إيلاف من القاهرة: نعم يحب الجمهور نجلاء فتحي مهما تغير شكلها أو تقدمت في العمر، هي النجمة المتصالحة مع نفسها بإستمرار، هي الفنانة القادرة على أن تجذبك بتلقائيتها وعفويتها عندما تلتقيها، هي المحبوبة من زميلاتها في الوسط الفني رغم غيابها، لا تجعل أحد يشعر بالآلام التي تتعرض لها، ولا تريد سوى العيش في هدوء مع زوجها الإعلامي الكبير حمدي قنديل، هي المرأة البسيطة الغير متكلفة، المرأة التي ترفض العودة للتمثيل مهما كانت الإغراءات، وترفض استغلال مسيرتها الفنية الكبيرة لتحقيق اموال منها.
نجلاء فتحي هي الفنانة التي غابت لأكثر من عشرين عاماً عن الجمهور ولا تزال باقية في ذاكرته بأعمالها، فرغم انها تضررت في طفولتها نتيجة تأميم ممتلكات والدها في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أن توجهاتها دائما ما كانت منحازة للمواطنين البسطاء، فكانت متواجدة بالثورة، وإرتبطت بالكاتب حمدي قنديل الذي دفع ثمن مواقفه السياسة غالياً كثيراً.
عندما خرجت أخبار مرض نجلاء فتحي بنوع نادر من الصدفية، وإضطرارها للبقاء في سويسرا للحصول على علاج مكتشف حديثاً للمرض الذي اصابها، كان الجمهور يدعو لها ويتذكرها بالخير، فرغم تقدمها في العمر، تبقى نجلاء جميلة في نظر محبيها وجمهورها و "صورة بدون مكياج أو وجه شاخ دون تجميل" لا يمكن أن تغير هذا الحب أو جمال الروح التي يمكن ان تلمسها إذ التقيتها بالمصادفة وطلبت صورة تذكارية معها، فلن ترفض لأنها لا تحب التصوير أو بدون ماكياج.
هي الإنسانة التي رفضت رغم تكلفة علاجها المرتفعة للغاية تحمل النقابة اي نفقات لها، كانت حريصة على ان يكون الانفاق على مرضها من مالها الخاص رغم العروض العديد التي تلقتها والتكلفة الباهظة لجرعات العلاج التي تتلقاها وعدم عملها بالفن منذ اكثر من عشرين عاماً.
هي الإنسانة التي اعتذرت عن تكريمها في مهرجان أسوان لرفضها ترك زوجها يوماً واحداً وهو يعاني من الفشل الكلوي وبحاجة لجلسة غسيل لأنه لم يتركها في محنة مرضها، هي الزوجة الوفية التي عاشت مع زوجها بهدوء دون أن يتضرر أي منهما من نجومية الآخر، هي المرأة التي امتلكت من الجرأة ما جعلها تطلب يد زوجها للارتباط، دون خجل ويتم الزواج في مساء نفس اليوم وهي الواقعة التي ذكرها الكاتب حمدي قنديل في مذكراته.
نجلاء فتحي التي سبق اسمها كثير من نجمات ونجوم جيلها ستظل مهما طال الزمن ايقونة للجمال والحب، ستظل نجلاء رمز للأنوثة المصرية في كل زمان، وستظل باقية في قلوب جمهورها الذي يدافع عنها بوجه الإساءات التي تتعرض لها من اشخاص لم يقدموا ولو عشر ما قدمته نجلاء للفن والمجتمع.