إكتظت قاعة الجواهري باتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بالجمهور احتفاء بالفنان الكبير ياس خضر الذي استضافه الملتقى الإذاعي والتلفزيوني، حيث تم تكريمه بعد أن تحدث عن المحطات المهمة في حياته وأدى باقةً من الأغاني.


&& بغداد: إكتظت قاعة الجواهري باتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بالجمهور احتفاء بالفنان الكبير ياس خضر الذي استضافه الملتقى الإذاعي والتلفزيوني رغم&ارتفاع درجة الحرارة إلى 48 درجة مئوية. فلم تتسع القاعة لاستقبال الجمهور الذي امتدت صفوفه لخارجها، ونسي معاناته مع حرارة الطقس بفرحته بحضور "خضر" الذي تحدث عن تجربته الفنية في الغناء وتوقف عند المحطات المهمة في حياته.
وجاء حضور "خضر" ليكذب شائعات وفاته التي ملأت مواقع التواصل الإجتماعي، فتحدث بتواضعه المعهود وغنّى بصوته الذي لم تقترب منه الشيخوخة وكأنه لم يعش حوادث الأزمنة، وكان كريماً مع الجمهور الذي طالبه بأداء العديد من الأغنيات المحببة على قلبه.

"خضر يتحدث":
وأوضح المحتفى به أنه من أسرةٍ دينية معروفة. مشيراً لأن والده خضر القزويني معروفٌ جداً في محافظة النجف الأشرف. وقال أنه لم يكن يقصد أن يكون مغنياً، فقد لعبت الصدفة دورها حين شارك بمناسبة "ختان"، وقدّم فيها أغنية "الهدل". وصادف أن كان هناك برنامج خاص لوزارة الزراعة يُبَث من خلال الإذاعة، فسجلوا الجلسة وبثوها. فلما سمعتها الناس أُعجِبوا بها ورددوها و كانت هذه أغنيته&الأولى التي حققت له شهرةً واسعة.&وأضاف موضحاً أن نقلته الكبيرة من الأغنيات الريفية إلى المدنية كانت في أغنية "المكيّر"، للملحن الراحل كمال السيد في العام 1969، وكلمات الشاعر زامل سعيد فتاح. وقال: ألحان&طالب القره غولي هي الأقرب إلى نفسه. حيث أنهما جازفا معاً بتلحين أربع أو خمس أغنيات من قصائد الشاعر مظفر النواب الذي لم يجرؤ أحد على غناء قصائده. فاستمع اليها النوّاب وكان راضياً عنها. وأشار لأن أغلب أغنياته قصص، لكنها ليست عنه ولم يكن إلا مشاركاً فيها.

وأشار لأنه تتلمذ على يد الموسيقار جميل بشير الذي أضافت له مرافقته الكثير من المعرفة وقوة الأداء والشخصية التي يفتقدها أغلب المطربين الحاليين الذين لا يهتمون بإنضاج موهبتهم قبل الظهور على شاشات التلفزيون. وأوضح أنه حين أدى أغنية "إعزاز" إلى لجنة فحص النصوص في الإذاعة والتلفزيون، منحتها إجازة التقديم. لكن بعد تسجيلها تم منعها لأنه أضاف إليها بشكلٍ ارتجالي كلمة "والله إعزاز" وهذا خارج النص المكتوب،&ولكن بعد عدة لقاءات مع رئاسة اللجنة وتوضيح الأمر سمحوا لها بالظهور.&&
&وعن رأيه بالمطربين العرب، شرح أنه مولع بالفنانين صباح فخري ووديع الصافي وأثنى على المطربين الخليجين وعلى رأسهم محمد عبده. كما عبّر عن إعجابه بمن عاصره وجايله من المطربين المحليين، لكنه استثنى موجة من الشباب باعتبارها أساءت لفن الغناء من خلال أغنيات مثل "بسبس ميو" وغيرها. ولفت لأنه لا يعد المغني فناناً إلا من خلال أدائه للأغنية الطويلة وفق قواعدها.

