تتعدد المواقف حول توجه الفنانين مؤخراً لتقديم الأغنية الوطنية، وتنقسم بين من يرى في الأمر تعبيراً عن حب الوطن وبين من يجد في الأمر سعياً وإستغلالاً للأوضاع الأليمة في البلاد لتحقيق النجاح. "إيلاف" إستطلعت رأي "صنّاع الموسيقى"، وعادت بالتصريحات التالية:


القاهرة: لا أحد يستطيع ان يُنكر أو يزايد على غيره بحبه لوطنه، وخاصةً إن كان الأمر مُرتبطاً بتقديم الأغنيات الوطنية. فكل فنان يعرض وجهة نظره بأسلوبه، ولكن الزيادة الملحوظة في أعداد هذه الأغنيات مُنذ قيام ثورة يناير(كانون الثاني) جعلت الأمر غير عادي، رغم النجاح اللافت لبعض الأغنيات الوطنية مثل "بحبك يا بلادى" و "إزاى" و"مصر قالت" و "بحبك يا مصر" و "بشرة خير" وغيرها من الأعمال الناجحة التي حققت ملايين المُشاهدات وحظيت بإعجاب الجمهور والنُقاد. في هذا السياق قررت "إيلاف" البحث عن أسباب توجه الفنانين لتقديم الأغنيات الوطنية وتزايد أعدادها، وسألت صُنّاع الموسيقى إن كانوا يعتبرون&هذه الظاهرة&نابعة من حب الوطن أو تبعاً لقاعدة&السير مع التيار، وجاءت&الإجابات كما يلي:

إيمان البحر درويش: الإعلام هو الدافع للتسارع على تقديم الأغنيات الوطنية
ورأى الفنان إيمان البحر درويش أن توجه نجوم ونجمات الغناء للأغنيات الوطنية وتسابقهم عليها في الفترة الأخيرة يعود لمغريات الإعلام والتكريمات التي يحصلون عليها جراء تقديم هذه الأغنيات. وشبّه هذه الحالة بما حصل مسبقاً بخصوص قضية "القدس"، حيث أن هُناك الكثير من المُغتربين قدموا أغنيات عن القدس بعد الإنتفاضة، فقام عدد من النجوم بالتسابق لتقديم الأغنيات الوطنية.
وأشار لأن نجاح هذه الأعمال مثل "بشرة خير" لحسين الجسمي، يدفع الآخرين للتسابق على تقديم أغنيات في ذات الموضوع. ولفت لأن&"الجسمي" قد حصل على دكتوراة فخرية في الفنون مُنذ أيامٍ قليلة بسبب نجاح أغنيته الوطنية، وبهذا المنحى، فهو يرى أن فكرة التكلّف وحب الظهور في الأعمال الوطنية قد يُفقدها مصداقيتها.

&&

نسمة محجوب: محاولة للسير مع التيار
من جانبها، أبدت نجمة ستار أكاديمي المصرية نسمة محجوب رأيها بموضوع توجه الكثير من الفنانين لتقديم الأغنيات الوطنية، قائلة: "أرى أن معظم من يُقدمون الأغنيات الوطنية يحاولون السير مع التيار، بالإضافة لأنهم يحاولون استغلال نجاح هذه الأغنيات وعدم توقفهم عن العمل بحيث أن الوقت لم يسمح بفترة من الفترات لتقديم أية أعمال عاطفية بسبب الوضع في البلاد. ولكن هذا لا ينفى أن بعض هؤلاء الفنانين يُقدمون هذه الأغنية من أجل توصيل رسالة للجمهور ومن أجل حب الوطن، إلا أنني لا أذكر أي أغنية وطنية أثرت بي بشدة. فأنا لا أذكر الأغنيات التي تم طرحها مؤخراً. وبرأيي أغنية "بشرة خير" ناجحة جداً، ولكنها ليست وطنية بل إجتماعية".
أما بخصوص مُشاركتها في أوبريت "عيد الفن"، فتقول: "الأوبريت له علاقة بإرتباط الفن بالوطن والخلفية التاريخية للفن في السراء والضراء بخصوص الوطن، حيث نوجه رسالة للجمهور من خلال هذا الأوبريت بأن يُحرك مشاعر الناس تجاه الكثير من القضايا الوطنية وما إلى ذلك، وأنا سعيدة بالمُشاركة في هذا الأوبريت".

