إيلاف من الرباط: في إطلالةٍ جديدة عبر مسارها الفني، تقيم الفنانة التشكيلية المغربية نوال السقاط، حالياً معرضاً لآخر أعمالها الفنية، يجسد التطور الذي استطاعت تحقيقه بدأبها واجتهادها وإصرارها على التميّز.

وإذا كان المعرض الجديد للسقاط ، بشهادة النقاد، يشكل نقلةً نوعية في تجربتها الفنية، من خلال لوحات مختلفة الأحجام، ما بين كبيرة وصغيرة ومتوسطة، فإن الخيط الناظم الذي يربط بينها هو الإغتراف من بؤرة الألوان البهيجة التي تخطف العين للوهلة الأولى، فور تجاوز عتبة رواق " أبي عنان" في مدخل مؤسسة مجموعة القرض الفلاحي للمغرب من أجل الفنون والتراث والثقافة بالرباط .

ذهب ونور
وانسجاماً مع ما تعكسه الأعمال الفنية لـ"السقاط" من إحساسٍ بالضوء، يغمر النفس، فقد اختار القائمون على المعرض المنظم من 25 أكتوبرالجاري لغاية 11 نوفمبر المقبل، أن يطلقوا عليه شعاراً يصب في المنحى الذي يتجاوب مع شكل ومضمون اللوحات، ألا وهو "من ذهب ونور".

واللافت أن "السقاط" ترحب بزوارها بابتسامة مميزة، وتهتم بإطلاع ضيوفها على ما أنتجته من أصنافٍ فنية، حيث الألوان تسبح بكل حرية في عالمٍ شاسع وفسيح بدون ضفاف.

هذا ويؤكد البيان الصحافي الصادر بمناسبة معرض هذه الفنانة، بكل وضوح أن "لوحاتها الشعرية متفردة باستعارة أضواء وظلال ترسم أفقاً إبداعياً عبر تزاوجٍ ذكي وحساس بين التعبيري والتجريدي". فمن خلال الوقوف أمام اللوحات والتأمل فيها من مختلف الزوايا، يظهر للمتلقي أن هناك جهداً ملحوظاً بذلته الرسامة لتضفي على أعمالها الفنية قبساً من اللون والضوء، بريشةٍ متمكنة تعرف كيف تتحرك بوعيٍ وإدراك فوق القماش، قبل أن تفرز إبداعاً يخطف الإعجاب من العيون.

إقبال
ومنذ افتتاحه، والمعرض يشهد إقبالاً جماهيرياً متزايداً، بفضل موقعه الاستراتيجي، في قلب العاصمة السياسية للمملكة المغربية، مما يسمح للموظفين المتوجهين إلى مكاتبهم، والطلبة الذاهبين أو العائدين من وإلى كلياتهم وجامعاتهم، بالتردد عليه، بدافع من الفضول للاطلاع على محتوياته.

والجدير ذكره هو أن هذا المعرض ليس الأول لها، فقد سبق أن شاركت في معارض جماعية، كما نظمت معارض فردية، داخل المغرب وخارجه. وهي في كل معرض تثير الإنتباه ببصمتها الخاصة، التي تتجدد باستمرار، بين الأساليب التجريدية والتعبيرية، معلنةً عن فنانة أثبتت قدراتها في الساحة التشكيلية المغربية، واستحقت الثناء والتقدير، وبيعت لوحاتها في المزادات الفنية العالمية. علماً أن عشاق "فن التشكيل" في المغرب يتذكرون المعرض الذي نظمته "السقاط" في العام الماضي، تحت إشراف وزارة الثقافة في قاعة "باب الرواح"، المعلمة الأثرية التي يسكنها التاريخ، ولا تفتح أبوابها عادة إلا في وجه الفنانين الكبار.