ضيفة "إيلاف" اليوم هي الممثّلة السوريّة أمل عرفة التي تطلّ في رمضان من خلال مسلسلها الذي دخل إلى قلوب الناس متميّزاً بشخصيّة "دُنيا" التي تؤدّيها، كما تجسّد المرأة الشريرة "أم جابر" في مسلسل "الغربال" بجزئه الثاني.


سعيد حريري من بيروت: اللقاء مع النجمة السوريّة أمل عرفة ممتع حقّاً نظراً لثقافتها العاليّة، وخفّة دمّها المميّزة التي تستعملها بذكاء شديد، وسرعة بديهة لافتة. تتحدّث أمل في لقائها مع "إيلاف" عن عمليها الرمضانييْن "دُنيا"، و"الغربال"، وتعطي رأيها بعدد من الأمور الفنيّة.

دُنيا وحبّها للكوميديا

عن دورها في مسلسل "دنيا"، ومدى إرتباطها به قالت: " أحببت هذا المسلسل، وأحبّ شخصيّة دنيا، مثلها مثل أكثر من شخصيّة قدّمتها في حياتي".

وعن حبّها للكوميديا، قالت: "بالطبع أحبّها، وهي فنّ صعب كثيراً، كما أحبّ الدراما، ولا أفرّق بينهما، فأنا أمل في الحالتيْن، وفي الحالتيْن أنا أعمل، وأنا أحبّ عملي كثيراً".

الكيمياء بينها وبين شكران مرتجى

وعن سرّ الكيمياء في نجاح الدويتو بينها وبين شكران مرتجى قالت: "لا شكّ أن نجاح الجزء الأوّل ترك أثراً لدى الجمهور، وأنا كنت أتقصّد ألاّ يتكرّر كثيراً هذا الدويتو كي لا نحرقه، وأظنّ أن شكران أيضاً كانت توافقني الرأي، وعندما قدّمنا العمل مرّة أخرى هذا العام، لمع المسلسل، وكان الناس مشتاقين لدُنيا كثيراً، وواحد من الأسباب التي جعلتني أصرّ على وجود "طُرفة" أو شكران مرتجى ككاتبة، أنّها قدّمت هذه الشخصيّة ببراعة، ولم تكتفِ بما هو مكتوب في الجزء الأوّل، أي أنّها طبّاخة، وعانس، وأنّها غير محبوبة من قبل الرجال، وأنّها تلدغ بحرفيْ "الراء"، و"اللام"، بل هي قدّمت من روحها لهذه الشخصيّة، وعشقتها، وتقدّمها بحرفيّة عالية جداً، جدّاً".

لهجة دُنيا هي لهجة القُصير

وعمّا إذا كانت اللهجة التي تتكلّم بها في المسلسل هي فعلاً لهجة سوريّة، قالت: "نعم، إنّها لهجة سوريّة، وتحديداً لهجة مدينة "القصير" القريبة من حمص، ولكنّها ليست لهجة هذه المنطقة الصافيّة، فهناك إضافات عليها".

ردّها على إتّهامها بالسرقة

وعن إتّهام الكاتب عمّار مصارح لها بسرقة أفكاره في مسلسل "دنيا"، قالت: " لا أفضّل الردّ لأنّ من يعيش على عمل يتيم قدّمه طوال حياته، بماذا أردّ عليه، أمّا بخصوص السرقة، فأنا من تُسرق عادةً".

الغربال والشرَ

وعن دورها بمسلسل الغربال بجزئه الثاني، قالت: "أحببت شخصيّة "أمّ جابر" كثيراً لأنّها تمثّل تحدّياً بالنسبة لي، فهي شخصيّة أكبر منّي سنّاً، كما أنّها شخصيّة شرّيرة، ومتسلّطة. إنّها تجربة بالنسبة لي أن أختبر الشرّ، وأشعر كيف يعيشه الناس، وإنّما هو ممتع على صعيد الآداء، وعلى صعيد تقنيّة الممثّل، "طلع شغلة حلوة يعني" (تضحك).

هذا ما يهمّني كي أشارك في الدراما العربيّة المشتركة

وعن رأيها بظاهرة الدراما العربيّة المشتركة، قالت: "أنا لست موجودة حتّى الآن فيها، وما عُرض عليّ كي أكون في هذا النوع من الدراما لم يقنعني حتّى الآن، ولكن عندما يقنعني ذلك، وأشعر بأنّ هذه الأعمال تحترم ذائقة الناس، وعقل الناس، وتقدّم لهم عملاً بعيداً عن الإبهار الإنتاجيّ، والكوادر الساحرة، والجميلات، وما شابه، فمن المؤكّد أنّه يسعدني أن أكون موجودة. ما يسعدني حقّاً هو أن أكون موجودة في عمل مهمّ، أكان هذا العمل عربياً، أم سورياً بحتاً، أم مصرياً بحتاً، ما يهمّني هو أن أشعر بأنّ الورق الذي أقرأه يحترمني".&

&مشاركة النجوم السوريين في الدراما العربيّة واقع حال!

