لمع إسمه عربياً مؤخراً عندما إقترن بتعاونه مع الفنانة المغربية سميرة سعيد، كملحن لأغنيتها المنفردة الجديدة "المظلوم"، لكن ما لا يعرفه كثر أن صوت العماري سبق إسمه، وأن شهرة ألحانه سبقت صوته.


بيروت: مغنٍ وملحن كويتي شاب، صوته سبق إسمه، وألحانه سبقت أغانيه الخاصة،&حقق شهرة لا بأس بها في الكويت في السنوات الأخيرة، وأشاد كثر بخامة صوته وإحساسه، بالإضافة لبراعته كملحن، لكن الحظ إبتسم له عندما لفت إنتباه صائدة ومكتشفة المواهب الشابة في العالم العربي، الفنانة الكبيرة سميرة سعيد، فكان تعاونها معه بأغنيتين الأولى إحتفظت بها لألبومها الخليجي ولم تصدر بعد، أما الثانية فهي أغنية "المظلوم" التي صدرت بشكل منفرد قبل أيام.
وما لا يعرفه كثر أن الفنانة&نجوى كرم ظلمت حمد&العماري& دون معرفة، عندما طرح مقطعاً بصوته يؤدي فيه أغنيتها "حبيبي ما بخبي عليك"، وإنتشر إنتشار النار في الهشيم في لبنان، وأصرت حينها بأن من يغنيها هو حسين الجسمي، رغم نفي الأخير لإدائه لهذه الأغنية.
العماري خصّ إيلاف بحديث معه تناول فيه كل ما سبق كما ألقى الضوء على بداياته وأعماله الخاصة، وإليكم التفاصيل:

&

عرف عن نفسك، كيف بدأت مشوارك الفني ومتى؟
كنت محباً للفن بشكل عام منذ الصغر، وكانت الموسيقى& ملجأي الوحيد الذي أهرب إليه من الضغوطات اليومية والمواقف العاطفية أو الإجتماعية الصعبة.
ومع الوقت والتطور التدريجي للحس الغنائي والموسيقي، إزدادت حاجتي لمشاركة موهبتي مع العالم، و بدأت ذلك مع فنانين يعجبني ما يقدمونه عن طريق سعيِّ لمعرفة أرقام هواتفهم والتواصل معهم، وكان سبب هذا السعي المُلح هو حس المسؤولية الكبير لتوصيل إعجابي& بمن يلامس قلبي بأعماله وفنه.
بعدها بدأت بإنشاء قناة على اليوتيوب أنشر من خلالها تسجيلات أغني فيها على الكيبورد أغاني لمطربين آخرين بطريقتي الخاصة، و لاقت هذه النسخ من الأغاني بصوتي صدى جميلاً جداً أسعدني و حفزني للإستمرار.

حدثني عن الديو مع الفنانة هدى سعد وكيف تم؟
جمعنا الشغف بتقديم دويتو مغربي / راي بحكم ولعي بفنون المغرب العربي بشكل عام، وإعجابي بلون هدى سعد وحسها،& فنتج عن هذا التعاون دويتو "شافوك معاها" ولاقى نجاحاً جميلاً.

&

صدر لك كذلك ديو مع مغنية إسبانية، كيف تواصلتما ولِم إخترت مزج اللون الخليجي بإيقاعات ونغمات عالمية؟
بدأ شغفي الكبير وولعي بموسيقى وطريقة غناء الأسبان في العام 2005، ومنذ ذلك الحين وأنا في حالة تعلّم مستمر سواء من ناحية موسيقاهم، ثقافتهم أو لغتهم.
وبعد النجاح الكبير لأغنيتي الخاصة المنفردة الأولى "هيبة"، قررت أن أقدم اللون الغنائي الذي يستهويني ودمجه مع موسيقى بلدي، وهذا الدمج ناتج من مسؤولية إهتمامي وحبي لفن بلدي الكويت، ومحاولة مني لإبراز أوجه الشبه ما بينه وما بين فن الفلامنكو.
نفذ العمل ما بين الكويت وإسبانيا مع عازف الجيتار Paco Heredia وزوجته المطربة Montse Cortes.


