"إيلاف- المغرب" من الرباط: حنان زهدي ممثلة مغربية تلقائية في حضورها وأدائها، متمكنة من عملها، تشتغل بحرفية ومهنية فائقة، استطاعت أن تثبت ذاتها وكفاءتها لتحصل على حب وتقدير الجمهور المغربي الذي ظل وفياً لها، وينتظر في كل مناسبة جديدها الفني بشغف شديد.
تحمل الفنانة الشابة، من خلال حديثها، طموح امرأة لا تؤمن بالمستحيل، تخطت العقبات والصعاب نحو القمة دون ملل أو تعب، لتصنع نجوميتها وتفرض اسمها على الساحة الفنية المغربية. وهي تحرص دائما على تقديم الأعمال الهادفة. لا يهمها العدد بقدر ما تجذبها جودة المواضيع التي تحمل رسالات مهمة للمشاهد المغربي. ارتبط اسمها بالعديد من الأعمال والإنتاجات الوطنية الناجحة، التي مكنتها من إنشاء قاعدة جماهيرية عريضة.

"ايلاف المغرب" التقتها وعادت بحوارٍ تحدثت فيه عن مسارها الفني، وإقامتها بفرنسا، ورؤيتها للعراقيل التي تحول دون التعريف بالإنتاجات المغربية على المستوى العربي، بالاضافة إلى مشاريعها الجديدة.

* أنت مقيمة حالياً بالديار الفرنسية، ما السبب وراء هجرتك ومغادرة المغرب؟
-السبب في وجودي بفرنسا يرجع لكوني متزوجة من مواطن فرنسي.فانا أقطن هناك منذ أكثر من 10 سنوات برفقة زوجي وأبنائي.

*ألا تخشين أن تقلّص هجرتك من حضورك على المستوى الدرامي والسينمائي بالمغرب؟
-لا أظن أن اقامتي بفرنسا قد تؤثر على مسيرتي الفنية التي ما زالت مستمرة. من يريدني للعمل بإمكانه التواصل معي، فالأمر ليس بالصعب. وقد سبق لي العمل في إنتاجات فرنسية ما بين المغرب وفرنسا. فأنا لا يهمني الكم بقدر ما أحرص على جودة الأعمال التي أشارك بها، يكفيني العمل في إنتاج واحد أو اثنين في السنة يحملان قيمة فنية مضافة على أن أشارك في 8 أعمال من دون جدوى.

*هل هناك شروط يفرضها الإندماج الثقافي والفني في فرنسا بالنسبة للمقيمين من جنسيات وبلدان أخرى؟
-لا شيء يبدو سهلاً، فحتى في البلد الأصل يكون من الصعب أحياناً إثبات الحضور بالنسبة للفنان. فما بالك بفرنسا، حيث تبرز المنافسة بشكلٍ كبير، إضافة إلى الإختلاف الحاصل في الإمكانيات وطريقة الاشتغال. لذا فالصعوبات والعراقيل شيء وارد الحصول.



*ما هي الأشياء التي تشتاقين لها وتفتقدينها في أرض المهجر؟
-المغرب ساكن دائما في أعماقي رغم ابتعادي عنه جغرافياً. أفتقد الأجواء المغربية الأصيلة، خاصة في المناسبات الدينية والروحية. أفتقد والدتي والعائلة والأصدقاء.

*نلاحظ أنك تختارين أعمالك بتأن شديد، وتبتعدين عن أدوار الجرأة، هل تؤمنين بمصطلح الفن النظيف؟ وهل أنت من أنصاره؟
-شخصيا، لست من أنصار ومساندي مصطلح الفن النظيف، الذي لا وجود له على الساحة الفنية. لا يمكننا الجزم بوجود فن نظيف أو آخر متسخ، فضلاً عن كوني لست ضد أدوار الجرأة إذا كانت تحمل في طياتها نتيجة ما أو رسالة هادفة معينة أستطيع كممثلة إيصالها للجمهور المتلقي. أؤمن بالجرأة في الفن إن كان يحمل رسالة ما يمكنني تشخيصها.

*هل سبق لك المشاركة في أعمال لم تكوني راضية عنها بنسبة عالية؟
-حينما أعتزم المشاركة في عمل فني معين، أحرص على الدقة في الإختيار، لكن هذا لا يمنع من كوني ارتكبت غلطتين في عملين اثنين، لكنها تبقى أولا وأخيرا تجربة أتعلم منها، و أحرص على عدم تكرارها مستقبلاً.

*شهد المغرب مؤخراً طفرة نوعية من حيث الإنتاجات السينمائية المغربية، و لدينا طاقات فنية وإبداعية جيدة. برأيك ما الذي ينقص الأعمال الفنية المغربية ليتم تسويقها عربياً حتى لا تظل حبيسة المحلية؟
-ينقصنا السيناريوهات، والكتابة، وتوفير الإمكانيات المادية والمعنوية بالنسبة للفنان لتحفيزه على بذل المزيد من الجهد والعمل، الفنان ليست لديه القيمة التي يستحقها.

*كيف تنظرين إلى حصيلة مسارك الفني؟
-انا راضية عن أعمالي التي قدمتها حتى الساعة، لا أشارك في أي إنتاج إلا وأكون راضية عنه. مسرورة بمسيرتي الفنية وما حققته مادام الجمهور المغربي راضياً هو الآخر عنها. ما يهمني كما أسلفت الذكر هو الجودة وليس العدد أو الكمية.

*ما هي مميزاتك، وما هي الأشياء التي لا تعجبك في شخصيتك؟
- طموحة ولدي إصرار قوي على المضي قدماً في تحقيق أهدافي، متزنة وأستمع للآخرين، عيوبي تتلخص في كوني عنيدة.

*ما هو جديدك الفني؟
- لدي عمل سينمائي جديد لا أستطيع البوح بتفاصيله حالياً. فهو ما زال في طور الإعداد. آخر عمل قمت به تمثل في مشاركتي بتجربة جديدة، من خلال بطولة كليب للفنان المغربي القدير نعمان لحلو، بعنوان"الغزالة يا زاكورة". وهي تجربة متميزة أعتز بها وأسعدتني كثيراً. انتهينا من التصوير أخيراً، والذي شمل مناطق زاكورة، محاميد الغزلان وأكدز (جنوب المغرب).

*ما الذي دفعك للمشاركة في الكليب خاصة أنك تقومين بهذا الأمر للمرة الأولى في مشوارك الفني؟
-أولا، لكونه من إخراج المبدعة فاطمة بوبكدي والتي أعتبرها مدرستي في الفن. وهي التي فتحت لي المجال من خلال إطلالتي في أعمال "أمودو"،"الكمين"، و"الدويبة"، فضلاً عن كون الأغنية تجمعني بالفنان نعمان لحلو وتمثل المغرب ومدينة زاكورة الجميلة. لقد خضت هذه التجربة بكل حزم وتلقائية، و"الغزالة يازاكورة" شرف لي، فهي تجسد الصحراء المغربية بصفة عامة.