في دردشة هاتفية سريعة مع "إيلاف" تكشف الفنانة رويدا عطية تفاصيل عملها الجديد "بسوريا شو عملتوا" وموقفها مما يحدث في بلدها والمنطقة عموماً، بالإضافة لمشاريعها الفنية المقبلة.


بيروت: طرحت الفنانة السورية رويدا عطية صباح اليوم السبت أغنية بعنوان "بسوريا شو عملتوا"& كتب كلماتها الشاعر اللبناني كمال قبيسي، ولحنها فيصل المصري، ووزعها مارسيلينو، وميكس وماسترنغ حسام الصعبي.
للوقوف على تفاصيل العمل، ولمن توجه رويدا إتهامها، كانت لنا دردشة سريعة معها نترككم مع تفاصيها:

تقولين في أغنيتك الجديدة "شو عملتوا بسوريا" .... لمن توجهين هذا الإتهام بالضبط؟
لكل شخص لم يعرف كيف يحب سوريا بطريقة صحيحة وفضل مصلحته الشخصية على مصلحة البلد ...

بغض النظر عن توجهه السياسي؟
بغض النظر عن توجهي السياسي، أنا أعتبر نفسي حرة بآرائي ومواقفي، ولم أهدف من هذا العمل التحريض على أحد، وهو موجه لكل أطراف النزاع من أبناء سوريا ... ورسالتي للجميع "أحبوا سوريا" ... ولنكن يداً واحدة لنعيد تعمير ما تدمر من البلد.

فنانون كثر إتجهوا للغناء لسوريا في هذا التوقيت هل تعتقدين أن أغنية قادرة على تغيير شيء على أرض الواقع؟
نحن الفنانون بشكل عام لا نملك سوى صوتنا لنحارب به، وأعتقد بأن صوت الكلمة أقوى بكثير من صوت الرصاص.

&لماذا الآن؟
مرت أربع سنوات على الأزمة في سوريا وعرضت علي أغان كثيرة خلالها، لكنني لم أشعر بأن أياً منها يعبر عما يجول في داخلي، حتى سمعت هذه الأغنية، شعرت بأنها&توصف ما يحصل لنا، وإذا نظرت لعبارة "بسوريا شو عملتوا؟" تجدين أنها تنطبق على العديد من دول المنطقة... فلو عدنا بالتاريخ قليلاً للوراء تجدين أننا كنا نسأل: بالعراق شو عملتوا، وبفلسطين شو عملتوا ... واليوم عندما نشاهد نشرات الأخبار نسأل " ما&الذي يحدث"؟
فالسؤال ينطبق على سوريا، واليمن، وليبيا، والسودان وغيرها من دول المنطقة ... والأغنية هي دعوة أوجهها لكل العالم العربي، وبالأخص للسوريين: لنكن يداً واحدة فلا حل إلا في وحدتنا.

في ظل كل اللغط الحاصل حول طبيعة العلاقة اليوم بين شعبي سوريا ولبنان ... ما الذي يعنيه لك&أن من يجسد وجع سوريا بكلماته هو شاعر لبناني؟
هي دلالة على أن لبنان وسوريا -رغم كل ما يحصل من حزازيات، ورغماً عن أنف كل المشككين بمحبة الشعبين لبعضهم البعض- هما بلد واحد وروح واحدة، ونحن اليوم بأمس الحاجة لتعزيز الشعور بقوميتنا العربية، دون التفكير بقطرية ضيقة "أنا لبناني ليش بدي أكتب لسوريا" أو "أنا فلسطيني ليش بدي أكتب للعراق" ... فوجعنا واحد ... لأن اللبناني يتأثر بما بحصل في سوريا، كما يتأثر السوري بما يحصل في العراق الخ ... وما يصيبنا أصاب أو قد يصيب غيرنا.

تعتقدين بأن رسالتك ستجد لها صدى في النفوس؟
إن شاء الله، فلم يمض على طرح الأغنية&سوى ساعة واحدة وردود الفعل تشي بأنها مست قلوب السوريين، فالتعليقات عبرت عن تأثر وصل حد البكاء لدى المتلقي ،وإن بكينا هذا يعني أننا نشعر بالخسارة وبالتأكيد سنتحرك لوضع حد لها.

