تواجه شارون ستون تحديات كبيرة وهي في الـ 57 من عمرها، بعد تعرضها لجلطة دماغية عام 2001 أفقدتها القدرة على النطق والمشي والقراءة، حيث خرجت من المستشفى تعرج، وتتأتىء، وإستغرقت سنتين من العلاج لتتمكن من العودة للمشي وتعلم الكلام من جديد، وخلال السنوات اللاحقة إنهار زواجها من الصحفي "فيل برونستين" وفقدت حضانة إبنها بالتبني "روان" وكان في الثامنة من عمره في حينها.


شارون ستون في إحدى الصور من جلسة تصوير مجلة "هاربرز بازار"

&&& بيروت:& عرفت الممثلة الأميركية الشهيرة شارون ستون مجداً وعزاً لا ينسى، وكانت من إيقونات الإغراء في هوليوود في فترة التسعينات وتحديداً منذ فيلمها الشهير "غريزة أساسية" بجزئه الأول،&مروراً بأفلام عديدة ناجحة من أبرزها فيلم "كازينو" لمارتن سكورسيزي والذي حازت عنه على ترشيح لجائزة الأوسكار، مروراً بالجزء الثاني من فيلم "غريزة أساسية" حتى توارت عن الأنظار فترة طويلة،&لتعود في عام 2010 بدور شرفي في الموسم 11 من مسلسل "Law & Order: SUV"، وهو الأمر الذي وجدته مهيناً جداً بالنسبة لها بعد المجد الذي عرفته في هوليوود، وزاد الأمر مهانة نسيانها المستمر لجملها في الحوار بسبب الجلطة الدماغية التي تعرضت لها عام 2001، &لكنها كانت مدركة بأن عليها أن&تقبل بما هو معروض عليها إن كانت تنوي العودة من جديد.
فستون التي تبلغ من العمر 57 عاماً حينها أدركت بأن عليها أن تعض على جرحها وتتواضع وتقبل حقيقة أن عليها أن تشق طريقها إلى القمة من جديد، والصعوبة هنا مضاعفة فالطبيعي أن ممثلة في عمرها ستعاني من إنحسار الأدوار وإهتمام الصناعة بها بسبب التقدم بالسن وهي سُنّة هوليوود، أضف إلى ذلك سنوات من الإبتعاد عن الأضواء التي كادت تنسي الصناعة من تكون "شارون ستون".
لكنها وبإرادة حديدة عادت اليوم وهي في الـ 57 من عمرها لتتصدر عناوين الصحف من جديد من خلال جلسة تصوير فنية عارية بالأسود والأبيض لصالح مجلة "هاربرز بازار" تبدو فيها متألقة وجميلة كما عهدناها، وتسرد خلال المقابلة مع المجلة معاناتها مع المرض والآثار الناتجة عنه، وتحول محنتها التي أبعدتها عن الأضواء سنوات لوسيلة للعودة من جديد.
ستون تستعد لتقديم بطولة تلفزيونية جديد في مسلسل يحمل عنوان "العميل أكس" وستتولى تنفيذ إنتاجه كذلك لصالح محطة "TNT" وتقوم فيه بدور نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
وتستذكر الممثلة الجميلة خلال مقابلتها مع هاربرز بازار لحظات إصابتها بالجلطة قائلة: " لازمني شعور بأنني لست على ما يرام لثلاثة أيام قبل أن أدخل غرفة الطواريء، وعندما إنحنى الطبيب ليفحصني قلت له أشعر بأنني سأموت، فرد بالقول تعانين من نزف في الدماغ، فطلبت منه الإتصال بوالدتي، ووافقني قائلاً بأنها فكرة جيدة فربما تفقدين القدرة على النطق قريباً".