هذا وقدّم "خضر" بعض أغنياته العالقة بذاكرة الجماهير مع مجموعة من المواويل، ومنها "الريل وحمد"، "كذاب"، وشاركه الجمهور بالإداء خاصةً مع أغنيي "حن وأنا أحن" و"البنفسج".&


صوت الأرض:

وكان رئيس الملتقى الدكتور صالح الصحن قد افتتح اللقاء الذي عبّر عن سروره بالإحتفاء بـ"المطرب الكبير الذي ظل صوته غرّيدا بأشجى الأغنيات"، وقال: إن لقب "صوت الأرض" هو أهم وسام حصل عليه ضيفنا ياس خضر علي القزويني الحسيني المولود في مدينة النجف عام 1938. مشيراً لأن لقائه بالملحن محمد جواد أموري في نهاية الستينات كان بداية انطلاقته في أغنية (الهدل) التي بثتها إذاعة القوات المسلحة آنذاك، واذا بها تنتشر ويتغلب اسم الأغنية على مؤديها ليصبح مطرب "الهدل" هو الإسم الجديد له. وتابع: لقد غنّى بعدها "أبو زركه"، والتقى في العام 1969 بالملحن كمال السيد الذي قدم له أغنية "المكيَّر" من كلمات الشاعر زامل سعيد فتاح، وصارت هذه الأغنية بعد بثها من إذاعة صوت الجماهير ببغداد جواز مرور مهم. حيث أنه قدم أحلى ما في صوته للجمهور بجهود ملحن ذكي راهن على صوته المتفرد بخصوصيته. وأضاف: دخل إلى إذاعة صوت الجماهير من خلال هذه الأغنية فصار أحد مطربيها. بعدها التقى وفي بداية السبعينات بالملحن طالب القرة غولي فلحن له "البنفسج" من كلمات الشاعر الكبير مظفر النواب، واستمر التعاون مع القرغولي حتى "مرينه بيكم حمد" للشاعر النواب أيضاً، ثم "إعزاز" للشاعر زامل سعيد فتاح. ولفت لأن مشواره وصل إلى بقاع بعيدة عن العراق، مشيراً لجمهوره الكبير من الجاليات العربية والعراقية في لندن وأستراليا وأميركا وفي كل دول الخليج العربي.

&وسام الإبداع:
وصرّح الفنان مكصد الحلي قائلاً: "لقد احتفل الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في اتحاد الادباء والكتاب العراقيبن بـ"صوت الأرض" الفنان العملاق الكبير ياس خضر& ليكرموه على فنه المعطاء الذي أطرب جميع متذوقي الغناء العراقي والعربي بصوته الشجي والذي يحمل بنبراته رائحة الأرض، حيث اكتظت قاعة الجواهري اليوم بمحبيه وعشاقه. تم تكريمه وقُدِّمَت له&الهدايا ووسام الإبداع." وأضاف: تكلمت أنا عن مدى حبي وولعي وعلاقتي معه، وغنيت مقطعاً من إحدى أغنياته "تعال الحبك"، ونالت استحسان الجمهور الحاضر بالإحتفالية. لكن الأجمل حين غرّد أبو مازن بصوته الشجي فأطربنا وأعادنا إلى عالم الغناء الشجي والجميل والكلمات المعبّرة والرائعة.

عراق الحضارات:
أما الفنانة التشكيلية والإعلامية بشرى سميسم، فقالت: "كانت جلسة إحتفاء وتكريم مميزة متفرّدة للفنان الكبير الملقب بـ"صوت الأرض" ياس خضر. ولقد أدارها الدكتور صالح الصحن بذكاء كعادته في استضافة المبدعين. فالجميل منه أنه يحتفي بهم في حياتهم ليسعدوا بمحبيهم ومعجبيهم". وأضافت: كانت الجلسة طربية بامتياز حيث صدح صوت الأرض بأعذب ما غنى، ففرح البنفسج به وحن الحبيب بعد أن غنى الياس حن وانه حن، ورقصت كل القلوب معه حين قال: "عيونك زرازير البراري". وتابعت: "والله لم أطلب شيئاً من الله إﻻ أن يمدّ في عمر مطربنا العتيد لنحيا بجمال وفن وأصالة صوته، ولنثبت للعالم أجمع أننا نعيش ونفرح ونسمو ونرتقي بهوﻻء الناس الذين نذروا حياتهم للفن والجمال والحياة. وﻻننسى العندليب علي سالم عندما غنى بصوته الشجي "ولو تزعل"".& وأردفت: "كيف نزعل وأنتم تلونون الحياة بريشةٍ من ذهب. شكراً على كل الجهود المبذولة للملتقى. شكرا للدكتور صالح الصحن إصراره على الحياة وبث روح الفرح والحياة في عراق الحضارات، وتبا لكل أصوات النشاز التي تريد النيل من ألق العراق وبهائه. وإلى مزيدٍ من الفرح والسمو والرقي في عراق الحب والجمال".

فيما يلي رابط الموّال مع أغنية "مرينا بيكم" من حفل التكريم:&