لمع بعض الفنانين منذ طفولتهم في العالم العربي والأجنبي، لكن بعضهم فشل في كسب محبة الجمهور في سن المراهقة، وما استطاع إكمال مشواره الفني عند نضجه، فيما استمرت نجومية العديد منهم حتى عمرٍ متقدم. "إيلاف" طرحت إشكالية استمرار نجومية الأطفال، كما يلي:


القاهرة: لاشك أن السينما بحاجة لوجود الأطفال كعنصر أساسي لأداء بعض الأدوار التي تناسب عمرهم تبعاً لاختلاف السيناريو. إلا أن أكثر ما يساهم بوصول الأطفال إلى قلوب الجمهور دون إستئذان هو عنصر البراءة في ملامحهم وأدائهم. لكن إعجاب الجمهور بهم يتناقص مع تقدمهم بالعمر وخاصةً في مرحلة المراهقة حيث يتوه هؤلاء بين حياتهم الطبيعية وشهرتهم المحدودة المتناقصة، حتى تذهب نجوميتهم في مهب الريح. فالكثير من الأطفال والمراهقين الذين لعبوا أدواراً مؤثرة في مرحلةٍ ما، اختفوا عن الساحة لأسبابٍ متباينة.
في هذا السياق، تحلل "إيلاف" خلفيات هذا التحول وأسباب ضياع هذه المواهب الفتية، علماً أن هذه الظاهرة ليست محصورة في الفن المصري بل في العالم العربي و الأجنبي.

سعيد حامد: السينما بحاجة لمواهب الأطفال
ورأى المُخرج السوداني سعيد حامد أن السينما تحتاج الى وجود الأطفال من أجل التعبير عن بعض القضايا. فبعض الأطفال موهوبون في التمثيل، ولكن الظروف قد تتغيّر حين تصل هذه المواهب لمرحلة النضوج والمراهقة، حيث يختفي معظمهم، ليعود بعضهم إلى الشاشة عند النضوج.&وأضاف: أرى أن الموضوع يعتمد ربما على الحظ والنصيب وليس أكثر. فالطفل الذي قدم سلسلة أفلام "هاري بوتر" ظل الجمهور يُتابعه بإستمرار على الرغم من تغيّر مراحل طفولته، ولكن "فيروز"(المصرية)&لم تستطِع إستكمال مشوارها الفني لأنها كانت تُريد التمثيل بنفس أسلوب الطفلة الصغيرة التي أحبها الجمهور حينما نضجت، فاختفت عن الساحة الفنية. وأكمل: يختلف الأمر من موهبةٍ لأخرى. والحظ يلعب دوره بنجاح واستمرار الفنانين بشكلٍ عام. وفي موضوعنا هذا يعتمد الأمر على مدى تفاعل الجمهور مع الطفل في مراحل نضوجه وتبدل شكله وملامحه. فالفنانة "لبلبة" بدأت بالتمثيل وهي طفلة، وظلت تُمثل حتى نضجت ومازالت موجودة حتى الآن، وهذا يعود لإستيعاب الجمهور لمراحل نضوجها وتقبله لها. وكذلك الحال بالنسبة للفنانة ليلى علوي التي اختفت لفترةٍ وجيزة وعادت مجدداً.

تامر هجرس:&الأمر يتوقف على الموهبة
واعتبر الفنان تامر هجرس أن هذا الموضوع طبيعي وواقعي ويحصل في مصر وفي دول العالم. مشيراً الى أن هناك الكثير من الأطفال الذين نجحوا بتقديم& أدوار الطفولة في الأعمال الفنية، ولكنهم حين وصلوا الى مرحلة العمر "الحرِج" خلال النضوج، كانوا يحتاجون نوعيةً محددة من الأدوار. واستدرك قائلاً: ولكنهم بمعظمهم عادوا&للظهور في مرحلةٍ ثانية، ونجحوا في الفن عندما كبروا مثل "ماكولي كولكين" الذي قدّم فيلم "Home Alone" في طفولته. فحينما قام بالتمثيل عندما كبر، حقق نجاحاً لافتاً. ولكنه، كان قد توقف عن التمثيل في الفترة ما بين الطفولة وحتى سن النضوج، لأنه لم يجد ما بين المرحلتين أدواراً مُناسبة له والأمر نفسه ينطبق على بقية الأطفال الذين يعملون في السينما". وإذ أشار لاختلاف الفرص بتحقيق&نجاح أطفال السينما&بين شخصٍ وآخر، قال: "يتوقف الأمر على حسب الموهبة والشكل ومدى تغيّر ملامح الوجه والجسم وما يلائم ذلك من أدوار.

الناقد أحمد رأفت بهجت وهاري بوتر بين الطفولة والشباب

الناقد أحمد رأفت بهجت: الجمهور لم يتقبل "هاري بوتر" بعد النضوج
بدوره، أبدى الناقد السينمائي وصاحب المؤلفات العالمية عن السينما الأميركية والعربية أحمد رأفت بهجت رأيه حول ذهاب نجومية أطفال السينما في مهب الريح مع مراحل النضوج، فقال:"بعض العائلات تُوجِّه أطفالها للعمل في الفن، بحيث يتحكم الطفل في موهبته وهو صغير. والموهبة هي الأساس في كل شيء. وحينما يصل الأطفال لمرحلة النضوج ولا يجدون أنفسهم في مجال الفن، فإما أن ينسحبوا أو يستمروا فيطورون موهبتهم. وهناك نماذج قليلة من الأطفال قد استمرت بنجاح. وذلك لأن الطفل يمتلك براءة شديدة وتلقائية في الأداء، لكن ملامحه تتبدل عندما يصل لمرحلة النضج والمراهقة ما يضع الجمهور أمام شخصية مختلفة قد يتقبلها أو لا. وأضاف: نرى أن الأسماء العالمية ومنها صاحبا فيلم "هاري بوتر" وفيلم "Home Alone" لم يتقبلهما الجمهور بعدما نضجا كما في الطفولة، علماً أنهما قدما أعمالاً أخرى بنفس الطريقة الطفولية التي ظهرا بها حينما كانا طفلين". وتابع: هُناك الكثير من الأسباب والشاهد على ذلك شخصية "شيرلي تامبل" وهي أشهر ممثلة ظهرت كطفلة، فكانت مُعجزة بكل المقاييس وقدمت الكثير من البطولات، ولكن حينما وصلت لمرحلة النضج والمراهقة وتقدمت في العمر لم يتقبلها الجمهور وتركت الفن وتحولت إلى شخصية دبلوماسية وسفيرة للولايات المُتحدة الأميركية في بعض البلدان، وعلى الجانب الآخر فالممثلة "إليزابيث تايلور"&التي عملت في الفن مُنذ طفولتها أكملت مشوارها الفني وأصبحت من أهم وأشهر ممثلات هوليوود، حيث كان لديها دافع شخصي لم يجعل فترة النضوج تؤثر عليها، ولذلك، أرى أن الأمر يختلف من حالةٍ لأخرى، ولا أوافق على أن&نجومية الطفولة تذهب&في مهب الريح".
&