وبمجرد أن علمت والدتها المقيمة في بنسلفانيا بالخبر، حجزت على اول طائرة ووصلت الى المستشفى وهي لاتزال ترتدي ملابسها المنزلية حيث كانت تعتني بحديقتها عندما تلقت الإتصال".
وتضيف ستون بأن الأزمة غيرتها ومكنتها من إكتشاف مكامن قوة جديدة في نفسها، فهي تشعر اليوم بأنها أذكى، وأقوى مما كانت عليه قبل مرضها. وأصبحت مباشرة وصريحة وهو أمر قد يخيف الناس منها قليلاً ولكنها مشكلتهم وليست مشكلتها. وتكمل ضاحكة: "عندي عذري فدماغي تعرض للأذى وعليهم التعامل مع هذه الحقيقة".
شارون ستون أطلقت حياتها المهنية عندما تعرت للمرة الأولى على غلاف مجلة بلاي بوي عام 1990 فأقنعت هوليوود بأنها تمتلك كافة مقومات الإغواء عندما شدت إنتباه المخرج بول فيرهوفن ليسند لها دور القاتلة المتسلسلة كاثرين تراميل في فيلم "غريزة أساسية"& الذي حقق نجاحاً عالمياً غير مسبوق وصنع لها شهرتها.
ستون تلجأ اليوم لنفس الإستراتيجية لتعيد إطلاق مسيرتها المهنية فهي تتعرى مجدداً بجلسة تصوير فنية بديعة على غلاف "هاربرز بازار" لتثبت أن العالم يحتاج من جديد لأن يتأكد بأنها لاتزال مغرية وجميلة وهي تقترب من عامها الستين، وقادرة على الصمود أمام الشاشة على الأقل لعقد آخر من الزمان قبل أن تحيلها هوليوود إلى التقاعد الإجباري.
وتؤكد النجمة الشهيرة أن مفهومها للإغراء اليوم يختلف تماماً عما كان عليه قبل عقود، فهي ترى أن الإغراء لا يعتمد فقط على جسد مثير، ولكن هناك أدوات أخرى مكملة وأساسية: "كأن تحب نفسك وجسدك، وأن تمتلك الثقة المدعمة بحس الدعابة". وتضيف: ل"و كنت أفكر بالإغراء بالطريقة التي كنت أفكر بها عندما مثلت "غريزة أساسية" فإن جلسة التصوير اليوم ستكون مهمة مستحيلة، لأنني أدرك تماماً أن جسدي لم يعد كما كان".
ستون لم تعتمد كممثلة على شكلها ومقوماتها الجسدية فقط، رغم أن جمالها كان يشتت الإنتباه عن إمكاناتها الكبيرة كممثلة بارعة، ويرى المخرج الشهير مارتن سكورسيزي أنها تعاني من النظرة النمطية للممثلات في هوليوود: "إن كانت جميلة فهي لا تمتلك الموهبة"، ولكنها مختلفة فهي جميلة وموهوبة وممثلة ممتازة، ويضيف سكورسيزي لم يمر يوم واحد خلال تصوير فيلم "كازينو" لم تدهشني فيه&ستون بقدراتها كممثلة وكانت فترة تصوير طويلة، أي أننا نتحدث عن كمية إدهاش معتبرة.
في مسلسلها الجديد "العميل أكس" تقدم ستون شخصية "نتالي مكابي" التي يتم إنتخابها حديثاً لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وبمجرد إستلامها مهامها تكتشف أنها مسؤولة عن عميل سري يقوم بدوره "جيف هفنر"، وهو أشبه بجيمس بوند في العصر الرقمي،&يحارب الأشرار حول العالم، تحت إشرافها. &فالمسلسل ينتمي لنمط مسلسلات الحركة والإثارة، ولكن تحرص ستون على أن يرى المشاهد جثثاً أقل وذكاءً أكثر.
واشترطت النجمة الخمسينية&أن يكون تصوير المسلسل الجديد في لوس انجلوس لكي تبقى بالقرب من أبناها حيث تبنت "ليار" عام 2005 ويبلغ من العمر الآن 10 سنوات، و "كوين" عام 2006 ويبلغ من العمر الآن 9 سنوات، بالإضافة الى "روان" الذي يبلغ من العمر الآن 15 عاماً ويقوم بزيارتها بشكل منتظم.
ولشارون موهبة أخرى بجانب التمثيل، وهي كتابة الأغاني التي بدأتها بأغنية&شاركت في &كتابتها عام 2005 بعنوان "Come Together Now " لجمع التبرعات لضحايا إعصار كاترينا، وبدأت مؤخراً بالعمل على كتابة مجموعة أغاني بالتعاون مع الملحن اندريا موريكون، تأمل أن تقوم بتسجيلها في الأشهر القادمة.
الجانب الوحيد في حياة ستون الذي يحتاج الى جهد مضاعف الآن هو حياتها العاطفية، فهي تعاني بأن لا أحد يجروء على مواعدتها، حتى عندما تقوم بإفساح المجال لأحدهم وتبادر في مغازلته،&لا يدرك بأنها تغازله، ويعتقد بأنها مرحة فحسب، وتستدرك يعتقد البعض بأنها مثلية رغم أنها ليست كذلك، ربما لأنها محاطة بالعديد من الصديقات المثليات.
وتختم مقابلتها مع "هاربرز بازار مازحة بتوجيه النداء التالي: "رجاء إذا كان هناك شخص راشد ويرغب بدعوتي للخروج يرجى الإتصال بالمجلة".

&