إيلاف من بيروت: يستقبل مسرح الجميزة عروض المسرحية الكوميدية الغنائية اللبنانية مسترجلة بطولة بريجيت ياغي وبرونو طبال، تأليف وإخراج جاد الخوري.
يتميز العمل بسردية تجمع بين النص الكوميدي والغناء المكمل للحبكة، نجح الكاتب في خلق شخصيات جذابة ومتميزة، وتجلت جرأته كمخرج بإسناد أدوار محورية لوجوه شابة تخوض تجربتها الأولى مسرحياً.
جورج بو منصور المنتج المنفذ يلبس للمرة الأولى ثوب الممثل ويتحدى نفسه بتقديم دور معرفة التي تعتبر مايسترو العمل ... فهي الأرملة الثمانينية بنت الضيعة القوية الرجعية في أفكارها، والتي لا تفهم الأبنة "إيرما" التي تقوم بدورها بريجيت ياغي، ولا تشعر بكيانها أو وجودها، فجل تركيزها على الأخ المغترب الذي يصرف على المنزل من غربته والأبن الحاضر معها في الضيعة أبو الجماجم ويقوم بدوره فادي أبو شعيا، وهو شاب قروي ضعيف منقاد لوالدته، لا طموح له، نمطي في طريقة تفكيره وتعامله مع شقيقته.
أما إيرما فهي تعشق الفن وتحلم بأن تفتتح محلاً تسميه "مولان بلو"، لكن لأنها وصديقتها شريكتها في حلمها (دلعونة) فتيات، لا تجدان مستثمراً يأخذهما بشكل جدي، فبالتالي تجبر إيرما صديقتها دلعونة على التحول الى جعفر لخداع المستثمر والوصول الى هدفها. وفي خضم سعيها هذا تظهر والدتها وهي تنوي تزويجها لقريبها "أمير" حكيم الضيعة ويقوم بدوره برونو طبال.
فتفاجأ ب "جعفر" في شقة ابنتها مع المستثمر فتستشيط غضباً، مما يضطر إيرما للكذب والإدعاء بأن جعفر هو خطيبها.
وتجتمع جميع الشخوص في الضيعة لأجل خطبة إيرما على جعفر، حيث تدور معظم احداث المسرحية في منزل معرفة.

مسترجلة عمل ممتع نجح في انتزاع الضحكات من الجمهور، يقدم رسالة سلسة عن واقع المرأة العربية التي تسعى لإثبات وجودها في مجتمع ذكوري يهمشها ويخنق طموحاتها أغلب الأحيان.
ويقارن بين عقلية الأم معرفة التي تخضع للأعراف المجتمعية وتعامل إبنتها على أساسها، بشكل يدلل على مساهمة المرأة في قمع المرأة، وفي المقابل نرى "جرررنك" خالة إيرما وتقوم بدورها كارينا مدور، هي صورة معاكسة تماماً لشقيقتها، فهي قوية عصرية متحررة إختارت مهنة التمثيل وقدمتها على حساب حياتها الشخصية.
أما "دلعونة" وتقوم بدورها باريسا، فهي تعيش علاقة عاطفية مع "عمر" ويقوم بدوره مايكل كبابة، وهو شاب ثري يحب دلعونة لكنه يريد تغييرها لتشبه الصورة التي يريدها هو عنها ... ويتنافس على قلبها مع أمير ... بينما دلعونة فتاة لا تخضع لمعايير الأنوثة المعتادة إجتماعياً، فهي تشتري راحتها في مظهرها وملابسها، وتميل للقوة والإستقلالية، ولكنها ضائعة ما بين ولائها لصديقتها وحبها لشخص يحاول تغييرها بإستمرار، في مقابل وجود شخص يقبلها كما هي ويحبها لكنها لا تحبه.
فعلى من سيقع إختيارها؟

كاميرا إيلاف كانت حاضرة وعادت إليكم بهذه التقرير المصور: