تشن ملكة البوب "مادونا" حرباً على من سخروا من عمرها الأسبوع الماضي عبر مواقع التواصل الإجتماعي معتبرة ما يفعلونه بمثابة "تمييز بالعمر"&ضدها لمجرد أنها امرأة تقترب من عامها السابع والخمسين، وتساءلت لماذا نعتبرها سخرية مقبولة؟ هل يجروء هؤلاء على السخرية من أحد بسبب لون بشرته أو ميوله الجنسية؟


بيروت:&"القلب المتمرد" هو عنوان ألبومها الجديد وهو عنوان &يشبهها كثيراً، فملكة البوب "مادونا" كانت ولا زالت إمرأة تسير ضد التيار، سواء في مظهرها، أوعروضها الغنائية، وموسيقاها. خلقت منذ الثمانينات حالة أدهشت العالم، وأنقسموا حولها بين معجب ومستنكر، لكنها برغم كل الاعتراضات&نجحت في التسيد على عرش موسيقى البوب، ومازالت محتفظة بمكانها حتى الآن، ومستمرة في مقارعة كل المنافسات الجدد، فهي بمثابة "الكاهنة الكبرى" التي تكرس كل نجمة جديدة في هذا المجال وتمنحها البركة، بدءاً من بريتني سبيرز مروراً بـ "ليدي غاغا" التي يعتبرها البعض منافستها الأشرس اليوم، وإنتهاءً بمايلي سايروس التي تغالي في التمرد في محاولة واضحة للتشبه بمادونا وتخطيها في الجرأة.

هذه المرأة التي تفعل ما يحلو لها دون أن تلقي بالاً للإنتقادات أو الإعتراضات تقود حملة اليوم على ما أسمته "التمييز ضد المرأة بسبب التقدم بالعمر" وإعتبرت أن العالم لا يجروء اليوم أن يميز ضد أحد بسبب لون بشرته الأسود أو بسبب ميوله الجنسية، لأنها أمور لم تعد مقبولة إجتماعياً ولا قانونياً،&لكنها تستغرب من هؤلاء الذين يسخرون منها بسبب تقدمها بالعمر، وترى بأنها مسألة غير مقبولة ويفترض أن يتم وضع حد لها، خصوصاً وأن هذا التمييز يطال المرأة بعد الخمسين أكثر من الرجل بكثير، فلا أحد يعاير الرجال بتقدمهم بالعمر.
وتقول بأنها لا تفهم كيف يفكر هؤلاء، فهي ليست من نوع النساء اللواتي يتقبلن حقيقة أنهن بعد الخمسين مطالبات بتغيير أسلوب تصرفهن وتفكيرهن، ولبسهن، فهي كانت ولا تزال وستبقى تفعل ما يحلو لها، وعلى العالم أن يحترم خياراتها.

جي كي رولينغ تساندها

يذكر أن ملكة البوب تعرضت بعد سقوطها على مسرح حفل توزيع جوائز الـBRIT& لحملات سخرية واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تساءل البعض إن كسرت عضامها في هذا السن كيف ستلتئم؟، ووصفها آخرون بالعجوز، وطالبها غيرهم بالتقاعد والبقاء في المنزل.
وفي المقابل إستاء الملايين من معجبيها بسبب هذا الكلام، ودافعوا عنها وأثنوا على حرفيتها في النهوض والتعالي على الألم وتكملة العرض بكل ثقة وإبهار، ومن بينهم الكاتبة الشهيرة جي كي رولينغ مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر، التي دافعت عن مادونا بتغريدة تساءلت فيها: "هل انت ممن يشمتون مسرورين عندما يرون إمرأة تقع، أم انت ممن يحتفلون بنهوضها المبهر؟". فشكرتها مادونا على مؤازرتها لها وأعادت تغريد ما قالته الكاتبة الشهيرة.
&

الكون يحاول تلقيني درساً

وإحتل سقوط مادونا على المسرح عناوين الصحف والمجلات الفنية ووكالات الأنباء حول العالم وذهب البعض للتكهن بأنها كانت سقطة مقصودة بهدف الدعاية، وهو الإتهام الذي ردت عليه مادونا خلال حلقة سجلتها مع المذيع الساخر جوناثان روس تذاع في الثالث عشر من شهر مارس الجاري، حيث واجهها روس بأن الناس اعتقدت بانها حركة مسرحية هدفها الدعاية لأنها سقطت وهي تغني مقطعًا يقول:" أخذتني الى الجنة ثم تركتني أسقط، والآن وقد إنتهى كل شيء، سأتابع حياتي"، فضحكت وقالت بأنها لن تكتب كلمات كهذه مجدداً، حيث يبدو وكأن الكون كان يحاول&أن يلقنها درساً.
&

نجاح ورقم قياسي جديد

مادونا التي تقترب من إحتلال المركز الأول في قائمة أكثر 40 أغنية إستماعاً في بريطانياً بـ Living for love تسجل رقماً قياسياً جديداً، حيث ستكون هذه هي الأغنية رقم 71 لها التي ستتربع على قمة هذا السباق. فكيف يمكن لقلب متمرد مثل قلبها&الذي حقق ويحقق كل هذه الإنجازات، أن يعترف بالشيخوخة ويرضخ لشروطها؟