إيلاف من بيروت: غيّب الموت الموسيقار اللبناني الفنان ملحم بركات الذي رحل عن عمر 74 عاماً بعد صراعٍ طويل مع مرضٍ أخفاه عن جمهوره ومحبيه. ولقد فارق الحياة في مستشفى "أوتيل ديو"، بعد أن تفاقمت حالته الصحية. علماً أن صديق عمره الشاعر نزار فرنسيس قد نعاه بتغريدةٍ عبر صفحته الخاصة على "تويتر" قال فيها: "رفيق عمري راح.. نفسي حزينة حتى الموت..".

وكان الفنان الراحل أحد كبار الفن في لبنان والعالم العربي وهو يُعتبر أحد آخر عمالقة فن الزمن الجميل. ولِد في بلدة كفرشيما حيث بدأ حياته الفنية بتلحين نشيد مدرسته فيها. وفي شبابه كان يستمتع بالغناء للفنان الراحل عبد الوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم. ولقد لفت انتباه الموسيقي الراحل حليم الرومي بموهبته حين طُلِبَ منه الغناء والعزف بين فصلَي مسرحية "جنفياف" التي كانت تُعرَض في البلدة، فشجّعه وأثنى على أدائه. والتحق بعدها بالمعهد الوطني للموسيقى (الكونسرفاتوار)، حيث درس النظريات الموسيقيّة والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود لمدّة أربع سنوات، وكان من بين أساتذته، سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا. لكنه ترك المعهد قبل إكمال دراسته، وعمِلَ بنصيحة صديقه الملحن اللبناني الشهير فيلمون وهبة وانضم إلى فرقة الأخوين رحباني ولمع على مسرحهما. ثم بعد أربعة أعوام، تركهما ليشقّ طريقه الفنيّة الخاصة بين الغناء والتلحين. 

لقد أعطى بركات الأغنية اللبنانية كل اهتمامه وكان يتغنّى بها ولقد وُصِفَ بـ"المتعصب لها"، وهو بشخصه كان فناناً عفوياً مثيراً للجدل، بحيث كان وقع أحاديثه الصحافية وتصريحاته مدوياً في غالب الأحيان. أما مشواره الفنيّ الطويل فغنيّ بالألحان والأغاني التي انطبعت بالذاكرة. ومنها "ما اتهزي كبوش التوتي، حبيتك وبحبك، يا حبي اللي غاب، حبيي إنت، يا صمتي يا معذبني، ومشيت بطريقي، قولك صحيح كل شي اتغير، ارجعيلي، أحلا ظهور ظهور القمر، تع ننسى، بدك مليون سنة لتعرف أنا مين، وغيرها من الأغاني الوطنية كـ"موعدنا أرضك يا بلدنا" والديوهات وعشرات المواويل والأعمال المسرحية التي أضافها لسجله الفنيّ اللامع.

يُشار إلى أن الموسيقار كان قد أعلن خلال أحد لقاءاته التلفزيونية منذ سنوات أنه وضع معزوفةًً خاصة ليتم عزفها يوم وداعه خلال نقله إلى مثواه الأخير، حيث قال آنذاك: "حاسس حالي رح فل".
في ما يلي رابط أغنيته الوطنية "يا صمتي يا معذبني: