يتناول المخرج المغربي مصطفى مضمون إشكالية البطالة في أوساط الشباب في علاقتها بحلم الهجرة الذي يراودهم، من أجل تحسين ظروف معيشتهم، والبحث عن آفاق جديدة لتطوير الذات، وذلك من خلال الفيلم التلفزيوني الجديد "القرية المنسية"، الذي يرتقب عرضه قريبًا على القناة التلفزيونية المغربية الثانية. 

إيلاف من الرباط: عن قصة العمل الذي تم تصويره في مدينة تيزنيت (جنوب المغرب)، وأبرز الأحداث التي تميّزه، قال الممثل المغربي محمد خيي في اتصال هاتفي مع"إيلاف المغرب": "إن القصة تتمحور حول 3 شبان يريدون خوض مغامرة عن طريق السفر والهجرة باتجاه العاصمة السنغالية دكار، كل حسب الهدف الذي يريد تحقيقه، والذي يختلف ما بين الرغبة في إيجاد عمل، محاولة للهروب من الظروف التي يعيشها، فضلًا عن السعي وراء اكتشاف أشياء وأنماط أخرى للعيش في الدولة الأفريقية التي تشكل مقصدهم".

بوجو في دور"طامو" المرأة القروية

دور مختلف
بخصوص تفاصيل الدور الذي يؤديه خيي من خلال هذا العمل التلفزيوني الجديد، قال "أجسد شخصية أحد قاطني "القرية المنسية" التي تشكل محطة توقف لهؤلاء الشباب، إنسان طيب ومحبوب من طرف سكان القبيلة، أحرص على استضافتهم وتقديم المساعدة إليهم بعدما توقفت السيارة التي كانت تقلهم بشكل اضطراري".

أضاف خيي إن ما دفعه إلى تقمص هذه الشخصية يتمثل في كونها دورًا مختلفًا تمامًا عن الأدوار التي سبق له أن قام بتأديتها في أعمال سابقة، والتي تنحصر مجملها في شكل الرجل القاسي والصعب المراس.

التمثيل والفوضى
وعن رؤيته وتقييمه للتمثيل في المغرب في الآونة الأخيرة، قال خيي: "من الضروري محاربة التسيب والفوضى الحاصلة في المجال، فنسج العلاقات والاعتماد عليها من أجل أن يفرض أي شخص نفسه في التمثيل ليس بالسبيل الصحيح والذي من شأنه أن يرفع من قيمة الفن المغربي ويجعله يرتقي مستقبلًا".

من أجواء التصوير في تيزنيت

وشدد خيي على وجوب توافر الموهبة كشرط أساسي لولوج المجال التمثيلي، إضافة إلى توافر ممارسة وتكوين وتجربة تخول للممثل فرض نفسه وتقديم أعمال في المستوى للمتتبع المغربي، على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة، والتي تمنح الأولوية للمهنية والحرفية، بحيث لا يمكن لأي شخص أن يزاول المهنة من دون وجود معرفة بالمجال وتكوين مسبق، على اعتبار أن حب التمثيل يظل أهم شيء، وليس بالضرورة الوصول في وقت وجيز وتحقيق الشهرة.

بخصوص جديده الفني، قال خيي: "فضلًا عن "القرية المنسية" التي دخلت حاليًا مرحلة المونتاج، هناك سلسلة تلفزيونية بعنوان "ولا عليك" من إخراج علي المجبود، ومسلسل آخر مع المخرج عبد السلام الكلاعي بعنوان "عين الحق".

المرأة القروية المثابرة
وحول مشاركتها في الفيلم التلفزيوني "القرية المنسية"، أفادت الممثلة المغربية فاطمة بوجو إنه ثاني فيلم تلفزيوني تشارك فيه مع المخرج مضمون بعد فيلم "إشاعة" الذي تم تصويره في السنة الماضية في مدينة الصويرة، وحقق نسبة مشاهدة عالية أثناء عرضه في رمضان الماضي.

ربيع القاطي مع المخرج مصطفى مضمون

وقالت بوجو في تصريح لـ"إيلاف المغرب": "الفيلم يدور في أجواء قرية نائية جدًا، وجد سكانها أنفسهم منعزلين عن العالم، وتشاء الصدف أن يحل بها ثلاثة شبان من المدينة، لتتطور الأحداث لاحقًا، وهو ما سيكتشفه الجمهور المغربي بعد العرض، أجسد شخصية "طامو" في الفيلم، وهي إحدى نساء القرية، نعيش معها حياة المرأة القروية، التي تمتلك طاقة قوية للعمل في ظروف شاقة تنعدم فيها جل وسائل الحياة العادية، فهي كالآلة تعمل بلا توقف، بداخلها قدرة عجيبة على تحمل كل شيء، ومع ذلك تتصف شخصيتها بالهدوء المطلق، بحيث إنها نادرًا ما تنفعل، تعيش إلى جانب نساء القرية برضا وقناعة". 

معجبة بـ"طامو"
وعن الأسباب التي دفعتها إلى قبول هذا الدور، قالت الممثلة المغربية "بدأ اعجابي بالدور لحظة ارتدائي لملابس الشخصية من طرف القيمة على ذلك طبعًا بالاتفاق مع المخرج، وهي المبدعة نادية الصديقي ومساعدتها بشرى بلال. روعة الملابس ودقة اختيارها جعلتني أحس أنني فعلًا قروية أنتمي إلى هذا العالم الذي يفتقد وسائل الراحة وتعلو فيه درجات الحرارة إلى حدود الاختناق، ودفعني إلى التفكير واختيار موقفي من هذه الحياة القاسية، انطلاقًا أيضًا من الحديث مع نساء قرية واعلكة بأولاد جرار بنواحي تيزنيت، حيث تستخلص من هذا الحوار أنهن نساء راضيات بحياتهن، حكيمات في التعامل مع مشاكل الحياة، وهن روح الكرم والطيبة. فكان قراري بعد مناقشته مع المخرج أن تكون "طامو" المرأة الحكيمة والصبورة والتي تقوم بواجباتها اليومية برضا تام ، وفي الوقت نفسه تتفاعل بإيجابية مع كل التغييرات الجديدة في القرية".

الممثلون المشاركون في"القرية المنسية"

وأفادت بوجو أن أجواء التصوير كانت رائعة، تقاسم من خلالها فريق العمل تفاصيل الحياة اليومية في بيوت سكان القرية الذين غمروهم بكرمهم وطيبتهم، وسمحوا لهم باكتشاف عالمهم الجميل.

عائلة فنية
زادت بوجو قائلة: "وبما أننا فريق سبق واشتغلنا في فيلم "إشاعة" معًا، فإننا كنا عائلة فنية بامتياز تجمع بين العمل الجدي والعطاء الفني اللا محدود وبين لحظات المرح والفرح والاستمتاع بأجواء الوجود ببلاطو التصوير، أنستنا حرارة الجو في المنطقة إلى جانب فريق تقني وفني كثير العدد".

جانب من طاقم العمل

تجمع "القرية المنسية" ثلة من الممثلين المغاربة منهم: ربيع القاطي، محمد خيي، فاطمة بوجو، هدى الصديقي، سعاد النجار، جميلة شاريق، عبد الكبير حزيران، عبد الفتاح جوادي، سناء بحاج، سيري ديريك من بلجيكا، والطفل آدم كشاف، إلى جانب ممثلين آخرين من تيزنيت.