تقدم&الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي دورها بأداءٍ تمثيلي جيد في مسلسل "مريم" الذي كتبه السيناريست أيمن سلامة. بينما يبقى التحدي في الحلقات المقبلة مع تصاعد التصارع بين الشخصيتين التي تقوم بتقديمهما.


القاهرة: يبدو أن رهان الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي على مسلسل "مريم" ناجحاً حتى الآن، فالحلقات الأولى منه نجحت في جذب الجمهور ليكون من بين أكثر الأعمال مشاهدةً عبر قناة "النهار" المصرية العارض الحصري للمسلسل في مصر. فظهرت في هذا العمل بصورة مختلفة،&ابتعدت فيها عن شخصيتها كمغنية، أو عن الأدوار النمطية التي حصرتها في دور الفتاة المثيرة التي يتكالب عليها الجميع، فتتعرض للإغتصاب أو الإنتهاك،&وركزت على التمثيل، فجاء أداؤها بعيداً عن المبالغة والتكلّف ما يجعل دورها في "مريم" بمثابة إستمرار لنجاحها كممثلة في رمضان الماضي بمسلسل "كلام على ورق"&ولتؤكد من خلال عملها&الجديد بأنها تأخد&موهبتها التمثيلية محمل الجد،&وبأنها تحتاج فقط للإختيار&الجيد&للمواضيع التي تقدمها.

تقنياً، تبدو الموسيقى التصويرية في المسلسل أعلى من الحوار في بعض الأحيان، وهو ما ظهر في الحلقات الأولى. إلا أنه تم تدارك الأمر&بعد ذلك، بينما جاء اختيار فري عمل المسلسل موفقاً،&فخالد النبوي يشاركها البطولة بدور نديم فخري رجل الأعمال الذي يمتلك مصانع حليب وتسعى للحصول على عقد إعلاني لشركاته،&وريهام عبد الغفورالتي تقوم بدور زوجته موفقاً أيضا نظراً لتميزها&في تقديم شخصية الزوجة الخائنة المستهترة بصورةٍ تُحسب وتضيف لها كممثلة،&قبل أن تضيف لفريق العمل المزيد من النجاح.

إلا أن أداء خالد النبوي حتى الآن لم يضف له أي جديد على المستوى الفني، فهو شبيه بأدواره السابقة إلى حدٍ كبير، على عكس "وهبي" التي جاء أداؤها لشخصية سيدة الأعمال "ملك" جيد لحدٍ كبير.

وملك هي محور الأحداث حتى الآن،&لكونها سيدة أعمال ذكية وماهرة في عملها بالدعاية والإعلان. ورثت عن والدها ثروة، لكن عمها يسعى للحصول على جزء منها بحسب الشرع نظراً لعدم وجود أشقاء ذكور لها، لكن والدها ترك لها التركة بشكلٍ كامل من خلال تنازل مكتوب يشكك عمها بأن توقيعه مزور عليه، فيلجأ للقضاء وينجح في الحصول على تقرير من خبير الخطوط بأن الإمضاء مزور مما يعرضها لإمكانية خسارتها للقضية والحبس بتهمة التزوير.

أما في&شخصية مريم الشقيقة التوأم التي تصاب بالخرس نتيجة صدمتها العصبية بعد وفاة والدها معها في السيارة، فقد نجحت&"وهبي" في التعبير بوجهها عن المشاكل التي تعاني منها، فهي في مرحلة ما كانت مستهترة وتزوجت سراً من شاب إنتهازي مستهتر،التقط لها صوراً خارجة لهما خلال ممارسة العلاقة الجنسية،&ويبتزها وملك للحصول على مبلغ&5 مليون جنيه مقابل تطليقها.

في الوقت نفسه بتعرض خالد النبوي وزوجته لمؤامرة حيث يقوم أحدهم بالدفع بصديقه لإستدراج الزوجة لعلاقة آثمة ويرسل صوراً لزوجها الذي يتعقبها ويقتل عشيقها ويتركها ملتحفة بشرشف في الشارع بعد تطليقها. ولسوء حظه تنسى خاتم زواجها الذي يحمل إسمه في منزل العشيق وتعثر عليه الشرطة فترسل وراءها لإستجوابها وفي نفس الوقت تضغط على زوجها ليعود عن تطليقها درءاً للشبهات، فيوافق ليحمي نفسه وإستثماراته، ويلغي إتفاقه الشفهي مع ملك التي كان يفترض أن تحل بديلة عن زوجته في تنفيذ الحملات الإعلانية لشركاته.
وتعمل& مساعدة نديم الشخصية& (شيرين الطحان) على مساعدة ملك للحصول على العقد الإعلاني بعد أن تلقت رشوة مليون جنيه وشاليه بإسمها من الأخيرة لقاء خدماتها.

هذا ويمكن القول أنه حتى الآن،&تتميّز القصة التي كتبها السيناريست أيمن سلامة بوجود حبكة درامية وأحداث تصاعدية في كل حلقة حتى لو لم يكن محورها "ملك"، وهو ما يعطي للمشاهد الإحساس بأنه ليس عملاً مكتوباً لصالح البطلة فحسب، ولكنه عمل جماعي بامتياز.
&