إيلاف من بيروت:&أطلق الملحن والموزع اللبناني جان ماري رياشي منذ أيام أغنية "أنا رايح ع دبي"، التي صدرت ضمن ألبوم "بالعكس 2"، وتناقش موضوع هجرة اللبنانيين الى الخارج بسبب سوء الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في البلد، فحققت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وحظيت بإشادات اللبنانيين من كافة التوجهات، "إيلاف" إتصلت بالفنان اللبناني لمعرفة ملابسات هذا العمل، وإليكم التفاصيل:

لماذا إخترت أن تؤدي أغنية "أنا رايح ع دبي" بصوتك، ولم تستعن بأحد المغنين المعروفين لغنائها، كما جرت العادة؟

صراحة سجلت أكثر من محاولة بأصوات مختلفة، لكن المشكلة كانت بأنني لم اصدقها من أي منهم، ومن دون ذكر الأسماء، بدوا كأنهم يقرأونها قراءة أو يقومون بتسميع درس يحفظونه، في الوقت الذي يحتاج أداؤها لأن يعكس أمزجة مختلفة، من النكتة الى الحسرة، الحماس أو الزعل الخ. &لذا قررت أن أغنيها أنا، وقمت بتسجيلها بطريقة توحي بأنني أتحدث من خلال الهاتف، لتتناسب مع الفكرة العامة للأغنية.

هل تنوي تكرار تجربة الغناء مستقبلاً؟

بشكل عام لا، إلا إذا كانت أغنية من هذا النوع إجتماعية أو ساخرة، لم أطرح نفسي كمغنٍّ ولن أفعل ذلك وسأستخدم نفس التكنيك في كل مرة أسجل فيها أغنية بصوتي.

كثر ذكّرتهم هذه الأغنية بتجارب زياد الرحباني في الأغنية، هل تزعجك هذه المقارنة؟

بالعكس، لا تزعجني إطلاقاً لأنني تربيت على موسيقى زياد الرحباني، وهو موسيقار كبير تأثرنا به كلنا بشكل أو بآخر. لكن أعتقد أن التشابه هنا ينحصر بأن النمط الموسيقي الذي إعتمدته هو الجاز، وزياد يستخدم الجاز إيضاً، لكننا لم نخترعه فهو نمط غنائي شائع قدمه كل منا بطريقته، أنا رايح ع دبي جاز – سوينغ موزعة بآلات جديدة &...

أقاطعه: المقارنة لم تركز على النمط الموسيقي أو أسلوب التوزيع، فلكل منكما شخصيته الموسيقية المختلفة، ولكن مالت أكثر لناحية الملحن الذي يؤدي ولا يغني، ويعتمد في كلمات الأغنية على النقد الإجتماعي أو السياسي الساخر بلغة الشارع البسيطة؟

صحيح، بالعكس لا تزعجني هذه المقارنة بل أعتبرها فخراً بالنسبة لي.

لديك صداقات معروفة بمسؤولين كبار في لبنان، هل أزعجتهم الأغنية أو أثرت على علاقتك بهم؟
أحدهم إنزعج منها وعبّر لي عن إنزعاجه، بينما تلقاها الآخرون بصدر رحب، وهنأوني عليها لأنها تأتي في إطار النقد الإجتماعي الراقي البعيد عن التجريح أو التحيز. وفي العمل المصور أظهرت معاناة اللبناني المغترب، من تغيّر الطقس عليه، إلى بعده عن الجو العائلي، فهو مثلاً يفتح البراد فلا يجد فيه سوى صحن جبنة صغير لأنه يعيش وحيداً ولا يوجد من يعتني به، وتأرجحه بين حنينه لأصحابه وذكرياته الجميلة عن لبنان، وسوء الخدمات والبنى التحتية عندما يتصل بزوجته لكن الإتصال يكون رديئاً بسبب ضعف الإنترنت،&أي أنني أصور في الأغنية الجوانب الإيجابية في لبنان ثم أتذكر السلبيات التي دفعت الآلاف للرحيل.

هي رسالة أردت إيصالها للمسؤولين وعليهم أن ينظروا لها بإيجابية، وأن يدركوا بأن بلدنا ليس بخير، وبما أن هناك مشكلة فالتقصير منهم أو من فريق عملهم.

لماذا إخترت أن يكون العنوان أنا رايح ع دبي وليس أفريقيا أو البرازيل مثلاً؟

نعم دبي هي مجرد&رمز لبلد ينعم بالإستقرار، والتحضر، لكن نمط الحياة فيها لا يخلو من معاناة بالنسبة للمغترب، من إختلاف الطقس وقساوته، الى ضرورة أن يكد الشخص هناك ويعمل بكل طاقته ليتمكن من تلبية متطلبات الحياة.&كما إنني أزور دبي بإستمرار وأخواتي يعشن هناك.

أنت طبعاً لن ترحل لدبي وإنما باقٍ معنا في لبنان؟

بالتأكيد لا، كنت أمتلك شركة هناك منذ العام 2008 وأغلقتها قبل عام تقريباً، لكن الفكرة راودتني فالأغنية تنطلق إيضاً من تجربة خاصة.

لماذا إخترت تصويرها بطريقة الغرافيكس وليس بالإسلوب المتعارف عليه؟

لأنني لم أرغب بشخصنتها إن ظهرت فيها، أردتها أن تعبر عن حالة عامة، وهذه الشخصية الكرتونية يمكن أن تمثل الشاب اللبناني بالمطلق، ولاحظي أنني وضعت عبارة تتبع في آخر الفيديو لأنني أنوي تكملة القصة في المستقبل حيث يمكن أن تكون "أنا راجع ع بيروت"، أو "عم بحلم بلبنان"، &أو رايح على غير بلد .. يضحك ويكمل:&سنرى حسب الوضع في حينها.

في الختام ما جديدك؟

أحضر لألبوم بالعكس كيدز، سيغني فيه المشتركون ببرنامج The Voice kids، كما أحضر ألبوماً لنداء شرارة الأردنية الفائزة ببرنامج The Voice، كما أطلقنا قبل أسبوع أغنية منفردة لحمزة فضلاوي بعنوان إشتقت كتير.

&

&