محمد ثروت: أقدِّم أعمالي حباً بالوطن
ورغم اعتراض الفنان محمد ثروت على فكرة التحقيق، عاد فأبدى رأيه في الموضوع من خلال سؤال طرحه علينا: "إنت فاكر إيه من الأغنيات الوطنية التي تم تقديمها مُنذ ثورة يناير(كانون الثاني) وحتى الآن؟" ..وكان الجواب أن الأغنيات "إزاي" لمحمد منير و"مصر قالت" لعمرو دياب" وبعض أغنيات شيرين عبدالوهاب وأنغام وتامر حسني لا تزال عالقة بالذاكرة.
وآثر "ثروت" عدم التعليق على رأي إيمان البحر درويش عن فكرة "التكلّف" بتقديم الأغنيات الوطنية، معتبراً أن "درويش" يقول ما يقوله&على مسؤوليته. وأكمل: عشت عمري كله ولم تدفعني أي جهات سيادية لتقديم أغنيات وطنية. ولكنني أقدم أعمالي حباً للوطن وليس أكثر. وأضاف: لدي أغنية جديدة وطنية موجودة على الـCall Tone في الوقت الحالي، وهي: شدة وهتزول يا بلدي .. وإن شاء الله تزول.. ومهما هيجرى ياما دقت على الرأس طبول".

محمد قماح: الأمر نابع من حُب الوطن
أما نجم برنامج& المواهب "ستار أكاديمي" محمد قماح، فقال: "بالتأكيد، أعتبر أن اندفاع الفنان لتقديم أغنية وطنية نابع من حب الفنان لوطنه. وعندما سأُقدم أغنية وطنية، سأقدمها من أجل التعبير عن وجهة نظري حيال موضوع أو قضية مُعينة. ولكن إن كان الفنان يسعى للنجاح من خلال هذه الأغنيات الوطنية فأنا لست ضد هذا الأمر، وخاصة أنني أرى الموضوع طبيعي. فمن حق الفنان أن يسعى للشهرة ولو كان ذلك من خلال التعبير عن وجهة نظر معينة أو بداعي حبه لبلده. وقال: بصراحة، لا أرى أن هذه الأغنيات أصبحت كثيرة بعد ثورة يناير(كانون الثاني)، بل تسير بمعدل طبيعي.

جدل غير مباشر بين "بكر" و"ناجي"

&

حلمي بكر: أوبريت "مصر قريبة" مثل الطلسم، ولم أفهم معناه
وفي حين قال الموسيقار حلمي بكر أنه لم يجد بين المغنين الذين قدموا الأعمال الوطنية أحدا قد استطاع جذب الجمهور لأعماله الوطنية في الفترةِ الأخيرة، سوى عدد قليل من الأعمال مثل "بشرة خير" و "تسلم الأيادي".
وأجاب بخصوص أوبريت "مصر قريبة" الذي تم تقديمه من أجل تنشيط السياحة المصرية وانتماء هذا العمل لنوعية الأغنيات الوطنية، قائلاً: "تسمحلى أرد عليك .. ماذا يعنى أوبريت مصر قريبة"؟ وأضاف: "أنا أراه مثل الطلسم الذي لم يفهمه الجمهور! فلا بد أن تكون لهذه الأغنيات&فعل ورد فعل ويجب أن تكون قريبة من الجمهور. هذا الأوبريت على عيني ورأسي، ولكن كم من أعمالٍ وطنية لا تُحسَب للثورة أو الوطن؟ العمل الفعال هو الذي يؤثر على الجمهور. فحينما تم تقديم أغنية "بشرة خير" كانت الساحة خالية وكان الجمهور بحاجة للفرحة بالإنتخابات، و"تسلم الأيادي" كانت رداً للجميل وحققت نجاحها أيضاً، ولكن ماذا بعد؟ .. أين الفعل ورد الفعل؟ .. وحينما نقول "مصر قريبة" أريد أن يشرح لي أحد القائمين على هذا العمل معنى الإسم نفسه".

نصرالدين ناجي: لن أرد على&"بكر" احتراماً&لقدره وعقله&
ورد الشاعر الغنائي نصرالدين ناجي الذي قدّم أوبريت "مصر قريبة" على سؤال "بكر" "ماذا تعني جملة مصر قريبة"؟ .. فأجاب مستغرباً: "المُصطلح مفهوم، وإن قمت بالرد على هذا السؤال، فهذا يعني استهتاراً بعقل الموسيقار حلمي بكر. وأنا لن اقوم بذلك لأنني أحترمه وأُقدّره. وأضاف شارحاً: "مصر قريبة" هو إسم الحملة التي قامت بها وزارة السياحة، فهو شيء لم أقم أنا بطرحه، ولكني قمت بإضافة عنوان الحملة لموضوع الأغنية. و"مصر قريبة" هي عبارة مفهومة لأي شخص سواء كان صغيراً أو كبيراً".

أما عن رأيه بازدياد انتشار الأغنيات الوطنية في الفترة الأخيرة، قال: "لا أحد يستطيع أن ينكر على أحد حبه لوطنه. والبعض يريد التعبير عن ذلك من خلال الغناء. ولكن الفكرة تكمن في ضرورة التركيز على مضمون الأغنية الوطنية التي يتم تقديمها ومدى قيمتها وأهميتها، حتى "لا يكون العدد في الليمون مثلما يقولون".
&