&

ألم تكن مغامرة منك بأن تكون أغنيتك الخاصة الأولى "هيبة" ذات طابع إجتماعي غير تجاري؟
"هيبة"، كتبتها ولحنتها وصفاً لحالة والدي عندما توفي جدي. وشعرت أن الساحة تفتقر لهذا النوع من المواضيع الإجتماعية، ناهيك عن عدم وجود أغانٍ توثق وتعبر عن مدى أهمية الأب في مجتمعاتنا.
الجميل بالأغنية أنها لا تحصر حالة الإشتياق للأب لسبب الرحيل عن الحياة، وإنما تتعدد الأسباب وتتشعب من فقدان الأب لوفاته إلى مشكلة تواصل بين الأب وأبنائه.
أعتبر "هيبة" بمثابة البداية التي ثبتت أقدامي بقوة على الساحة الفنية الغنائية، وصحيح أن بداية فنان شاب بأغنية إجتماعية كانت بمثابة مجازفة كبيرة، لكني لم أكترث لهذا، لإيماني بالعمل وهدفه الإنساني.


&

كثر ومنهم الفنانة نجوى كرم ظلموك عندما إعتقدوا بأن مؤدي أغنيتها "حبيبي ما بخبي عليك" هو الجسمي وليس العماري … وهل تقصدت تقليد صوت الجسمي؟
حسين الجسمي أستاذ غناء، لكني بصراحة تامة لا أرى أي وجه شبه بين صوتي وصوته، ولم أقلده أبداً لأنه ببساطة ليس من مصادر إستماعي الدائمة / التعليمية، مع إعجابي طبعاً بما يقدمه فهو نجم كبير.
ولأكون منصفاً لكل من إعتقد أنني حسين، فإن ذلك يرجع للتشابه في نوع الطبقة العالية التي نغني بها معاً، مع إختلاف الحس وطريقة الغناء.
ولا ألوم من نسب الأغنية للأستاذ حسين الجسمي، لأني لم أكن معروفاً وقتها، والناس إستغربت من إحترافية الأداء فنسبوا الأغنية لشخص محترف ومعروف ومقارب للطبقة كحسين الجسمي.


&أنت فنان صوتك جميل جداً وقدمت نفسك كمغنٍ … لِم اتجهت للتلحين للآخرين؟
أحياناً أرى أن هناك حالة أغنية ككلام ولحن تليق بفنان معين، فيحصل التعاون على هذا الأساس الفني البحت.

كيف تعرفت على الفنانة سميرة سعيد؟
في الحقيقة من أجمل ما حصل لي خلال هذا العام هو التعاون مع هذه الأيقونة الموسيقية الخالدة والمتجددة. كنت قد أرسلت لها رسالة على بريدها الإلكتروني وكنت قد حصلت عليه من أحد الأصدقاء، لأعرف رأيها باللون الغنائي الذي أقدمه، فجاءني الرد منها بأنها أعجبت كثيراً بأعمالي وصوتي وأشادت بالتميّز الشديد فيه، فلكي أن تتخيلي مدى الفرحة التي غمرتني وقتها.
وتواصلنا منذ ذلك الوقت، وأسمعتها أغنية "فيك شي" التي ستضمها لألبومها القادم، وأعجبتها حال سماعها للمرة الاولى، ولم أصدق نفسي عندما أرسلت لي ديمو تجريبياً سجلته لها بصوتها بعد يومين فقط، ومن ثم طلبت مني لحناً إيقاعياً بنفس جديد ومختلف لتصدره بشكل منفرد قبل الألبوم، وكانت أغنية "المظلوم".

