأجابت: "وما الغلط في ذلك؟ كلّ الناس تتلقّى عروضاً، أنا أقول لك بأنّني محلّياً في لبنان لا أودّ مغادرة الأم. تي. في.، أنا تربيت في هذه المحطّة، التي وضعت ثقتها بي، وأعطتني فرصة، كما أنّها محطّة تشبهني وأشبهها، لا يمكنني العمل في مكان لا يُشبهني".

&إنتقالي إلى "أو. تي. في" لا يشكّل إضافةً بالنسبة لي

&لنترك المنار جانباً، ولنفترض بأنّ قناة "الأو. تي. في" التابعة للتيّار الوطنيّ الحرّ الذي يرأسه الجنرال ميشال عون قدّمت لك عرضاً مغرياً للإنتقال إلى شاشتها، بماذا تردّين؟

ـ أنا أعمل في المحطّة الأولى في لبنان وهي "الأم. تي. في"، ومصلحتي أن أعمل في المحطة الأولى، فهل يُعقل أن أفرّط بهذا المكان؟ أمّا المقابل الماديّ فليس مهمّاً، وهناك ما هو أهمّ كالصورة، والمصداقية أمام الجمهور، واليوم إذا قرّرت الإنتقال إلى "أو. تي. في" فهذا الأمر لن يشكّل إضافةً بالنسبة لي".

وعمّا إذا كانت تستهويها برامج المنوّعات بعيداً عن الأخبار، قالت: " أعتقد بأنّي قادرة على إضافة شيء ما إلى تلك النوعيّة من البرامج، لأنّي بطبيعتي شخص مرح، وأحبّ الأجواء المرحة التي يحبّها الناس، ولكنّي الآن أجد نفسي في المكان الذي أشغله، وأنا أحبّ هذا التناقض الذي أملكه ما بين شخصيّتي، وما بين طبيعة العمل الذي أقدّمه، وحتّى الآن أنا سعيدة بما حقّقته، ولا أحبّ أن أقول عن أمر ما بأنّه مستحيل، لأنّ الإنسان لا يعرف إلى أين تأخذه الأيّام".

لم أصدّق أن عمرو دياب إتّصل بي وظننته مقلباً!

وعمّا إذا كان يتسهويها الفنّ كالغناء والتمثيل، قالت: " صوتي ما بينسمع! (تضحك)

وعن العرض الذي تلقّته للقيام ببطولة مسلسل الفنّان عمرو دياب، وعمّا إذا كانت هي من رفضته، أم أنّ "الأم. تي. في" هي التي فرضت عليها ذلك، قالت: "لم تصل الأمور إلى مرحلة الرفض أصلاً، كنّا في طور الحديث في الموضوع، ثمّ أنّ عمرو دياب تراجع عن بطولة المسلسل، وكنّا في طور المناقشات، وكنت أظنّ بأنّ أحدهم يحضّر لي مقلباً، والحقيقة أن عمرو دياب رشّحني لهذا الدور بعدما رآني على الشاشة، فإتصّل بي بعدما رفضت أن أصدّق بأنّ هذا الأمر صحيح، فإضطر لمكالمتي كي يؤكّد لي بأنّ هذا الأمر لم يكن مقلباً، وليؤكّد لي بأنّه عمرو دياب شخصياً، وأنا ما زلت أذكر حتّى الآن حين إتصل بي، أبعدتُ الهاتف عن أذني ونظرت إليه بإستغراب، وأنا قلّما أتكلّم في هذا الموضوع، على الرغم من أنّ غيري نشر ذلك في عناوين الصحف، إلاّ أنّ هذا الأمر كان بالنسبة لي مجرّد أمر يرضيني، ويسعدني على الصعيد الشخصي، وودتُ أن أبقيه لي وحدي دون أن أستثمره".

أغنية "أحبّائي" لجوليا بطرس من أحبّ الأغاني إلى قلبي!

وعمّا إذا كانت تحبّ عمرو دياب كما تحبّ كاظم الساهر، قالت: "بالتأكيد أحبّ عمرو دياب، وكاظم الساهر، ووائل كفوري، هؤلاء فنّانون لا يوجد أحد لا يحبّهم، ومن المغنيات أحبّ إليسا، ونجوى كرم، وجوليا بطرس، وماجدة الرومي".

وعمّا إذا كانت تخشى من زعل "الأم. تي. في" منها كونها تحبّ جوليا بطرس المشهورة بأغاني المقاومة، تضحك وتقول: "أحبّها كثيراً، وألبومها موجود في سيّارتي، وأغنّي كلّ أغانيها، ومن أحبّ الأغاني إلى قلبي هي أغنية "أحبائي".&

&أنا مع المقاومة ضدّ العدوّ الإسرائيليّ

وعمّا إذا كانت تؤيّد المقاومة الإسلاميّة بما أنّها تحبّ أغنية "أحبّائي" لجوليا بطرس، وهي الأغنية المستوحاة من رسالة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، للمقاومين في الجنوب أثناء حرب تموّز 2006 الإسرائيليّة على لبنان، قالت:
" أؤيّد المقاومة ضدّ العدوّ الإسرائيلي، هذا أمر أكيد، لا يوجد أحد لا يؤيّد المقاومة ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، وكما أؤيّد المقاومة اليوم، أنا كنت أؤيّد المقاومة اللبنانيّة المسيحيّة في الماضي، هناك ظروف تخلق مقاومة معيّنة، وحاجة معيّنة، وهناك وضع معيّن لا يمكنك أن تكون ضدّه،& لا يمكنك اليوم أن تكون ضدّ المقاومة، عليك أن تكون مع المقاومة ضدّ إسرائيل، وضدّ العدوّ، وعندما يكون سلاح المقاومة موجّهاً ضدّ العدوّ أنا معها".

أحبّ نصر الله وجعجع وفرنجية والحريري لهذه الأسباب

وعمّا إذا كانت تحبّ (نصر الله)، وتتأثّر به، قالت: " دون شكّ أنّ حسن نصر الله يتمتّع بكاريزما، هو قائد، ولديه مواصفات القائد، وهو شخص يجذبك أن تستمع إليه، ولا شكّ في ذلك، وأكذب إن قلت لا! وهذه المواصفات موجودة أيضاً لدى الدكتور سمير جعجع، ولدى رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة، أو لدى الرئيس سعد الحريري، لكلّ واحد من هؤلاء أمر يجذبك لتحضره وتستمع إليه، وهناك جانب من شخصياتهم أحبّها، أحبّ المبدأ لدى الدكتور سمير جعجع، وأحبّ الرجولة لدى سليمان فرنجيّة، وأحبّ الهدوء والمواقف الجامعة لدى الرئيس سعد الحريري، وأحبّ الكاريزما القويّة لدى (نصر الله)، أنا لست "متحزّبة" لأيّ كان، ولا أملك بطاقة حزبيّة، ولا أنتمي لأحد، أنتقد الكلّ، وأحبّ الكلّ، وإذا قال أحدهم أمراً جميلاً أشدّ على يده، وإذا قال أحدهم أمراً بشعاً، تجدني أنتقده، ولو كنت أحبّه، ولهذا أنا أتمتّع بعلاقة جيّدة مع جميع الأطراف".
&
قابلت الرئيس الحريري ويا أرض إشتدّي ما حدا قدّي!

وعن إنجازها الأوّل الذي حقّق ضجّة إعلاميّة أثناء لقائها بالرئيس سعد الحريري في المؤتمر الدولي للبيئة في كوبنهاغن، تقول: " كانت المهمّة الأولى للرئيس سعد الحريري في الخارج كرئيس حكومة، وأذكر في وقتها أنّ حصلت منه على حديث خاصّ علّق فيه على الإستنابات القضائيّة السوريّة في حقّ شخصيات لبنان، وأذكر أنّه ردّ معي في الحديث الذي أجريته معه، وفي اليوم التالي عنونت الصُحف ما قاله معي في الحديث، فسعدت جداً، و" يا أرض إشتدّي ما حدا قدّي" (تضحك).

هذا ما أطلبه من نصر الله إذا إلتقيته!