وعن&انتشار الدراما العربيّة المشتركة ووجود ممثّلين سوريين كعابد فهد في "24 قيراط"، وتيم حسن في "تشيللو"، وباسل خيّاط في "طريقي"، وعمّا إذا كانت تعتبر ذلك تقصيراً منهم تجاه الدراما السوريّة، أم إنفتاحاً على الواقع العربيّ، قالت: " هذا ليس إنفتاحاً، ولا تقصيراً، إنّه واقع الحال، وقبل أن تمرّ سوريا بهذا الظرف الصعب، كان هناك ممثّلون سوريون، خرجوا من سوريا، وقدّموا أدواراً تركت بصمات في أعمال عربيّة مهمّة، وفي هذه الظروف من الطبيعيّ أنّ هناك ممثّلين سوريين، ما زالوا زملاء، وأصدقاء، وأساتذة بالنسبة لي،& نظراً لظروفهم، ومواقفهم، لا يستطيعون الدخول إلى سوريا في الوقت الحاليّ، ولذلك هم يعملون في الخارج، ولكن منهم من يقدّم مستوى عالياً وممتعاً في الأعمال، ولا أرى ذلك ظرفاً طارئاً، وإنّما هي ضرورة، ولكن أنا كمتلقٍّ لا أطلب شيئاً سوى أن أعرف بأنّ ما أراه الآن، أين؟ وفي أيّ زمن؟ هل هو الآن في زمن الربيع العربيّ؟ أم هو قبل؟ أم هو في عام 2050؟ نودّ أن نفهم.

ردّ فعلها على فصل عدد من الممثّلين من نقابة الفنّانين السوريّين

وعن قرار نقيب الفنّانين السوريين بفصل بعض الفنّانين السوريين من النقابة، قالت: " لا أعمل بتفاصيل قوانين النقابة، علماً أنّي نقابيّة، ولكن سمعت أنّ هناك ما له علاقة بالإشتراكات النقابيّة، دفعوها أم لم يدفعوها؟& بأنّ الوقت الذي نمرّ به الآن، مع الإحترام الكبير لنقابتي، كنت أتمنّى أن يكون هناك قرار آخر، فمها إختلفنا سياسياً نبقى زملاء".

مع هادوليك ولاّ هادوليك آه!

وعمّا إذا كان الرأي يورّط الفنّان، قالت: "بصرف النظر عن موضوع فنّان أم لا، أودّ الرجوع إلى نقطة واحدة، فأنا قلت منذ البداية بأنّه يجب أنّ يكون هناك معارض كي يكون هناك موالٍ، والعكس صحيح، ويجب على الإثنين أن يستمعا إلى بعضهما البعض، ولكن عندما يصل بنا الأمر إلى أن تلغي المؤسّسات الطرف الثاني نهائياً، عندها يضيع المعتدل، وسوريا بحاجة إلى إعتدال، واليوم من يجب أن يقوم بهذا الإعتدال هو الفنّان، يجب أن نعتدل، نعتدل، نعتدل، فالبلد ليست ناقصة، وأنا لديّ أصدقاء من الطرفيْن، والكلام الذي أقوله بجانب كلّ طرف هو نفسه، وتمازحنا بلهجة "دُنيا" المحبّبة: "إنت مع هادوليك، ولا هادوليك آه".
&
"كي يعود السوريون إلى بلادهم، إخرجوا من بلادهم"

وعمّا إذا كانت تفضّل ألّا يتدخّل الفنّان في السياسة، قالت: " لا أقصد ذلك، فمثلاً أنا فنّانة، وأنا ممثّلة، وأنا خرّيجة مسرح، وأعتقد أنّي على سويّة معقولة ثقافياً، وفنيّاً، ولكن إذا تكلّمت في السياسة، ربّما أغرق في شبر ماء، " أنا شو بفهّمني بالسياسة؟ ولكنّي أعرف أنّ هناك بلداً، ويجب أن نوقفها على رجليها، مع بعض، ولا يمكن ذلك بموالٍ لوحده، ولا بمعارض لوحده، وليت القصّة تقتصر على موالٍ ومعارض، سوريا حرب بالوكالة، وأنا من الناس الذين يقولون: "كي يعود السوريون إلى بلادهم، إخرجوا من بلادهم".

الدراما اللبنانيّة والسوريّة... من إستفاد ممّن؟&

وعن رأيها بمن يقول بأنّ الوجود الفنيّ السوريّ في بيروت رفع من شأن الدراما اللبنانيّة بعد النزوح الفنيّ السوريّ جرّاء الأزمة في سوريا إلى كلّ من لبنان، ومصر، ودبي، قالت: "أودّ أن أتوقّف بدايةً عند كلمة "نزوح"، لنطلق عليه كلمة "إمتداد" لأنّها أجمل، أمّا النقطة الثانية التي أودّ التوقّف عندها فهي الدراما اللبنانيّة وتألقها منذ أيّام الأبيض والأسود، أنا تربيّت على& مسلسلات هند أبي اللمع، وعبد المجيد مجذوب، وغيرهما الكثير من الفنّانين اللبنانيين الذين إذا ذكرنا أسماءهم، لا بدّ من التوقّف عندها، وأن نقف إحتراماً لهم... في الوقت الحاضر أيضاً هناك أسماء لبنانيّة على صعيد الدراما يجب أن نحترمهم ونحترم تجربتهم، ولكن من المؤكّد أنّه في بعض الأعمال اللبنانيّة السوريّة المشتركة، إستفادت الدراما اللبنانيّة من السوريين، فعندما يأتي مخرج سوريّ يقود ممثّلاً لبنانيًّا، أو ممثّلة لبنانيّة، وعندما يأتي الفنّيون السوريّون المعتادون على العمل بأقسى الظروف، فأنت لا تدرك كم يتعب عامل "الشاريو"، أو عامل الإضاءة الذي يحمل الكثير من الأحمال على أكتافه، والذي يعمل بظروف تكاد تكون غير إنسانيّة في بعض المرّات، تحت أشعّة الشمس، واليوم تحت الضرب، والقذائف، فهذا الفنيّ الذي يأتي للعمل في لبنان، ألا يعطيك خبرة؟! وهذا النجم السوريّ عندما يعمل مع ممثّل بالكاد قدّم عملاً أو عملين، ألا يكتسب هذا الأخير من النجم السوري خبرته؟ هذا أمر طبيعيّ لا ينقُص من شأن الدراما اللبنانيّة، ولا يضيف لشأن المخرج أو النجم السوريّ لأنّ هؤلاء لهم تاريخ وأعمال كثيرة، وهذا أمر طبيعيّ أن يحصل، ولكن دون الإنتقاص من قدر أيّ كان.

في هذه الحالة أقول:&"لا خلّينا بالتركي أحلى"!

وعن متابعتها للدراما، والممثّلين، والممثّلات اللبنانيين، قالت: "أتابع إلى حدّ ما، ولكن في رمضان لا أستطيع أن أتابع كثيراً، حيث أشاهد حلقة أو حلقتيْن، ثم أغيب، وأعود لأبحث عن العمل نفسه، فإذا وجدت بأنّ الممثّل نفسه الذي تركته في الحلقتين اللتين شاهدتهما منذ يومين، ما زال واقفاً على الباب في اللقطة نفسها ينتظر البطلة كي تفتح له الباب، عندها أقول : " لاااااا، خلّينا بالتركي أحلى"، ولكن عندما أجد بأنّ أحداثاً كبيرة فاتَتني، عندها أستنتج بأنّ هذا العمل يستحقّ متابعتي بعد رمضان".

هدول كلّن مطربات مو؟

وعندما سألناها: " نرى اليوم من النجمات اللبنانيّات اللامعات في الدراما كلّ من سيرين عبد النور، ونادين نجيم، ونيكول سابا، وهيفاء وهبي، هل تتابعين&واحدة منهن؟"
تجيب: "هؤلاء كلهنّ مطربات أليس كذلك؟"
نوضح: ما عدا نادين نجيم..!
فتعترف: "نعم للحقيقة لم أتابع كثيراً، ولكنّي أرصد تعليقات الناس، ولست بصدد التقييم، لأنّ لكلّ منهنّ كياناً، وجمهوراً يحبّها، ولكن كبُنية ممثّلة، أعتقد بأنّ نادين نسيب نجيم تملك هذه الخاصيّة، وهي نجمة، وهي شخص يتطوّر، وأنا أصدّقها".&
&
تصوير فوتوغرافي:&علي كاظم
تصوير فيديو ومونتاج:&كارن كيلايتا