هل كنت قلقاً من عدم وجود أي إيقاع خليجي في أغنية المظلوم؟
كنا قد أتفقنا على أن نقدم لوناً جديداً تماماً عن كل ما يقدم حالياً على الساحة، ومن يعرف سميرة سعيد جيداً يعرف بأن هذه هي فلسفتها في فنها، فجربنا أشكالاً موسيقية عدة مع الموزع الرائع الأستاذ محمد مصطفى، إلى أن رسينا على الشكل الذي خرجت به الأغنية. ولا أخفيك أن القلق موجود طبعاً لمجرد التعامل مع قمة فنية بحجمها ومكانتها، لكن المجازفة معها لها طعم آخر، المجازفة معها "إطمئنان"، تخيلي مدى تناقض المفهومين، لكنه شعوري فعلاً تجاه هذه التجربة، لأنها تعرف ماذا تريد وأين ستكون.
&

&

معروف عن سميرة أنها دقيقة جداً في عملها، وتتدخل في كافة التفاصيل، هذا الشيء يقيد الملحن أم يساعده؟
إن كنت تسألينني عن تجربتي الشخصية، فالجواب هو أنني كنت مستمتعاً لأبعد الحدود وسعيداً بجميع ملاحظاتها وتعديلاتها للجمل اللحنية والكلام حتى، لأن أغنية "المظلوم" على وجه الخصوص طبخت جملة جملة، ولم تكن معلبة كاملة جاهزة للإستماع. الممتع بالعمل مع سميرة بالنسبة لي، الشعور بالحماس والإندفاع وحتى الشجن خلال التعامل معها أو مناقشة التفاصيل الفنية على الهاتف، فهي فعلاً شيء كبير بالنسبة لي وللفن.

كيف استقبلت أصداء الأغنية بعد طرحها؟
الأغنية طرحت منذ يومين تقريباً، فالأصداء حتى الآن جميلة جداً والوقت سيعطيها فرصة نجاح أكبر وأعظم وفرصة للمستمع أن يستوعب جدّة العمل وغرابته على شكل الأغنية الخليجية المعهود.

هل فتح لك العمل مع إسم كبير مثلها، أبواباً ربما كانت مغلقة في وجهك من قبل؟
مجرد إرتباط إسمك بإسم كبير كإسم "سعيد"،&بعمل سيفتح أبواباً كثيرة طبعاً، لكنني فعلاً&اكتفي حالياً بفرحة التعامل معها بحد ذاتها، هل تعرفين الشعور الذي يفوق مجرد التعامل الفني ويصل لحد الطمع بزيادة الروابط الشخصية؟
أشعر أحياناً أنني أود فقط أن أحادثها لأسألها الكثير عن أسرار شخصيتها الفنية الناجحة، فأنا شخص "طماع" معلومات ومشاركة خبرات، لكن الوقت لا يسمح، ربما يوماً ما عندما أقابلها وجهاً لوجه.

قلت بأنها عبرت لك عن إعجابها بصوتك، ومعروف عنها إقدامها على الغناء مع أصوات شابة، وسبق وقدمت أكثر من عمل من هذا النوع، هل هناك نية أو هل طرحت فكرة غنائكما معاً؟
لم تطرح الفكرة، لكن كوني على ثقة لو تحققت سأكون مديناً جداً لها وللقدر لو تم ذلك.

هل كنت حاضراً خلال تسجيل الاغنية؟
كنت معها على الهاتف وقت التسجيل وقبل التسجيل لأعطي ملاحظات حول اللهجة و مخارج الحروف لبعض الكلمات، و الباقي عليها فهي أستاذة أداء وتنوع.

البعض إنتقد طريقة نطقها للهجة الخليجية في الأغنية بأنها مطعمة بلكنة غريبة؟
ليست طريقة النطق، نطق سميرة كان مثلما طمحت وأكثر وهي أول من غنى الخليجي بإتقان من بين الفنانات العربيات، لكن طريقة الأداء كانت خلطة مغاربية خليجية، و كانت متعمدة طبعاً لتعطي الأغنية طابعاً حماسياً و اندفاعياً، وكانت هذه هي الطريقة المفترض أن تغنى بها هذه الأغنية بالتحديد.

مشاريعك القادمة؟
أحضر لأغنية منفردة جديد قريباً، وألحان مع فنانين كبار، أفضل عدم تسميته حتى يصبح العمل أمراً واقعاً وليس مجرد إتفاق شفهي، بالإضافة إلى حفلات مع المجلس الوطني،& الجامعات، وحفل في مهرجان SUMA FLAMENCO بمدريد.
&