"إيلاف" من بيروت: حلّ الفنان المصري الكبير حسين فهمي ضيف لقاء "قصة نجاح" الذي نظمته إدارة العلاقات العامة في جامعة بيروت العربية للسنة السادسة على التوالي بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي وبمشاركة النائبين عمار حوري وخالد زهرمان والسفير المصري نزيه النجاري الى جانب أسرة الجامعة وطلابها وحشد كبير من الإعلاميين اللبنانيين والعرب.
وككلّ عام، كان اللقاء مناسبةً لاختتام الموسم الثقافي بجانبٍ تكريمي يضيء على نجاحات شخصيات مميزة. فكان الخيار هذا العام الفنان حسين فهمي الذي شارك الحضور تجاربه الإنسانية والشخصية والعملية بعد مسيرةٍ مليئة بالأعمال السينمائية والمسرحيات والمسلسلات الناجحة والتي تميزت بمحاكاتها لقضايا وشؤون إنسانية وحياتية تعني كل بيت عربي. 
جاء اللقاء على هيئة حوار تلفزيوني في استديو أقيم خصيصًا للمناسبة على مسرح قاعة جمال عبد الناصر، أدارته وقدمته مديرة العلاقات العامة السيدة زينة العريس التي استهلت اللقاء بكلمة ترحيبية عرضت فيها أبرز الاعمال الناجحة لفهمي مشيرةً الى أن المكرم "فهم فنه جيداً بعين المخرج وذوق الفنان وحسّ الإنسان. فكان فناناً شاملاً أوصل أفكاره رسائل إنسانية هادفة". 
وخصّت العريس الفنان فهمي بلقب جديد يُضاف الى عشرات الألقاب التي حظي بها خلال مسيرته الفنية وهو لقب "ربيع كل الفنون". 

حوار
ثم أجاب فهمي على الأسئلة التي طرحتها "العريس" فعرّج على طفولته ونشأته الأرستقراطية وشبابه موضحاً أن اختلاف اسلوب الحياة ما بين مصر والولايات المتحدة ثقل شخصيته كثيراً وجعله يكون أكثر إصراراً على تحقيق الأهداف التي سعى اليها متحدثاً عن تحوله من مجال الإخراج الى التمثيل. 
وبتأثرٍ شديد، استذكر فهمي دوره بفيلم "الرصاصة ما تزال في جيبي". مشيراً الى تأديته هذا الدور بانفعال وولاء شديدين دفع مخرج الفيلم آنذاك الى تهدئته أكثر من مرة، الى جانب أدوار وطنية عديدة قال أنه أداها عن قناعة وانسجام. لافتاً في هذا السياق إلى رفضه قناعة أن لا يكون للفنان رأي وموقف من الأحداث التي تحيطه رغم إشارته الى أن الإدلاء بالمواقف السياسية يسهم بتراجع الجماهيرية. 
وعن بعض الأدوار المركبة، قال فهمي أنه كان يجتهد لتأديتها عبر زيارات ميدانية قام بها للعديد من المواقع لدراسة البيئة التي يقوم فيها الدور.

وعن حياته الخاصة كشف فهمي أن زيجاته كانت كثيرة آملا بالإلتقاء بالحب الحقيقي الذي يحلم به. وشدد على عدم خلطه ما بين التمثيل والحياة اليومية وذلك لاعتباره الكذب في الحياة العادية نوعاً من الجبن في مواجهة تحدياتها. 
ورفض فهمي ما يتم تداوله عن تراجع الدراما المصرية في العقد الأخير. مؤكداً على أصالتها ووصولها الى كل بيت عربي، مهاجما الدراما التركية التي وصفها بالرخيصة والتي تحمل أفكاراً غير مفيدة للمجتمعات. 

وإذ شدد على تشجيعه لكل المواهب الشابة، رفض تسمية ممثلين شباب يرى فيهم حسين فهمي أو سعاد حسني الغد متوجهاً بنصيحة الى كل الشباب المقبلين على المحال الفني التحليق بأفكارهم والإبقاء على تواضعهم.
وعن حبه للبنان وبيروت استذكر فهمي زياراته الصيفية الى لبنان في عمر الطفولة والشباب، مشيراً إلى صلات الصداقة التي تربط عائلته بأهم العائلات السياسية في لبنان. 

هذا وتخلل اللقاء عرضاً لفيلم أوجز نجاحات "فهمي" على مدى مسيرته الفنية الحافلة. واختتم بمنحه درع الجامعة التكريمي من قبل رئيسها البروفيسور عمرو جلال العدوي. علماً أنه أجاب على أسئلة الصحافة في مؤتمر أقيم على هامش اللقاء، وشكرهم على تظاهرة المحبة التي خصوه بها. كما شكر الجامعة على ترتيباتها وانجاحها لهذا اللقاء التكريمي.