يعاني المشاهد العربي واللبناني بشكلٍ خاص في رمضان هذا العام من تشتت متعته في متابعة المسلسلات وسط الطفرة في الدراما المحلية والعربية التي شهدت حراكا فريداً من نوعه هذا العام، في حين لا تأخذ معظم الأعمال حقها من المتابعة نظرا لتضارب مواعيد عرضها.


&& بيروت:&يعاني المشاهد العربي واللبناني بشكلٍ خاص في رمضان هذا العام من تشتت متعته في متابعة المسلسلات وسط الطفرة في الدراما المحلية والعربية التي شهدت حراكا فريداً من نوعه هذا العام. فالجواب السريع على السؤال: ماذا تتابعون من مسلسلات خلال الشهر الفضيل تختصره "بالعامية اللبنانية" عبارة "مش عم انلحق"، فيما يعدد البعض عدة مسلسلات يلعب توقيت عرضها الجانب الإيجابي في متابعتها مجتمعة، بحيث يتنقل "الريموت كونترول" من محطة إلى أخرى كسباً للمَشاهد بين هذا وذاك.

في لمحةٍ عامة على متابعة المُشاهد اللبناني، تنقسم المتابعة في مكانٍ ما تبعاً لحوافز سياسية بين فريقي 8و14 حسب تابعية المحطة العارضة للمسلسل. وانطلاقا من طبيعة الشعب اللبناني التي تضع اعتباراته السياسية قبل الفنية نجد أن غالبية أتباع 14 آذار يتابعون قناتي المستقبل والـMTV بينما يتابع جمهور الثامن من آذار المسلسلات على قناتي المنار والـNBN فيما يجتمع الفريقان إلى حدٍ ما على متابعة قناتي الجديد والـLBC وتتوسع الدائرة عربيا تبعا للمحطات المناهضة بين محوري إيران والمملكة العربية السعودية.

أما في التفاعل الإجتماعي، فقد كانت الغلبة لمسلسل "بنت الشهبندر" الذي تعرضه قناة المستقبل باعتباره يحاكي مرحلة تاريخية مهمة من بلاد الشام من قلب العاصمة بيروت، بحيث يصفه البعض من اللبنانيين والسوريين على حدٍ سواء بأنه يشبه بيئتهم، ويتناول قصةً واقعية تحاكي تفاصيل التاريخ بأسلوبٍ مشوِّق.

وفيما خص مسلسل 24قيراط، فبغض النظر عن الصراع الخفي الذي يتجسد ببرودة العلاقة بين بطلتيه، يبدو عابد فهد العنصر الأقوى الجاذب لمتابعة العمل لبنانياً وعربياً من خلال شاشة الـMTV اللبنانية فقط، و لم يُعرَض على محطة عربية، علماً أنه يمكن تصنيفه في خانة المسلسلات ذات الإنتاج المكلف، والحبكة الدرامية المعقدة بحيث يعيش متابعوه هذه الفترة مرحلة ضياع في انحيازهم بين أحقية زوجته وعائلته به وتعاطفهم مع حب سيرين عبد النور له، الأمر الذي صبّ لصالحه في ارتفاع نسبة المتابعة.

أما مسلسل تشيللو فيصفه البعض بالرائع بحبكته والسيناريو وأداء أبطاله الثلاثة نادين نجيم، تيم حسن ويوسف الخال، وقد نال نسبة متابعة واهتمام جيد خاصةً أنه يُعرَض&عربياً على قناة MBC دراما وأيضاً على سما، المستقبل، LDC اللبنانية والسومرية، رغم اعتراض البعض على فكرة القصة التي تهين المبادئ الشرقية بأصلها حين يقبل الزوج المساومة على مرافقة زوجته لرجلٍ آخر مقابل عقد عمل مادي، فيما يرفض البعض التعاطف مع الزوج الذي عقد الصفقة ويسحب منه الحق بالشك بعفة زوجته وإخلاصها بعد موافقته على شروط العقد الذي وقعه.

ولا شك أن مسلسل "أحمد وكريستينا" اللبناني الصرف والذي يُعرَض حصرياً على شاشة الجديد،&قد حصد نسبة&مشاهدة لبنانية لا بأس بها&لكون القصة تحاكي الواقع الإجتماعي اللبناني وسط المطالبات المتكررة لاقرار الزواج المدني الإختياري في لبنان.

في المحصلة، ورغم أن نسبة متابعة اللبنانيين للمسلسلات العربية تتوزع على أكثر من عمل، يبدو أن مسلسل "ذهاب وعودة" الذي تعرضه قناة المستقبل يأخذ الحيّز الأكبر من المتابعة، إلا أنه يبدو واضحاً&أن هذا الموسم الذي يُعرَض فيه العديد من المسلسلات اللبنانية وسط زحمة الدراما العربية سيظلُم المسلسلات بمجملها، لأنها بمعظمها&لن تأخذ حقها كافياً وسط تشتت المتابعة بين المشاهدين اللبنانيين والعرب الذين يتوهون بين نجومية الأبطال وقصة العمل وحبكته، ولا بد من عرضٍ ثاني لكل هذه الأعمال حتى تأخذ حقها بنصِّها وإخراجها وأبطالها.
&