هل تعتقدين بأنها ستمس كل السوريين أم فئة منهم؟
سأتحدث عن نفسي وقناعاتي كمواطنة عادية، ليست ضليعة بالسياسية ولم تدرس علوم سياسية لكن الأمر واضح وضوح الشمس،& بأن ما يحصل في سوريا أكبر بكثير من فكرة إسقاط نظام، وأن هناك مؤامرة كبيرة على العالم العربي، فسبق وسمعنا تصريحات عن مخطط ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وأعتقد بأننا نعيش تفاصيله اليوم وآمل أن نستفيق قبل فوات الأوان، وأن نتفق كعرب ولو لمرة واحدة في تاريخنا لإفشال هذه الفتنة الخبيثة التي تنتشر في بلداننا كالسرطان، وواهم من يعتقد أن بلده آمن في هذه المرحلة.
وأنا اليوم أحاول إيصال صوت شعبي للعالم أجمع، أحاول أن أكون صوت من لا صوت لهم، وهي رسالة من إنسان لإنسان، من أخ لأخ، مني لشخص آخر يشاركني جنسيتي بغض النظر عن إنتمائه السياسي، فنزيف الدم في سوريا إختلط، وتوحدت فيه كل الفئات، من حق أي سوري أن يعبر عن رأيه، لكن لا يحق له أن يلغي صوتي والعكس صحيح، ورسالتي للطرفين فلنفكر جميعاً بأن الآخر هو أيضاً سوري وهو إبن بلدي، ترعرنا سوياً، كبرنا تحت نفس السماء، قد يكون جاري، أو رفيق دراسة أو عمل، وأعتقد جازمة أننا سننجح في كسر دوامة الحقد والثأر.
وعلينا أن نتنبه لمن يسعى جاهداً لإذكاء هذه النعرة الطائفية التي أعتقد وأؤمن بأننا كشعب سوري سننجح في تجاوزها، ولو كنا ضعاف دينياً وقومياً لكان التمزق والدمار أكبر بكثير مما هو عليه الآن، فبرغم الأخبار المضللة على بعض الفضائيات التي إعتبرها أسوأ من إسرائيل في طريقة طرحها للقضية السورية أو حتى في طريقة طرحهم لكل أخبار العالم العربي لا تزال سوريا صامدة وستبقى.
ومن حق الأجيال القادمة علينا، بغض النظر عن إنتمائها، أن تعيش في أمان وسلام، من حق أي إنسان أن يتطلع لمستقبل مشرق، يؤلمني جداً مشهد الشباب العربي وهو يقف ذليلاً على أبواب السفارات بإنتظار فيزا هجرة تنقله لبلد آمن، هذه الأجيال تخسرها بلداننا وينتهي بها الحال بلا مستقبل، وتجبرهم الظروف على ممارسة مهن بسيطة لكسب العيش بينما كانوا في بلدانهم من أصحاب الشهادات العليا.

هناك جملة بالأغنية إستوقفتنا، وهي الدعوة للمسلمين والمسيحيين لتجاوز الفتنة الطائفية، لكن لو نظرنا للواقع سنجد أن الصراع في المنطقة سني – شيعي بالدرجة الأساس، أما المسيحيين فهم ضحايا على هامش هذه الحرب الطائفية؟
نحن السوريون لم نعرف الطائفية يوماً ولم يكن يعنينا دين أو طائفة من يجلس بجانبنا في المدرسة فنحن نتعامل مع بعض على أسس إنسانية، وكنا نحترم بعض ونشارك في الشعائر الدينية لبعضنا البعض، وأنا أستغرب عندما يقال اليوم أن ما يحصل في سوريا هو حرب طائفية للأسف إمتدت لكل لكل الأديان، فالتحريض لم يعد بين أبناء الدين الواحد فقط. وآمل أن نتجاوز كسوريين هذه الأزمة بالحوار، وأن نتنبه لما يحاك ضد بلدنا، وصمودنا لأربعة سنوات دليل كاف على صلابة نسيج هذا البلد.
سوريا بلد المقاومة، سوريا مهد الحضارات، سوريا التاريخ الكبير، لا يجب ان نسمح لأي كان أن يغرر بنا تحت أي شعار كان، خطيئتنا لن تغتفر إن سمحنا بإسقاط هذا البلد.

ختاماً ما هي خطواتك الفنية التالية؟
غداً سأقوم بتصوير أغنية عراقية، من الحان وتوزيع عمار العاني، أغنية "مهضومة كتير" ، أعتقد أنها ستعجب البنات، وسيرقصن كثيراً على وقعها، وسيكون التصوير في منطقة البقاع، مع المخرجة سيلفانا المولى، سترونني بصورة مختلفة جداً عن كل ما قدمته سابقاً، وأعتقد بأن هذا العمل سيكون نقلة نوعية بالنسبة لي كفنانة.
ويوم الثلاثاء القادم أًصور أغنية أخرى باللهجة البيضاء سبق وتحدثنا عنها في لقاء سابق مع إيلاف، كلمات فادي مرجان، ألحان وتوزيع علي حسون، وسيناريو الأغنية المصورة سيتطلب مني إبراز طاقاتي التمثيلية أكثر من أي عمل سابق لي.
وأنا سعيدة مع مدير أعمالي سمر المولى لأنه من جيل جديد، وفكر جديد، وتطلع مختلف لطرح الفنان، وأعتقد بأنه حتى الآن قادر على إنجاح إسم رويدا عطية،& وتقديمه بصورة جميلة تحبها الناس.
وختاماً لدي سفرة الى الجزائر للمشاركة بتكريم يقام للفنانة الراحلة "وردة" يشارك عدد كبير من الفنانين أذكر منهم الفنان صابر الرباعي، ووائل جسار،& ومحمد عساف، وغيرهم. وآمل أن يكون تكريماً يليق بها وبما قدمته من عطاء فني ننهل منه جميعاً.

&