رائد أنضوني

أراد أنضوني التعبير عن تجربته الشخصية

حصد فيلم "اصطياد أشباح" للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، الذي عرض ضمن قسم البانوراما التسجيلية في مهرجان برلين السينمائي الـ67، جائزة أفضل فيلم تسجيلي.

سجناء سابقون أم ممثلون يجسدون شخصيات اعتقلت بالسجون الإسرائيلية، خاصة سجن المسكوبية بالقدس، في مرحلة من مراحل حياتهم؟

إنهم الاثنان معا.

فهم ممثلون جذبهم إعلان في صحيفة برام الله يطلب سجناء سابقين لتمثيل فيلم.

المخرج رائد أنضوني أراد أن يهزم أشباح تجربته الشخصية بصناعة فيلم يجسد فيه شخصيته الحقيقية كمخرج وأيضا تجربته كمعتقل.

فيلم عن حاضر أبطاله، يحاكي ذكريات اعتقالهم في السجون الإسرائيلية، من خلال إعادة بناء جدران زنازينهم لتمثيل ما تعرضوا له داخلها.

يكشف الفيلم عن آلامهم التي لاتزال حية بداخلهم، وتشوهات نفسية يحاولون هزيمتها بإعادة معايشتها والحديث عنها.

الكثير من مشاهد الانهيار والدموع والآلام نتابعها في رحلة بناء السجن، وهو ما تطلب وجود طبيب نفسي مع الممثلين خلال التصوير، كما قال أنضوني.

ويوضح المخرج أن هذا كان لاحتواء انفعالات شخصيات الفيلم والتعامل معها دون إيذاء مشاعرهم.

واقعية الأحداث وطريقة صناعة العمل الفني، التي مزجت بين الفيلم التسجيلي والفيلم الروائي، تجعل منه فيلما ذا قالب جديد.

وفي رده عن غياب الموقف الإسرائيلي مما يرصده الفيلم، قال رائد إن "مهنة السجين ليست تعليم سجّانه"، وذلك في إشارة منه إلى لفت انتباه السلطات الإسرائيلية لممارسات يصفها بـ"غير الإنسانية" يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.

وأضاف أنضوني أنه لولا تجربة اعتقاله وهو في الخامسة عشرة من عمره ما كان لفكرة الفيلم أن ترى النور.

وأكد أن "فترات الاعتقال وفقدان السيطرة على النفس والجسد تجعل من المخيلة المهرب الوحيد"، مضيفا أنه عبر عن هذا أيضا من خلال شخصيات الفيلم الذين تنوعت مواهبهم بين الشعر والرسم.