يستمر الرهان من جمهور الفنانة نجوى كرم&الذي ملّ انتظار عودتها لأصالة أعمالها&مع كل جديد&تقدمه،&حيث أنها&باتت تكرر نفسها في الفيديو كليب بإستعراضاتٍ وأغاني تحاكي منتجات العصر العابرة ولا تعيش طويلاً بذاكرة الفن الأصيل.


بيروت: تُسابق الفنانة اللبنانية نجوى كرم أبناء جيلها والجمهور&الذي واكب انطلاقتها عكسياً، بحيث&أنها تبدو&اليوم أصغر سناً وكأن عجلة&الزمن تدور بها إلى عمر الشباب.&فهي تعيش الحداثة بشكلها كما في مضمونها. إلا أنها&في رحلة تحدياتها بمواجهة تقاسيم&الزمن&لم تتغير&شكلاً فقط، بل&حدّثت فنها بموضة العصر&بما لا يليق حقاً بعطائها الفني الكبير.

لقد كانت "كرم" كخابية الخمر تقدم لجمهورها نبيذاً معتقاً ذات جودة عالية. وخفقت لها القلوب مع كل آهٍ وموالٍ وأغنية كـ"لا تبكي يا ورود الدار" و"حكم القاضي" والديو الوطني مع الموسيقار ملحم بركات والعملاق وديع الصافي وغيرها من الأغنيات الخالدة التي رسمتها في البال أيقونة الأغنية اللبنانية.

ربما كانت إطلالتها بالأمس البعيد عادية وتقليدية، ولم تكن بهذا الجمال البارز الذي تُطِل&به&اليوم، لكن فنها كان جميلاً لا بل متميزاً وأهلّها لتحمل لقب "شمس الغنية اللبنانية" بجدارة لاقت الإجماع.&والمؤسف حقاً أن يكون وهج هذه الشمس مهدداً بالأفول، وكأنها تحاول مواكبة العصر بفن من الوزن الخفيف لا يشبهها بل يخذل جمهورها الذي ملّ من الرهان المستمر عليها لتطل عليه بأصالتها من جديد!

والسؤال المطروح بعد جديد أعمالها هو: ما بالها&تبدو&وكأنها فقدت الثقة بنفسها وراحت تغالي بالابتعاد عن إبداعها منذ قدمت "الحب الصيني" وتباعاً وصولاً لأغنية "بطل يجي علينا" مع ما رافقها من انتقادات لاسعة حول مضمونها ورسالتها، لتصل اليوم فتقدم "بوسة قبل النوم" برسالةٍ فارغة؟! ولماذا تضحي بجمهورها الأصيل لصالح جمهورها الحديث بأغنياتٍ عابرة؟! ها هي قصة الكليب الأخير "بوسة قبل النوم" مستهلكة، كما الذي سبقه، وهما يكادان يشكلان مسلسلين لعرض الأزياء، والإستعراض الذي&بدأته منذ فترة ولم تجد له نهاية، حتى فقدت كليباتها مغزى الحبكة المؤثرة لتعتمد على الإبهار بالشكل بلا مضمون! فماذا قدمت في كليبها الأخير أكثر من أغنية عابرة وقصة مكررة، علماً أن&تصويرالمشاهد تم في كرواتيا على مدار أربعة أيام بأكثر من منطقة بميزانية ضخمة تم رصدها من قبل شركة lifestylez studios.

لا شك أن العتب على قدر المحبة، والعتب كبير على "كرم" التي نتوقع منها أن تكون على قدر مسؤوليتها تجاه الأغنية اللبنانية،&خاصةً أنها&عضو لجنة تحكيم يُشهَد لها بخبرتها، فهل يعقل أن تقدم أعمالاً بحجم المواهب الحديثة التي تُشرف عليها في برنامجها؟! المؤلم فعلاً أن&الآمال كانت ولا تزال معقودة "عليها" لتقود نهضةً من خلال أعمالها التي يجب أن تنفض الغبار&عن الفن اللبناني الأصيل، لكن هذا الأمل بدأ يتلاشى، ليبدو الإحباط سيد الموقف مع استمرارها بإنتقاء أعمال ركيكة الكلمات مكررة اللحن وكأنها تدور في حلقة مفرغة!

قد يريحنا وجه "كرم" المتجددة جمالاً وأنوثة، لكن المتعة باتت تتوقف عند النظر إليها ولا تصل إلى السمع الذي اعتاد عشقها...! ولا بد من مخاطبتها بلسان محبيها العاتبين لنقول لها: الجمهور يبحث عن مواويلك وأغنياتك الراسخة التي تحاكي الناس بحنين صوتك الشجي الذي لا يليق به إلا ثوب الأغنيات الراقية، فرجاء بدّلي ما شئت من أثوابك لكن، لا تبدلي ثوبه الرصين!

فيما يلي كليب رابط كليب نجوى كرم الأخير "بوسة قبل النوم":