"إيلاف" من بيروت: يواجه الفنان الإماراتي حسين الجسمي الإرهاب بالحب في مشهديةٍ ملحمية تجسدت بإعلانٍ يتناقله رواد مواقع التواصل الإجتماعي كرسالة سلام عن الدين الإسلامي في شهر رمضان. حيث أنه ينتصر على الإجرام بالإيمان عبر "إعلان شركة زين للإتصالات" برسالةٍ قوية ضد الإرهاب وأساليبه البشعة التي تتجسد في فيديو كليب أشبه بفيلمٍ سينمائي قصير يقدِّم رؤيةً جريئة بقصةٍ محبوكة بحرفية عالية تُوصل رسائل مؤثرة عابرة للعقول والنفوس عبر أنشودة "أعبد ربك حباً لا رعباً".

وتبدأ الرسالة المغناة بصوت طفل موجوع يقول "سأخبر الله بكل شيء، سأخبره بأنّكم ملأتم المقابر بأطفالنا وكراسي المدارس فارغة، وأشعلتم الفتن ونسيتم مصابيح شوارعنا مطفأة، وأنكم كذبتم والله أعلم بذات الصدور...". ثم يدخل الإرهابي مدججاً بالمتفجرات مردداً عبارة "أشهد أن لا إله إلا الله." فيواجهه عجوزٌ يحمل طفلاً بعبارة "يا قادماً بالموت وهو خالق الحياة"! فيتابع الإرهابي: "أشهد أن محمداً عبده ورسول الله.." فيظهر له طفلاً تضرّج وجهه بالدماء قائلاً: "مسامحٌ حليم لم يؤذي من أذاه..."! وتشتعل النيران لتنقلب الكلمات إلى أنشودة "الله أكبر مِن مَن يخفي ما لا يظهر...مِن مًن يحفظ لا يتدبر... منِ مًن آمن حتى يغدر.."، فيطلق "الجسمي" صرخة الأنشودة "الله أكبر" وسط استعراضٍ لمشاهد التفجيرات التي تُنفذ تحت شعارات التكبير. ثم تكون المواجهة الجماعية السلمية مع الإرهابي، بكلماتٍ هادفة سُكِبَت بقالبٍ توعوي متقن: "أعبد ربك حباً لا رعباً. كن في دينك سهلا لا صعباً. خالف ندّك سلماً لا حرباً". ويمد الجسمي يده للإرهابي الذي يقع أرضاً بحيرة الأفكار المتصادمة بعقله في مواجهة بين الحب والعنف ليجسِّد ضياعه في لحظاتٍ حاسمة يتوجب عليه اتخاذ القرار فيها بين الموت والحياة..!


وتتابع المشهدية استعراضها للواقع المؤلم بإخراجٍ ذكي يربط بين جملة "أقنع غيرك ليناً لا غصباً "مع ظهور الآية "لا إكراه في الدين" لتبرز بعدها لافتاتٍ معبّرة تحمل رسائل للسلام كُتِبَ عليها "القلم أقوى من الرصاص، دين قلوب لا حروب، ليت للإرهاب ولداً مثلي.. فيفهم حزني بدفن طفلي، الدعوة أن نكسب قلباً لا حرباً...".

وفيما يتابع الجسمي منشداً للعبارات المدوية بتناقضات مرادافاتها الهادفة "لنفجّر العنف رفقاً...لنفجر الضلال حقاً... لنفجّر الكره عشقاً..لنفجّر التعصب نرقى..." بالتزامن مع استكمال قصة حب بقبلةٍ يطبعها رجل على جبين عروسه"، فتأتي خاتمة الأنشودة بقبلة يطبعها الإرهابي على وجنة طفلٍ صغير مستجيباً لنداء السلام على وقع صوت "الجسمي" الذي يختتم العمل بعبارة "كلما يفجِّرون كرهاً، سنغنّي حباً".


هذا وكانت المواقع العالمية ومنها SBS وAFP قد تناولت هذا العمل الفني الهادف بنقاشٍ حول مفاهيم الدين الإسلامي ورسائله ومعاني فريضة الصوم بطريقة إيجابية لافتة. حيث فُسِّرَت هذه البادرة بالرسالة البناءة التي قُدِّمَت بتصوير مهاجم انتحاري بمواجهه المؤمنين في شهر رمضان المخصص لفريضة الصيام. وأثنت معظمهما على الجهد المشترك بين الجسمي وشركة "زين" بتقديم هذا الفيديو الذي يسلط الضوء على صور من تفجيراتٍ عدة في أنحاء مناطق تحت حكم تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية التي يخرج منها الناجون وأسر الضحايا أيضاً مع لافتاتهم بمدوناتٍ تدعو للحب والسلام في مواجهة الإرهاب.

يُذكر أن نسبة مشاهدة هذا الفيديو قد تخطت المليونين على صفحة زين على YouTube، فيما شاركها أكثر من 4000 شخصاً عبر "فيسبوك." وهو يحمل العبارة "أعبد ربك بالحب وليس بالإرهاب" كرسالة رئيسية للإعلان الذي علقت عليه بعض المواقع بأنه يؤكد في مضمونه على أن دول الخليج تُعتبَر جزءاً من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد متطرفي "داعش" في سوريا والعراق.