وعمّا إذا سنحت لها الفرصة اليوم لمقابلة (نصر الله)، ماذ تقول له؟ قالت: "في هذه الأوضاع التي نمرّ بها اليوم أسأله عمّا إذا كان الردّ على إسرائيل سيكون الردّ الوحيد على عمليّة القنيطرة؟ أو سيكون هناك المزيد من الردود؟ ماذا عن البيان رقم 1؟ ماذا إذا شنّت إسرائيل غارات على لبنان؟ هل سيكون هناك ردّ من قبل حزب الله؟

وعمّا إذا كانت تطلب منه أمراً ما، تقول: " أطلب منه، مهما حصل، أن يفكّر بمصلحة اللبنانيين، وبكيفيّة حماية اللبنانيين من كلّ الأطراف، وأن نجعل اللبنانيين يلتفون حول بعضهم البعض، وأن نحبّ بعضنا، كما أطلب منه أن يزور الـ "أم. تي. في"، أو أن يعطينا حديثاً خاصاً بالتلفزيون".

جيسيكا والحبّ!

وعن وجود الحبّ في حياتها، قالت: "الحبّ موجود، أنا لا أستطيع العيش بلا حبّ، ليس بالضرورة أن يكون هناك شخص معيّن موجود في حياتي، أو أن تكون هناك حالة حبّ لشخص، أنا أعيش دائماً في حالة حبّ، والغرام لديّ&موجود دائماً، أحبّ الحبّ، وأحبّ أن أُحِبّ، وأن أُحَبّ".

وعن الطريقة الأمثل للحبّ بالنسبة لها، تقول: " بالإهتمام، والإحترام، وأن يكون لديك شخص يساندك، ويدعمك، ولا يعقّد لك حياتك، وأن يكون لذيذاً، المهمّ أن يكون "مضهوم"، وقريباً من القلب، وضحكته جميلة، ويكون ذكياً، فالحياة طويلة، ومليئة بالصعوبات، وعلى الإنسان أن يكون فرحاً دائماً".

ماذا أفعل بأكبر جوهرة من حبيبي وهو لا يحترمني؟!

وعن صحّة ما يتردّد بأنّها تحبّ الرجل الكريم وخصوصاً من يهديها الكثير من المجوهرات، قالت: "أحبّ الرجل الكريم بعواطفه، وتشير إلى يديها وتقول: "أين المجوهرات؟!" (تضحك)، ثم تكمل: "الهديّة عبارة عن لفتة، لا أحد لا يحبّ الهديّة، وليست هناك فتاة لا تسعد إذا ما حصلت على هديّة جميلة من الشخص الذي تحبّ، ولكن أنا شخصياً إذا كنت مغرومة، وإذا قدّم لي الحبيب فنجان القهوة الصباحيّ، أو إذا أرسل لي الشوكولا عند الظهر، أجد ذلك أمراً جميلاً جداً، وكلّ أصدقائي يقولون لي: "إنتِ مش معقولة لما تحبّي!" إفتحي عينيكِ قليلاً، فأنا عندما أُغرم لا أعلّق كثيراً على الأمور الماديّة، فإذا قدّم لي أحدهم أكبر جوهرة في العالم، وهو لا يحترمني ماذا أفعل بها؟ الإحترام، والمحبّة، والتعامل أهمّ بكثير بالنسبة لي".&

&حبيبي لبنانيّ أصيل!

وعن إستعدادها لتغيير دينها المسيحيّ في حال وقعت في حبّ شخص من ديانة أخرى، قالت: " برأيي الحبّ لا يعرف ديناً، ولا لوناً، ولا عمراً، وطبعاً إذا كان هناك إتفاق بيني وبينه، ربّما هو لا يطلب منّي أن أغيّر ديني، وإذا طلب ذلك لكلّ حادث حديث، أنا ما زلت على ديانتي، وأحبّ الديانة المسيحيّة ومتمسّكة بها، وأحترم الديانة الإسلاميّة، ولديّ أصدقاء ينتمون للدين الإسلامي، وأنا أتشارك معهم العادات، والأعياد، ولا أشعر بالفرق".

وعمّا إذا كان من تحبّه من الجنسيّة اللبنانيّة، قالت جيسيكا لعدسة "إيلاف": "من أحبّه الآن لبناني مئة بالمئة، أبّاً عن جدّ، وهو لبنانيّ أصيل".
وختمت جيسيكا حديثها بشكر "إيلاف" على هذا اللقاء، وشكر كلّ المشاهدين الذين تابعوا هذا اللقاء المصوّر.&

&
تصوير فوتوغرافي: علي كاظم

تصوير فيديو: كارن كيلايتا ـ غي خير الله

مونتاج: كارن كيلايتا

&