في التفاتة فنية تروم الحفاظ على ذاكرة الفنان المغربي الراحل محمد أمين الدمناتي، ترأست الأميرة للاسلمى، مساء الثلاثاء، حفلًا تكريميًا له، في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في دينة الرباط.

إيلاف من الرباط: أقيم هذا المعرض تحت رعاية الملك محمد السادس، وفاء لذكرى الدمناتي الذي وافاه الأجل المحتوم، وهو في سن التاسعة والعشرين من عمره، خلال المحاولة الانقلابية العسكرية بالصخيرات التي استهدفت نظام الملك الراحل الحسن الثاني يوم 10 يوليو 1971.

أثناء الجولة التي قامت بها الأميرة للا سلمى عبر المعرض، اتضح مدى قوة موهبة الدمناتي التي تبلورت في لوحات نابضة بألوان استمدها الرسام من معايشته لمجتمعه، وتفاعله مع قضاياه.

امين الدمناتي 

تأكد ذلك أيضًا أثناء عرض شريط وثائقي عن حياة الرسام التي اتسمت كلها بالعطاء والإبداع، منذ أن وضع توقيعه على أول لوحة في مساره الفني إلى أن أصبح اسمًا مشهورًا له مكانته في الساحة الفنية عمومًا، والتشكيلية على الخصوص.

لم يفت المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، وموريس أراما، المؤرخ والناقد الفني الفرنسي، وحسن أمين الدمناتي، أخ أمين الدمناتي، أن يستحضروا في الكلمات التي ألقوها بالمناسبة في قاعة الندوات بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، سمات الرسام أمين الدمناتي، وما كان يتميز به كصاحب أسلوب فني، وكفنان مشهود له بالكفاءة الفنية والاقتدار.

وتخليدًا لذكراه، تم تقديم كتاب "أمين الدمناتي.. تسعة وعشرون ربيعًا، صيف واحد"، وهو ثمرة عمل توثيقي، ساهم في تأليفه الناقد الفني الفرنسي موريس أراما، وتسلمت الأميرة للا سلمى نسخة منه من يد حسن أمين دمناتي، شقيق الفنان التشكيلي المحتفى به.

وعبّر حسن أمين دمناتي، باسم العائلة، في تصريحات للصحافة، عن مشاعر الفخر والامتنان والاعتزاز بهذه المبادرة ذات البعد النبيل، التي تروم التعريف بتجربة فنية رائدة في مجال الفن التشكيلي.

كتاب عن ذكراه 

ويعتبر هذا الفنان من خيرة الرسامين الذين أنجبتهم مدينة مراكش سنة 1942، وقاده طموحه وحماسه للتشكيل إلى صقل موهبته في كلية الفنون التطبيقية بباريس. وهناك نظم أول معرض له عام 1961 ترك أصداء إيجابية في الصحافة الفرنسية.

ورغم تكوينه الفني في فرنسا، فقد ظل متمسكًا بهويته وجذوره المغربية، عبر اللوحات التي أنتجها على امتداد مساره الفني، من خلال المعارض الذي نظمها في كل من الرباط ومراكش والدار البيضاء.

يمكن القول عن الدمانتي إنه كان فنانًا شموليًا، لا يكتفي بالرسم فقط، بل يعبّر عن مكنون وجدانه بكتابة الشعر، وتصميم الديكور في المسرح، والمشاركة في تشخيص بعض الأدوار التمثيلية.

من اعمال الفنان الراحل 

يحسب له على صعيد العمل الجمعوي، أنه كان منخرطًا في كل الجهود الرامية إلى الدفاع عن الفنون التشكيلية في المغرب، كي تأخذ المكانة الجديرة بها، وما مشاركته في تأسيس أول جمعية للفنانين التشكيليين إلا دليل على مدى تشبعه بروح النضال الجمعوي في سبيل تحقيق رفعة وتطور هذا الفن الذي كرّس له كل حياته.